تولي وزارة العدل اهتماماً كبيراً بالصحافة وتقرأ الوزارة الصحف فجراً لكنها بعين تختلف عن الوزرات الأخرى، فإنها لا تبحث عن خبر تعرف به مجريات الأحداث بقدر ما تبحث عما تراه عين صاحبة السلطة الرابعة، وما تتناوله الصحف داخل «دائرة الاختصاص»، وتتعامل معه باهتمام بالغ وتتخذ ما تراه مناسباً من إجراء أو معالجة أو توضيح يشير إلى سعة صدر تتمتع بها العدل في التعامل مع قضايا النشر، جانب آخر يشير إلى ما ذهبنا إليه وهو إنشاء نيابة متخصصة للصحافة والمطبوعات في قلب الخرطوم وببيئة راقية احتراماً للصحافة وحفاظاً على حقوق المتضررين، مع اختيار عناصر مميزة في كل المجالات.. يأتي ذلك اتساقاً مع أهداف ومهام وزارة العدل التي ترمي إلى بسط مبدأ سيادة القانون وتحقيق العدالة بين الناس ومبدأ القانون يقول إن البلاغ تتم إجراءاته داخل دائرة الاختصاص ما لم تقتض ضرورة لذلك. نيابة الصحافة والمطبوعات بالخرطوم تقوم بواجبها على درجة عالية من الاحترافية والمهنية حيث لا يُظلم عندها أحد، تستقبل الشاكين والمشكو ضدهم بدرجة عادلة ومحترمة، ولعل ذلك مرده للخبرات التراكمية عند التحري وتقييم البلاغات وتسديدها وإحالتها للمحكمة، ونسبة لخصوصية الصحافة والصحافيين فإن الإجراءات تتم بخصوصية واحترام وأهم ما في ذلك أنه يتم إطلاق سراح الصحافي في الحال بموجب التعهد الشخصي وبضمان مؤسسته التي يعمل بها ولا يحتاج «المشكو ضده» لضامن، فالضمانة هنا استثنائية.. مسألة أخرى وهي أن المخالفة تقع في صحيفة مقرها الخرطوم وبالتالي من الطبيعي أن يكون محل البلاغ في اختصاص مسرح الحادث، وهذا ما لا ينطبق على نيابة الصحافة والمطبوعات بولاية الجزيرة، فالذي يحدث أن يتم فتح بلاغ لمخالفة غير استثنائية خارج دائرة الاختصاص وإن لم يكن لدى الصحافي شخص مقيم في مدني فإنه يفقد حقه في الضمانة المشروعة رغم أن المخالفة إن وُجدت في الخرطوم وحوكم في مدني، ثم أن التحري يتم في أقسام الشرطة وليس النيابة وبواسطة متحرين قد تكون علاقتهم بالصحافة ضعيفة. لذلك، على وزارة العدل أن تعيد النظر حول هذه النيابة التي تعيق عمل السلطة الرابعة وتحيلهم بما فيهم رؤساء التحرير وقادة الرأي العام إلى مسافرين طولاً وعرضاً، مع الإشارة إلى أن العمل الصحفي يعتبر من المهن الشاقة التي لا تحتمل التأخير فهي الصناعة الوحيدة التي تتم من اولها لآخرها في يوم واحد. ًأفق قبل الأخير توجد نيابة للصحافة والمطبوعات في ولاية الجزيرة التي لا توجد بها أية صحيفة ولا مطبوع ولا منسوخ ولا ممسوخ. أفق أخير والي الجزيرة سيواجهنا ببلاغ لهذا الحديث!! صحيفة الإنتباهة علي الصادق البصير