الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟
لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين
كم تبلغ ثروة لامين جمال؟
شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها
حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن
شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات
أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)
جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة
من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)
شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة
تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين
بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م
إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%
والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته
هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية
عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه
منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية
اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف
المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط
الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر
استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم
هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة
هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟
جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين
باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات
ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام
إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات
تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)
ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟
عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا
تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار
قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!
الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية
ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما
كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين
تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان
علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"
دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة
خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا
في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن
التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة
الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا
وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن
حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان
ارتفاع التضخم في السودان
شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!
انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف
مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا
"مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى
وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية
5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة
عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر
ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين
الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة
حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟
من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة
بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام
بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
محمد حسن مصطفى: دُوَلٌ مُرَاهِقَة
محمد حسن مصطفى
نشر في
النيلين
يوم 30 - 04 - 2014
هُنالكَ (دُوَلٌ) لَمْ تَرْتَق بَعدُ؛ لَمْ تَنضُجْ (مَدَنِيَّاً) لِيَصِحَّ فِيهَا وَصْفُ الدُوَلِ! وَ لا غَرَابَة؛ فأكثَرُ الشُعُوبِ (قَبَائِلٌ) تُوَحِّدُهَا وَ تُفَرِّقُهَا أنْسَابٌ وَ ثَارَاتٌ وَ (قَبَائِلٌ)!
وَ لِمَنْ سَيُنكِرُ الأسْطُرَ السَابِقَةَ مُتَمَثِّلاً بالغَربِ وَ الشَرقِ حَيثُ تَندُرُ القَبَلِيَّةُ؛ نَقُولُ: أنَّهُمُ شُعُوبٌ يُفَاضِلُونَ فِيمَا بَينَهُمُ بأصَالَةِ الإنتِمَاءِ وَ نَقَاءِ العِرق وَ الدَمِ فِيهِمُ وَ مَنهُمُ! لكِنَّ أوضَحَ وَ أهَمَّ الأمثِلَةَ عَلى كلامِنا هِي (قَارَةُ أفريقِيَا) بُركانُ القَبَلِيَّةِ الثَائِرُ دَائِمَاً! فَبرَغمِ تَعَدُّدِ الأديَانِ فِيهَا؛ لَمْ يَسْتَطِعْ أيُّ تَجَمُّعٍ دِينِيٍّ أوْ وَثَنِيٍّ فِيهَا أنْ يَعْزلَ أوْ يُهَمِّشَ أوْ حَتَّى (يُرَوِّضَ) النَزعَةَ القَبَلِيَّةَ فِيهَا! وَ لِعَجزِ أهلِهِ وَ سُوءِ فَهْمِهِمُ لهُ وَ تَطبيقِهِ فِيهِمُ وَ بَينَهُمُ حَتَّى الإسْلامَ سَقَطَ بِهِ المُنتَسِبُونَ إليهِ فِي مُسْتَنقَعَاتِ القَبَليَّةِ المُنتِنَةِ!
وَ الأمثِلَةُ تَكثُرُ (هُنا) .. أفريقِيَا؛ صِرَاعَاتٌ وَ حُرُوبٌ وَ (إنقِلابَاتٌ) لا عَلاقةَ للدِينِ بِهَا وَ إنْ سُوِّقَ فِيهَا وَ مَعَهَا لأغرَاضٍ (مَا)! فالأمْرُ لنْ يَتَجَاوَزَ (نِزَاعٌ قَبَلِيٌّ) عَلى الحُكمِ وَ الأرضِ وَ الثَرَوَاتِ.. عَلى (السُلطَةِ)؛ (مَنْ) يَحكُمُ (مَنْ)؟! وَ لِمَاذا يَحكُمُنا ذاكَ ال (مَنْ)؟! وَ نَحنُ الأفضَلُ مِن كُلِّ ال (مَنْ)!
.. وَ العَالَمُ كُلَّهُ تَجتَاحُهُ (فَوضَى القَبَلِيَّةِ وَ الأعَرَاقِ وَ لَعَنَةُ ال (مَنْ)) !
فَكثِيرَةٌ (هِيَ) مَنْ (هِيَ) قَبَائِلُ جُمِّعَت فِي دَولَةِ مازالت فِي عُمُرِ الإنسَانِيَّةِ وَ الحَضَارَةِ عَالقَةٌ فِي (طَور المُرَاهَقَةِ) لا الدَولِيَّة ! الإسْتِعمَارُ غَرَّرَ بِهَا خَدَعَهَا؛ مَلَّكَهَا أمْرَهَا (إسْتِقلالاً) فَارغَ المَعنَى وَ (حُدُودَاً) بلا مَعنَى لأنَّهَا مِنْ قَبلِهِ كَانت وَ مَازالت (قَبَلِيَّةً)!
^
(2)-[أعيَادُ وَطَن!]
وَ صِدقَاً يُمكِنُ قِرَاءَةُ التَاريخِ فِي (ألفِ مَعنَى وَ مَعنَى)!
هَا (نَحنُ) اليَومَ نَضْرِبُ أعْجَبَ الأمثِلةِ عَنْ (سُقُوطِ أمَّة)؛ نَحنُ مَنْ (كُنَّا خَيرَ أمَّةٍ) !
وَ عِندَمَا (مَسَخْنَا) أمْرَنَا مُنكرَاً فِي مُنكَرٍ فَسَدَ فِينَا الشَرعُ وَ العَدلُ وَ الخُلُقُ وَ النِعمَةُ! أمَّةٌ شَامِخَةٌ؛ دِينُهَا رسَالَةُ الحَقِّ وَ العَدلِ مِنْهَاجُ السَمَاحَةِ فُجِعَتْ بأبْنَائِهَا يُقِيمُونَ عَلى (أضْرحَتِهَا) المَوَالِدَ وَ الأعيَادَ؛ جَهْلٌ وَ فُجرٌ عَنْوَنَهُ (المُسْتَعْمِرُ) لهُمُ وَ حَلاهُ إسْتِقلالاً وَ وَطَنَاً وَ حُرِّيَّةً!
فَمَا قِصَّةُ (قِيَامِ الدُوَلِ)؟
وَ هَلْ فِي أصْلِهَا وَ تَاريخِ النَشْأةِ وَ جُغرَافِيَّةِ التَكوينَ الدَولةُ كانَتْ أمْ لَمْ تَكُن؟!
مَنْ سَبَقَ فِي الوُجُودِ مَنْ؛ النَاسُ أمِ الوَطَنَ ؟!
وَ هَلِ الوَطَنُ هُوَ (مَحَلُّ الذِكرَى) أمْ رَسْمُ الحُدُودِ عَلى الخَرَائِطِ وَ الجُدُر؟!
وَ الإسْلامُ هَلْ جَاءَ دَعْوَةٌ لإقَامَةِ دُوَلٍ وَ أوطَانٍ تَجْعَلُ مِنهُ دُسْتُورَاً؛ أمْ هُوَ الدِينُ الرسَالَة للنَاسِ كافَةً مُوَحِّدَاً وَ جَامِعَاً وَ سَبِيلاً؟!
نَحنُ فِي حَقِيقَتِنَا (دُويلاتٌ مَسخٍ مَشَوَّهَةٍ)؛ اُجْهِضَتْ قََسْرَاً مِنْ (رَحِمَ الأمَّةِ) تَحْتَ فُجرِ المُسْتَعْمِرِ الرَابِضِ فَوقَهَا مُسْتَبِيحَاً غَاصِبَاً! وَ صَدَّقنَا بَعدَ سُقُوطِنَا الكذِبَةَ؛ مَا سَوَّقَهُ المُسْتَعْمِرُ بنَا (إسْتِقلالاً) تَحريرُ (دُويلاتُ أمَّةٍ)! فَتَبَعْثَرنَا هُنَا وَ هُنَاكَ نَتَخَبَّطُ نَبحَثُ عَنْ تَحَالُفَاتٍ نُوَثِّقُ بِهَا (نَسَبَ وُجُودِنَا) نُؤرِّخُهُ أمَّةً! بَعُدنَا عَنِ الإسْلامِ جَهِلنا بِهِ لَمْ نَعُدْ خَيرَ أمَّةٍ!
^
(3)-[ نَحنُ الفِتنَة!]
نَعَمٌ .. وَ مَنْ مِنَّا يَزعُمُ أنَّ أحَدَاً مِنَّا نَحنُ (دُويلاتُ الإسلامِ) يَعِيشُ الإسْلامَ مِنهَاجَاً وَ تَشريعَاً وَ حَيَاةً وَ .. (حَقَّاً)؟! هَلْ فِينَا مَنْ يُقِيمُهُ بلا ظُلمٍ بلا جُورٍ بلا فَسَادٍ وَ خَوفٍ وَ ذُعرٍ وَ جُوعٍ؟! هَلْ فِينَا دُوَلٌ تَخَافُ اللهَ وَ اللهَ وَحدَهُ؟!
نَعَمٌ.. لا أحَدَ مِنَّا كامِلٌ؛ نَحنُ ملُسْلِمُونَ لكِنْ .. هَلْ فِينَا (المُؤمِنُ)؟!!
مَابَالُهَا رَوَائِحُ الفِتَنِ وَ أنتَانُهَا فَاحَتْ بَينَنَا هُناكَ وَ هُنا؟! طَوَائِفٌ وَ مَذاهِبٌ وَ قبَائِلٌ تَلهَثُ تَنبَحُ خَلفَ عَرَضِ الدُنيَا؟!
نَحنُ نَنتَسِبُ للإسْلامِ بالوُلادَةِ فَقط! نَحْمِلُهُ فَوقَ ظُهُورنا (أسْفَارَاً)! فلا غَرَابَة أنْ نَأتِي نُسَاومُ بهِ فِيهِ شَرَائِعَ بَشَريَّةً وَضِيعَةً وَضعِيَةً عُرفِيَةً دَولِيَّةً! شِرْكٌ بأنوَاعِهِ تَسَرَّبَ فِينَا تَشَعَّبَ (كُفرٌ) تَأصَّلَ!
فَهمُنَا للإسْلامِ أنَّهُ (عَادَاتٌ تَقَالِيدٌ) نُحَافِظُ عَليهَا تُرَاثَ حَضَارَةٍ كانَتْ يَومَ أنْ كُنَّا! حَالٌ يَسْتَحِيلُ مَعَهَا النُهُوضُ بالأمَّةِ دَفعَةً وَاحِدَةً! كيفَ تَنهَضُ أمَّةٌ دُعَاتُهَا يَتَجَوَّلُونَ بجَوَازَاتِ أوْطَانٍ (عَصَبِيَّة)! كيفَ ننهَضُ جَميعَاً وَ البَعضُ مِنَّا عَاجِزٌ عَنْ أنْ يَنهَضَ بنفسِهِ! نَحنُ نَسْقُطُ؛ وَ فِي السُقُوطِ .. نَسْقُطُ وَ نَسْقُطُ وَ نَسْقُطُ! وَ حِينَ نُحَاوِلأُ النُهُوضَ .. نَسْقُط! وَ هُنَا أسَاسُ البَلوَى؛ أنَّنَا لا نَمْلُكُ أسَاسَاً .. (دِينَاً)!
(نَحنُ) الفِتنَة!
^
(4)-[خَدِيعَة ٌ هِيَ العُظمَى!]
فَهَلْ يُعقَلُ أنَّ الكُلَّ مِنْ وجْهَةِ نَظَرنَا (مُرَاهِقٌ دَوْلِيٌّ)!
إذاً كيفَ (نَحكُمُ) عَلى نُضج الدَولةِ مَدَنِيَّاً؟! أمْ أنَّهَا مَشَاهِدُ الحُرِّيَّاتِ الدِينِيَّةِ وَ الدُنيَويَّةِ؟! أمْ كثَرَةُ الأحزَابِ وَ التَنظِيمَاتِ فِيهَا؟! أمْ هِيَ الصُحُفِ وَ القنَوَاتِ وَ الإذَاعَاتِ تِعدَادَاً وَ أعدَادَاً؟! أمْ أنَّ الحُكمَ كامِنٌ فِي القُدرَةِ عَلى (الشَتمِ وَ القذفِ) بلا خَوفٍ فِيهَا؟!
أوَّلاً : مَنْ حَكمَ أنْ فِي تِلكَ الأمُورُ يكُونُ الحُكمُ؟!
عَلينا النَظَرَ فِي (الصُورَةِ كامِلةً) قبلَ (تَنظِير) الحُكمِ فِيهَا! فأمَامَنا (دُوَلٌ عُظمَى) شِعَارُهَا وَ دِينُهَا (الحُرِّيَّة)؛ وَ تَضْربُ لنا أوْضَحَ الأمثِلةِ فِي (فَسَادِ) المُجتَمَع وَ الإنسَانِ وَ القانُونَ وَ الحُكَّام! فَهَلْ هِيَ عِندَنا دُوَلٌ ناضِجَة ٌ مَدَنِيَّاً؟!
عَلَّ السُؤَالَ الأصْوَبَ هُنا هُوَ : لِمَاذا لَمْ تَسْقُط تِلكَ الدُوَلٌ إذاً؟!
وَ الجَوَابُ سُؤَالٌ : مَنْ قَالَ أنَّهَا لَمْ تَسْقُط بَعدُ؟!
هَلْ شَهِدَ إقتِصَادُهَا الكَرتُونِيُّ؟! أمْ عَدَالتُهَا العَميَاءُ العُنصُريَّة ُ؟! أمْ بَشَاعَة ُ جَرَائِم النَاسِ فِيهَا؟! أمْ أمْرَاضُهَا اللامُنتَهِيَّة؟! أمْ وَ أمْ وَ أمْ؟!
نَعَمٌ .. ظَاهِرُهَا لمْ تَسْقُط فَهَاهِيَ دُوَلٌ تَتَحَكَّمُ فِي مَصَائِر (الصِغَار) حَولهَا! لِكِنَّها جَوفَاءٌ نَخِرَةٌ فَارغَةُ الدَاخِل بلا دِينٍ حَقٍّ وَ لا مَعنَى! وَ مِنْ قَبلُ (هُمُ) بَقَأيَا أمَمٍ فِي التاريخ سَقَطت!
وَ الدَليلُ أمَامَكُمُ اليَومَ مَاثِلٌ؛ (هُمُ) قَادِرُونَ عَلى حَربِ الضُعَفَاءِ مِنَ الدَولِيَّةِ المَزعُومَةِ؛ قَادِرُونَ عَلى إجتِيَاحِهِ وَ إحتِلالِهِ وَ إغتِصَابِهِ حَيَّاً! (لكِنَّهُمُ) أمَامَ (بَعضِهِمُ) يَكتَفُونَ مُقَيَّدِينَ بَحَقِيقَةِ وَاقِعِهِمُ المَعلُومُ لِديهِمُ بإرسَالِ الإشَارَاتِ وَ الكَلامِ فقط!(لأنَّهُمُ) الأدَرَى بحَالِهِمُ؛ يَخَشَونَ جَبَرُوتَهُمُ بَينَهُمُ أنْ يَضْربِهُمُ فِي بَعْضِهِمُ (حَربَاً عَالَمِيَّةً ثَالِثَة الأسَافِي) تَمحَقَهُمُ تَذهَبَ بِهِمُ جَميعَاً؛ تُسْقِطَهُمُ!
هَذا أوَّلاً : (أنَّهُمُ) أمَّمٌ مِثلنَا سَاقِطَة ٌ بلا دَينٍ وَ لا مَعنَى!
^
(5)-[مَا وَرَاء البَرلمَان؟!]
وَ يَتَوَاصَلُ الكلامُ عَنْ نُضج الدَولةِ وَ السُقوط؛
ثَانِيَاً : إليكُمُ (الحِكايَة) ؛ أنَّ مَنْ سَنُّوا لنا البَرلمَانَ وَ مَجَالِس الشُيوخ فِي التاريخ تَحَسَّبُوا مِنْ (سُقُوطِ الدَولِةِ) يَومَاً مُتَأمِلينَ حَالَ الأمَمِ وَ الدُوَل حَولهِمُ! وَ عَلِمُوا أنَّ الحَاكِمَ (عَامِلٌ) فِي الدَولِةِ (مُتَغِيِّرٌ) بقتلٍ أوْ مَوتٍ أوْ سَلبِ حُكْمٍ! فأيقَنُوا مِنْ أهَمِّيَّةِ الوُصُول بالدَولةِ إلى مَرحَلَةِ (النُضج المَدَنِيِّ) حَيثُ الإستِقرَارُ وَ السَلامُ.
فَأعَدُّوا العُدَّة بَرلمَانَاتٍ (صَمَّامَاتِ آمَانٍ) للدَولِةِ تَملِكُ القُدرَةَ وَقتَ الحَاجَةِ لتشريعِ مَا يَلزَمُ مِنْ قَوَانِينٍ وَ دَسَاتِيرٍ للحِفاظِ عَلى الدَولِةِ ضِدَّ (نَكَبَاتٍ الحُكمِ) وَ حِمَايَتهَا مِنَ السُقُوطِ وَ النُهُوضِ بِهَا إنْ حَدَثَ وَسَقَطَت!
لِكِنَّ حِكَّمَةَ االبَرلَمَانَاتِ تِلكَ لَمْ تَفُتْ عَنْ دَهَاءِ وَ خُبثِ الحَاكِمينَ عَلى مَرِّ الزَمَن؛ فلَمْ تعجَز نَوَايَاهُمُ المُبَيَّتَة لِ (السُلطَةِ الخَالِدَةِ المُطلَقةِ) فأجَازُوا لأنفُسِهِمُ دَومَاً تَعطِيلَ أوْ تَعلِيقَ أوْ (حَلَّ) البَرَلمَانَاتِ دُونَ حَرَجٍ أوْ تَحَرُّجٍ! مُعلِنينَ وَ مُطلِقينَ أسْمَاءً وَ أوْصَافاً تَشفَعُ لهُمُ عِندَ أنفُسهِمُ وَحدَهُمُ لإغتِصَابِ (نُضجِ الدَولةِ) مِنْ إعلانِ الطَوَارئ حَالةً وَ تَطبيقِ الأحكَامِ العُرفيَّةِ وَ الحِفاظُ عَلى الأمنِ القَوميِّ وَ مَرَاعَاةِ المَصْلحَةِ العَامَةِ وَ غَيرَهَا مِنَ الشِعَارَاتِ الأمنِيَّةِ!
وَ يَجري الزمَنُ .. وَ تُمسِي البَرلمَاناتُ (رَمزيَّةً) مَحدُودَةَ الفائِدَةِ وَ مُعَلَّقةَ الأهَميَّةِ! فأمْرُهَا هَوَى الحَاكمِ وَ النِيَّة! فَخَضَعتِ الشُعُوبُ لِتَشريعَاتِ الحَاكِمِ! وَ خَلُدَ الحَاكِمُ وَ وَرِّثَ البلادَ وَ العِبَادَ بالجَبَرُوتِ وَ القوَّةِ! وَ لحظَةَ أنْ يَسقُطَ حَاكِمٌ؛ تسْقُطُ مَعَهُ مُبَاشَرةً شُعُوبٌ وَ دُولٌ وَ أمَمٌ! لأنَّهَا ببَسَاطَةٍ (خيَالاتُ أمَّةٍ) لمْ تَجد مَا يَحفَظ وَحدَتَها وَ بَقائَهَا وَ نُضجَهَا إنْ كَانت يَومَاً نَضَجَتْ إلا طَوَاغِيتُ الحُكمِ وَ السُلطَةِ!
وَ التاريخُ عَليهِمُ شَاهِدٌ يَشهَدُ؛ أمَمٌ سَقطَتْ لأنَّها عَجَزت عَنْ أنْ تَنضُجَ يَومَاً! عَجَزَتْ أنْ تَحمِي التشريعَ فِيهَا بالقُوَةِّ!
لِكِنْ مَا هِيّ تلِكَ القوّة؟!
^
(6)-[قَوَّةُ حِفظِ التَشريع!]
نَعَمٌ ..هُمُ كانت لدَيهِمُ حِكمَة ٌ وَ فِطنَة ٌ فَشَرَعُوا أمَامَ الحَاكِمِ (حَوَاجزَ البَرلمَانَ) لِكِنَّهُمُ وَ أمَامَ القُوَّةِ المُتاحَةِ للحَاكِمِ فَاتَ عَليهِمُ أنَّ (شَرْعَهُمُ) فاقِدٌ للقُوَّةِ!
قُوَّةٌ كامِنَةٌ فِي حِكمَةِ التشريعِ وَ شُمُولِهِ وَ سَمَاحَتِهِ وَ بُعدَ نظَرِهِ وَ رُؤيَتِهِ ! قَوَّةٌ (تُحَاسِبُ الأفرَادَ) عَلى مَا فَعَلُوهُ؛ (تُهَذِّبُ الأخلاقَ)؛ تُعَلِّمُ الفَرَقَ بينَ الحَقِّ وَ البَاطِل؛ تُوضِحُ الحَلالَ مِنَ الحَرامُ؛ تَوقِظُ فِي النُفُوس مَعَنى الحَيَاةَ.
نَعَمٌ .. قُوَّةُ تَشريعٍ تُربِّي وَ تُهَذِّبُ تُنَبِّهُ تُرَغِّبُ وَ تُخَوِّفُ!
قُوَّةُ حَقٍّ تُحِقُّ الحَقَّ وَ العَدلَ تُبَشِّرُ بالأجرِ خَيرَاً وَ تُوعِدُ بالجَزَاءِ عَقابَاً!
نَعَمٌ .. قُوَّةُ الدَينِ وَ الدِينُ قُوَّةٌ إنْ صَحَّ فَهْمُهُ وَ تَطبِيقُهُ وَ العَمَلُ بِهِ وَ الدَعوَةُ إليهِ وَ بِهِ. (الدِينُ) الذِي ضَلُّوا عَنهُ هُمُ وَ تَلاعَبُوا بهِ فأفسَدُوا تشريعَهُ بأيدِهِمُ ففقَدَ الدِينُ القُوَّةَ فَإنهَارَ المُجتَمَعُ بِهِمُ سَقطَتْ أمَمُهُمُ وَ دُوَلُهُمُ لأنَّها لمْ تَجدِ قُوَّةَ التشريعِ لمْ تَنضُج أمَّة!
وَ جَاءَ الإسلامُ الرسَالةُ الخَاتِمَةُ أحكمُ الشَرَائعِ وَ أعدَلُهَا جَاءَ للنَاسِ كَآفةً دِينُ السَمَاحَةِ وَ الأخلاقِ وَ الحَيَاة؛ فكانتْ (خَيرَ أمَّةٍ) فِي العَدِل وَ الخَير وَ الأخلاقِ وَ القُوَّة. وَ لمَّا ضَلَّ أهلُها وَ خَلطُوا بِدَعَهُمُ وَ عَادَاتِهِمُ وَ تقالِيدِهُمُ الرَثَّةَ فِي الإسلامِ؛ لِمَّا بَعَدُوا و َ إبتَعَدُوا عَنهُ فَهمَاً صَحِيحَاً وَ تطبيقاً عَدلا سَقَطُوا؛
لأنَّهُمُ أفقَدُوا الإسلامِ القُوَّة!
لمْ يَنضجُوا.
^
(7)- عَوْلَمَة ُ الإسْلام !
عِبَارَةٌ تُوجِزُ فتَصِفُ صَادِقة ًحَالنا (نَحنُ) المُنتَسِبينَ للإسلامِ أوْ (مُسْلِمي العَولَمَةِ) وَ .. سَلام الحَضَارَاتِ وَ .. العِلاقَاتِ الدَوليَّةِ وَ .. المَصلحَةِ العَامَّةِ الوَطَنِيَّة وَ (أنا مُسْلِمٌ وَ كفَى)!
أمْرُنا لا غَرَابَة فِيهِ وَ مَا كانَ التِكرَارُ لِيُعَلِّمَنا أوْ حَتَّى مِنْ غَفلتِنا أنْ يُوقِظنَا!
نَحنُ اليَومَ لا نَخضَعُ لا نَنْتَظِمُ لا نَتَشَكَّلُ دُوَلاً إلا وَ (عَصَا الحَاكِمِ) تُلَوِّحُ فَوقَ رُؤوسِنا! وَ مَا أنْ يَسقُطِ الحَاكِمُ أوْ يُسقِطَ عَلِمَ أمْ جَهِلَ عَصَاهُ حَتَّى نَتَبَعثَرَ نَتَلاشَى بلا دِينٍ وَ لا شَرعٍ وَ لا مَعنَى! إلا أنْ يَأتِيَنَا (غَيرُهُ) بِعَصَاً (تَضْربُنا) فتحكُّمُنا! وَ الأمثِلة ُ مازالتْ مَاثِلة ً أمَامَنا!
خُلاصَةُ الكَلام :
أنَّنَا (فَرقَعَةُ) إسْتِقلالاتٍ مُتعَثِّرَةٍ مُبَعثَرَةٍ!
سَكرَةُ الحُكمِ نَشْوَةٌ أعْمَتنَا عَنْ حَقِيقَةِ أنَّنَا سَقطنَا (أمَّة)! فشَغلتَنا أطمَاعُنا فِي تَوثِيقِ الأرَاضِي وَ تَسجِيلِهَا وَ تَرسِيمِ الحُدُودِ عَليهَا وَ لهَا عَنْ (دِينِنا)؛ فأعْلَنَ كُلٌّ مِنَّا (دُسْتُورَهُ) الرَسْمِيَّ مِنَّا مَنْ جَعَلَ الإسْلامَ للتَشريعِ أسَاسَاً وَ مِنَّا مَنْ جَعَلُهُ لَوَائِحَ فَخريَّةٍ! وَ (الجَاهِلُ) مِنَّا أعلنَ أنَّهُ هُوَ الأحكمَ؛ زَعَمَ أنَّ الإسلامَ فِي الدُستُورِ (عُنصُرِّيَّة)!
وَ اليَومَ لأنَّا فقدنَاهُ حَيَّاً؛ إجتَاحَتنَا (فَوضَى الحَرَامِ) فأبدَلنَا بِغَبَاءٍ حِكمَةَ التَشريعٍ (قوَانِيناً أمْنِيَّة)! لأنَّ النِظامَ وَ العَدلَ وَ التشريعَ فينا مَالَ وَ اختَّلَ وَ أضحَى الإسلامُ (إسْلامَ أفرَادٍ) فقط! إسلامٌ خاصٌّ يُقصُّ وَ يُفصَّلُ حَسَبَ الذوقِ وَ العَرضِ وَ الطلب!
وَ تِلكَ مُرَاهَقتُكِ يا أمَّة شِختِ بَاكِرَاً؛ فُتاتَ دُوَلٍ بَعدُ لمْ وَ (لن) تنضُجِ!
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
دُوَلٌ مُرَاهِقة: مَا وَرَاء البَرلمَان ؟! ... بقلم: محمد حسن
دُوَلٌ مُرَاهِقة: الحَلقة مَا قبلَ الأخِيرَةِ: قَوَّةُ حِفظِ التَشريع ! .. بقلم: محمد حسن
الخَصمُ وَالحَكمُ - لكِ اللهُ يَا دَولِيَّة! .. بقلم: محمد حسن مصطفى
دُوَلٌ مُرَاهِقَة ٌ .. بقلم: محمد حسن مصطفى
دُوَلٌ مُرَاهِقة ٌ .. بقلم: محمد حسن
أبلغ عن إشهار غير لائق