" رفقا بالقوارير " كما قيل في " تفسيرها " إﻧﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻮ أﺭﺩﻧﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻦ ِﺭِﻗﺔ ﺍلأُﻧﻮﺛﺔ ﻭ ﺟﻤﺎﻝ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻋﺬﻭﺑﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭ ﺗﺄﻟﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺧﻴﺮاً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ , ﻓﺎﻧﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﻗﻠﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺟﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﺟﻤﺎﻻً ﺧﺎﺻﺎً ﻭ ﻋﺬﻭﺑﺔ ﻣﺎﺗﻌﺔ ﻭ ﺳﺮﺍً ﺑﺪﻳﻌﺎً ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻨﻔﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ .. ﻓﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺗﻀﻤﺮ ﺍﻟﻠﻄﻒ و ﺍﻟﻠﻴﻦ , ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ , ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ, ﺍﻟﺘﻤﻬﻞ ﻭ ﺍﻷﻧﺎﺓ فهذه " رميّة " للمقال . كلية التربية والدراسات الإسلاميّة بمدينة الدبة " بالولاية الشماليّة " هي إحدى أفرع جامعة أمدرمان الإسلاميّة المنتشرة بعددٍ من ولايات السودان ، يدرسنّ بها طالبات " زغب الحواصل " من عدة قرى مجاورة لمحلية الدبة وقلة من بعض ولايات السودان ، طالبات كرِيمات مزارعين كادحين يأكلون من عرق الجبين ، يستظلون بالسماء ويصطلون بالهجِّير لتوفير لقمة حلال ( متعوب عليها ) مغسولة بالماء الزﻻل ، تخرج من بين رمال وطيّن . يعاني فلذات أكبادهم " الطالبات " اللائي يدرسن بفرع الجامعة من ظروفٍ عصيّبة في السكن والمعيشة ، بعد أن تخلّت إدارة الجامعة عن منزل لهن كان مستأجراً " كداخليّة " بحي الإمتداد بمدينة " الدبة " ، وبعدها تم إسكانهن بمبانِ " معهد التأهيل التربوي بالدبة " فصول غير مهيأة أصلاً للسكن ، ولأن القرار من أساسه غير واقعي فقد تم إخلائهن من " المعهد " نفسه نسبة لبداية العام الدراسي لمدرسة الدبة الأساسية والتي نفسها تستغله " مؤقتاً " ولهذه المدرسة قصة مُضحِكة وُمبكية تطول، لابأس أن نلخصها لكم في سطور. يأتي ( مندوب ) إحدى المنظمات الخيرية ويدخل على المسؤولين بمحليّة الدبة ويبشرهم بتشييد مدرسة أساس للبنين على أحدث المواصفات مكان مدرستهم ( القديمة ) واعداً إياهم بإنجاز العمل بأسرع مايكون ليلحقوا بالعام الدراسي وكان هذا ( العام الماضي ) ، ثم ماذا بعد يشترط ممثل المنظمة إن جاز ( وصفه ) أن تتم تسويّة المدرسة مع الأرض ويمكنه سداد مصروفات ( الهدم والتدمير ) ، لم يصدق المسؤولون فوقعوا بالمدرسة ( هدم ) فتمت إزالتها وتسويتها مع الأرض ، وللأسف قبضوا ( الريح ) وكشحوا مويتهم على سراب !! لم تلتزم المنظمة بوعدها بالتشييد حسب الموعد المقرر له حتى الآن ومنذ عام ، والمدرسة قد سويّت مع الأرض وأصبحت( أنقاض ) ! ومن الطريف والمؤسف حتى أن المنظمة " السراب " لم تقم بسداد تكلفة ( التدمير ) التي تمت بآليات مكلفة ، فأصبحت ( ميتة وخراب ديار ) ويستمر مسلسل ( المرمطة ) .. تم إخلاء ( طالبات الإسلاميّة ) من معهد التأهيل لإستغلاله من تلاميذ آخرين ( منكوبين ) ، مما إضطرهن للسكن بالكلية وبقاعات الدرس يفترش بعضهن الأرض بحوش الكليّة وأخريات " يردفن " في سرير واحد ، في مشهد مأساوي أليم يحكي عن معانتهن ، إذا يضطرن للإستيقاظ باكراً لجمع فرشهن قبل حضور الطلاب للقاعات كما يعانين في توفير الوجبات لظروفهن الإقتصادية الصعبة كما تحدثت إحداهن لموقع " سوداناس " عن معاناتهن اليوميّة في السكن الغير مناسب " بقاعات الدرس " والذي لايحفظ خصوصيتهن " كفتيات " والإعاشة التي تجعل بعضهن يكتفين بوجبة واحدة في اليوم . " رفقاً بهن " فيكفي غربتهن بعيداً عن أهلهن طالبات للعلم صابرات مجاهدات يفترشن الأرض ويلتحفن السماء ، فكيف يناموا على فراش وثير من سيسألهم عنهن الله ، و طالباتهم في " الصقيعة " في سكن ﻻيحفظ خصوصيتهن ولاكرامتهن ، يستيقظن في وجل في الظلم لكي ﻻيطلع عليهن أحد ، فالفناء الذي ينامن فيه لهن ولغيرهن من الطلاب ، فكيف لهن أن يجدن راحتهن في هكذا وضع وحال ! طالبات ﻻيتجاوز عددهن " الأربعون أتعجزيد ود بلد ( مستطيع ) أن تمتد إليهن بالعون إن كان قد قصر في حقهن المسؤولين ؟ . بقلم : محمد الطاهر العيسابي