جرَّبَ السودانين حكم من يحبونه ويثقون فيه ويرضون عن خلقه، فكانت نتيجة هذا الحب الأعمى؛ انفصال جنوب السودان، واحتلال حلايب وشلاتين وابورماد، ومناطق اخري من قبل مصر، واحتلال الفشقة من قبل أثيوبيا.. وحروب دارفور وكردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق بالإضافة لتدمير المشاريع الزراعية والصناعية والحيوانية والغابية والجوية والبحرية وتدمير السلم التعليمي و النظام الصحي بالبلاد. اما حان الوقت لتخلي عن نظرية الحب الأعمى؟ اما حان الوقت لنحكم العقل بدلاً عن القلب؟ لما لا نترك من نحب أن كان حبه يضر بمصالح بلدنا؟ ونذهب لمن نكره ونبغض إن كان في اتباعه مصلحة لبلادنا؟ ولو كان سفيهاً ( ارجي سفيه ما ترجي خايب رجاء) علي الأقل لن ننقاد ورائه صماً وعميان كما كنا نسير خلف من نحب! لن نغفر له أن اخطأ، كما كنا نتجاوز عن أخطاء من نحب، لن نجد حرج ان نقول له لا ،علي امر لا نريده، إن تكلم عن انجازاً، سألناه عن ما اخفق في إنجازه. العملاء انواع: عميل تعرض عليه أمريكا الجزرة فيأكل الجزرة ويقوم بعمله عميل تعرض عليه العصاة فقط. عميل يخير بين الجزرة والعصاة عميل لا يعرف انه عميل يفعل ما تريده أمريكا من دون اي مقابل ..(ويرجي الثواب من الله) . السودان اليوم في اشد الحوجه لعميل يأكل الجزرة ويتفادي العصاة! ثم ثانياً- ماهو عيب العملاء؟! حسني مبارك عميل لم يفرط في شبر من ارضه بل زاد مساحة بلاده! وكان لمصر في عهده دور سياسي كبير في المنطقة العربية ،حافظ علي وحدة مصر شعبا وارضا،ً وجلبه لهم مليارات من الولاياتالمتحدةالأمريكية وجلبه لنفسه مليارات من الخليج(ما احسن برضو من القشوا القدامهم والوراهم ودخلوا في العضم) وكذالك القذافي كان عميلاً فلم يضيع شبراً من ارض ليبيا، ولم يتقاتل الليبيين مع بعضهم البعض في عهده، إلا عندما ثاروا عليه! ولم يدمر ما تركه الاستعمار لهم من مشاريع زراعية وخطوط السكك الحديدية! العميل الذي يحافظ علي ارض بلاده وعلي ثرواتها وعلي كرامة وهيبة شعبه افضل من شريف عفيف طيب القلب يترك المقربين منه يسرقون ثروات البلد ويدمرون مشاريعه، ويدع دول الجوار تحتل أراضيه وتنال من هيبة وكرامة شعبه. العميل هو الحل الأسهل لإنقاذ السودان من حالته الحرجة! ترضي عنه اسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا والمعارضة و تتنازل له الحكومة عن منصب رئيس الجمهورية (كما تنازلت من قبل عن مقعد النائب الأول) .فابحثوا عن عميل نشترط عليه بدلاً من أن يشترط علينا، فليكن من ضمن الشروط أن يصلي الخمس صلوات في المسجد. عميل يأكل جزرة كي لا نتعب.