محمد وداعة: الجنجويدي التشادى .. الأمين الدودو خاطري    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آاااهٍ مِن رَسَائِل حُزْن بلا عُنوَان .. بقلم: محمد حسن مصطفى
نشر في سودانيل يوم 26 - 04 - 2014


بسم الله الرحمن الرحيم
(1)--[أطْفَالُكُمُ أمَانَةٌ]
إخْوَتُكُمُ الصِغَارُ (صُبْيَانَاً وَ بَنَاتاً) وَ أطْفَالُكُمُ عِنْدَمَا (يَتَوَاجَدُ) بَيْنَهُمُ أوْ فِي المَكَانِ مُرَاهِقُونَ أوْ شَبَابٌ (لا) تَجْعَلُوهُمُ (يَغِيبُونَ) عَنْ أنْظَارِكُمُ مَهْمَا كَانَ! فَإنْ كُنْتُمُ الضَيْفَ أمِ المُضِيفَ (لا) تُهْمِلُوا أمْرَهُمُ. رَجَائِي (لا) تُسْلِمُوهُمُ (لِظُلُمَاتِ) المَكَانِ وَ الزَمَان!
يَمُرُّونَ بِنَا فِي المُسْتَشْفَيَاتِ أبَاءٌ وَ أُمَّهَاتٌ .. وَ أطْفَالٌ (سُلِبَتْ بَرَاءَاتُهُمُ) لأنَّ (أعْيُنَ الأهْلِ) غَابَتْ عَنْهُمُ! وَ أيْنَ؟ .. بِينَ الأهْلِ وَ الأقَارِبِ!
القَضاءُ وَ القَدَرُ, الإهْمَالُ وَ الحَذَرُ!
خُذُوا بالأسْبَابِ
كُونُوا مُؤمِنينَ
اللهُمُ إحْفَظِ الجَميعَ وَ ارْحَمِ الجَميعِ
^
(2)--[أخْلاقٌ وَ .. أخْلاقٌ!]
هَلْ الأخْلاقُ (تُشْتَرَى)؟! أمْ أنَهَا (طَبْعٌ) نُوْلَدُ بِهِ وَ جِينَاتٌ كَمَا زَعَمَتْ دِرَاسَاتُ(هُمُ) تُوَرَّثُ؟! أمْ إضَافَاتٌ وَ مُحَسِّنَاتٌ يُمْكِنُ (التَطَبُّعَ) بِهَا وَ إكْتِسَابُهَا أوْ فَقْدُهَا؟!
(هُمَا) أخَوَانِ شَقِيقَانِ عَاشَا نَفْسَ الحَيَاةِ تَحْتَ سَقفٍ وَاحِدٍ (لِكِنَّ) أحَدُهَما خَلُوقٌ وَ الآخَرُ لَعُوبٌ! فَمَا السَبَبُ؟
عَلَّ (الخَلُوقَ) يَخَافُ اللهَ فِي سِرِّهِ وَ جَهْرِهِ؛ يُرَاقِبَهُ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ يُهَذِّبُ عُيُوبَهَا؛ يُدَافِعُ نَزَوَاتِهَا شَهَوَاتِهَا يَبْذُلَ الكَثِيرَ مَرْضَاةً لِرَبِّهِ خَلُوقٌ شُغِلَ (شَغَلَتْهُ نَفْسُهُ)!
وَ عَلَّ (اللعُوبَ) يُحَاوِلُ وَ يَبْحَثُ عَنْ أسْبَابٍ يَتَعَذَّرُ بِهَا يُخَادِعُ نَفْسَهُ يُجَادِلُهَا عَنِ الحَقِّ يُرَاقِبُ النَاسَ لِيَلْعَبَ لَعُوبٌ شُغِلَ (فَشَغَلَتْهُ نَفْسُهُ)!
فَرْقُ بَيْنَهُمَا وَ بَينَ مَا (شَغَلَهُمَا) وَ إنْ تَشَابَهَ الأصْلُ (نَفْسُهُ)!!
فِطْرَةُ الخَلْقِ سَلِيمَةٌ بِحَمْدِ اللهِ وَ الحَيَاةُ (إخْتِبَارٌ) لِعِبَادَةٍ؛ وَ الفَائِزُ مَنْ يَشْرِي الأخْلاقَ يَتَعَهَّدُ بِهَا نَفْسَهُ. فَالأخْلاقُ تُكْتَسَبُ مَعَ الجُهْدِ وَ تُشْتَرَى وَ تَظَّلُ قَابِلَةً للتَغَيُّرِ وَ التَبَدُّلِ مَا لَمْ نَتَعَهَّدْهَا ب(الدُعَاءِ).
^
(3)--[مَوضُوعٌ أحمَرُ سَاخِنٌ!]
مَواضِيعُنَا السَاخِنَةُ الحَمرَاءُ !
وَصْفُ الليَالِي الحَمْرَاءِ مَعْلُومٌ كمَا وَصْفُ الصُحُفِ الصَفْرَاءِ مَفْهُومٌ؛ وَ الأمرُّ فِيهِمَا لَنْ يَتَجَاوَزَ الشَهْوَةَ وَ المُتْعَةَ وَ اللذَّةَ وَ الإعلانِ .. التِجَارَة! فَنَقْرَأُ وَ نَسمَعُ وَ نُشَاهِدُ التِكْرَارَ وَ (الرَدحَ) عَنِ الجنسِ وَ اللذّةِ وَ الرَغبَةِ وَ الحُرَّيَةِ الفِكرِيَّةِ الجَسَدَيَّةِ .. إبَاحِيًّة!
المُتَابعُ لإعْلامِنَا وَ مَا يَشْمَلُهُ مَقْرُؤً وَ مَسْمُوعَاً وَ مَنظُوراً وَ حَتَّى ذاكَ (المُشَفَّرُ)؛ يَجدُ تِكرَرَاً خِبيثَاً وَ تَسْوِيقَاً فاسِدَاً لَمَواضِيعٍ وَ عَنَاوينٍ إنْ صُنِّفَتْ يَوْمَاً فَسَتُدْرَجُ تَحْتَ السَاخِنَةِ الحَمْرَاء رَغمَ أنَّ حَقِيقَتَهَا وَ أصْلَهَا أكْبَرُ وَ أهَّمُ وَ أخْطَرُ مِنْ تَحريكِ الغَرَائِزِ أوْ تَسْويقِهَا!
وَ لا غَرَابَةَ وَ لا عَجَبَ أنْ نَجِدَ أحَدَنَا ذكَرَاً أوْ أنْثَى يَسَوِّقُ نَفْسَهُ أوْ بضَاعَتَهُ الإعْلامِيَّةَ الفَارِغَةُ مَضمُونَاً وَ أهدَافَاً وَ فِكرَاً مَطْبُوعَةً مُبَرَّوَزَةً مُحَلاةً بلَذّةِ الجَسَدِ وَ غريزَةِ الذِهنِ! الغَريبُ هُوَ الإقبَالُ مِنَّا تَقَبُّلاً أوْ حَتَّى رَفضَاً لَهَا ! مِمَّا يُؤكِّدُ وُجُودَ مُتَابَعَةٍ بَل بَحثٍ عَمَّا يُقَدَّمُ وَ يُكَرَّرُ!
وَ الأغرَبُ أنَّ الدِينَ سَوَّقهُ البَعْضُ مَوَاضِيعَ نِقاشٍ حَمْرَاء سَاخِنَةٍ ! أمْسَى كُلُّ عَبدٍ وَ أمَةٍ لَهُمَا حَقُّ إبْدَأ الرَأيِّ فِي العَقِيدَةِ وَ الشَرْعِ وَ التَشريعِ! وَ تَطَاوَلَ النَاسُ عَلى أهْلِ العِلمِ لأنَّهُمُ أيَّ النَاسَ خَلَطُوا بَينَ عَادَاتِهِمُ وَ مَا تَوَارَثُوهُ مِنْ جَهْلِ أهْلِهِمُ وَ بيَن عَقِيدَةُ الإسلامِ السَمحَةِ! فثَارُوا تَحَرَّرُوا رَافِضِينَ قُيُودَ تَقَالِيدِهِمُ الرَثَّةَ الخَربَةِ فِي ظَنِّهِمُ أنَّهَا شَرْعٌ فِي الدِينِ! الجَهْلُ وَ الغُرُورُ وَ الشَيطَانُ أعْمَوا بَصِيرَتَهُمُ فقذفُوا الإسْلامَ بالبَاطِلِ بأوْهَامِهِمُ فسَّرَوهُ بتَوهُّمَاتِهِمُ! الكُلُّ يَتَحَدّثُ وَ يَقْدَحُ وَ يُفَسِّرُ وَ يُأوِّلُ وَ يكتُبُ فِي الدِينِ وَ عَنهُ! وَ كَأنَّ الكُلَّ دَرسُوا الدِينَ وَ أبْحَرُوا فِيهِ عَقِيدَةً وَ تَشريعَاً وَ فِقهَاً!!
وَ يَخْلُطُونَ لا يَفْقَهُونَ مَا يَنْطُقُونَ! قضَايَا غايَةَ الأهَمِّيَّةَ الدِينِيَّةِ وَ الإجتِمَاعِيَّةِ وَ الطِبِّيَّةِ تُنَاقشُ مَوَاضِيعَاً سَاخِنَةً حَمْرَاء؛ هَذَا يَنعُقُ رَأيَهُ المُتَوَاضِعَ وَ تِلكَ تَنْهقُ عَنْ حُرِّيَّةٍ! وَ الإقْبَالُ وَ المُتَابَعَةُ تَتَزَايَدُ عَلى مَاذ؟ بَابُ عِلمٍ أمْ فائِدَةٍ أمْ ثقَافَةٍ أمْ .. حُرِّيَّةٍ!
سُبْحَانَ الله.. غرَائِزٌ تُخَاطَبُ وَ تُخَاطِبُ؛ تُثَارُ بلا حَيَوَانِيَّةٍ وَ الزَعمُ عَقلانِيَّة!
^
(4)--[مُجتَمَعٌ وَ أُسْرَة]
عَلَّ أُسَرُنَا فِي حَوْجَةٍ إلى (إعَادَةِ) التَأّمُّلِ فِي ( التَرْبِيةِ )!
جَمِيعُنَا يَعْلَمُ الحَالَ وَ الكُلُّ يَعِيشُ الوَاقِعَ لكِنَّ التَرْبِيَةُ (تُؤَسِّسُ) أُسْرَةً؛ وَ الأُسْرَةُ مُجْتَمَعٌ. فَهْلَ عَلى الأُسَرِ أنْ (تُرَبِّيَّ) المُجْتَمَعَ؟!
إنَّ المُجْتَمَعَاتَ تُرَبِّيَهَا (أدْيَانُهَا) وَ شَرَائِعُهَا. وَ أمَّةُ الإسْلامِ (مَرْجِعُهَا) إسْلامُهَا؛ فَإنْ ظَهَرَ فِي مُجْتَمَعَاتِهَا (خَلَلٌ) فَلا شَكَّ أنَّهَا (أخَلَّتْ فِي دِينِهَا)! وَ لَنْ أُطِيلَ؛ عَلينَا بِأُسَرِنَا الصَغِيرَةِ أنْ نَرْعَاهَا وَ نُحَافِظَ عَليْهَا منْ إخْتِلالاتِ المُجْتَمَعِ. أمَّا المُجْتَمَعُ فِي ظَنِّي أنَّكُمُ تَعْرفُونَ (وُلاةَ الأمْرِ)!
^
(5)--[الإنسَانُ مُكَلَّفٌ]
تَسَارَعُ الحَيَاةِ وَ للحَيَاةِ لابُدَّ أنْ نَعْمَلَ طَلبَاً للرِزْقِ وَ الرزَّاقُ هُوَ اللهُ؛ فَكَانَ الأخْذُ بالأسْبَابِ هُوَ (مِفْتَاحُنَا) وَ هُوُ خَيرُ طَريقٍ للعِبَادَةِ! وَ الحِكْمَةُ أنْ نَفْهَمَ مُتَطَلَّبَاتِ العَصْرِ فَفَهْمُهَا بَعْدَ عَوْنِ اللهِ وَ بإذِنِهِ خُيْرُ مُعِينٍ عَلى مُوَاكَبَةِ إيْقَاعَهِ وَ الحَيَاةَ بِسَلامٍ فِيهِ!
وَ نَحْنُ فِي عَصْرٍ يَشْتَرِطُ وَ يَتَطَلَّبُ (التَخَصُّصَ) مُوَثَّقَاً فَكَانَتِ الدِرَاسَةُ مَرَاحِلاً وَ دَرَجَاتٍ وَ شَهَادَةٍ؛ لِكِنَّ الحَيَاةَ وَ بِحَمْدِ اللهِ وَ نِعْمَتِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ فَضْلِهِ مَا كَانَتْ لِتِقِفَ هُنَا وَ سُؤَالُ : " هَلْ تَمْلِكُ شَهَادَةً؟".
فالإنْسَانٌ مُكَلَّفٌ وَ العَمَلُ الحَلالَ عِبَادَةٌ؛ وَ المُتَأمِّلُ لِزَمَانِنَا يَجِدُ إخْتِلافَاً فِي طَبَائِعِ النَاسِ وَ المُجْتَمَعَاتِ كَبيرَاً! لَمْ تُعُدْ فِينَا تِلكَ (البَسَاطَةُ) فِي الحَيَاةِ وَ المَعِيشَةِ! إقْتِصَادٌ (تُجَّارٍ) لا يَعْرِفُ الرَحْمَةِ وَ (سِيَاسَاتُ) تِجَارَةٍ بِلا ضَمِيرٍ!
إنْفِتَاحٌ عَلى (عَوْلَمَةٍ) لا مَلامِحَ لهَا غَيرَ الفَقْرِ وَ الظُلْمِ وَ البَطَالَةِ وَ .. الفَسَادِ وَ الإفْسَادِ هُنَا وَ هُنَاكَ! رُوحُ المُجْتَمَعَاتِ السَمْحَةُ عَانَتْ وَ تُعَانِي (طَفَرَاتٍ) مَسَخَتْهَا وَ أضَاعَتْ بَرَكَتَهَا!
وَ فِي زَمَانِنَا هَذَا ( إلَّمْ ) تَجِدْ لَكَ عَمَلاً أوْ .. (تُتْقِن) صَنْعَةً .. أوْ تَحْمِل (شَهَادَةً عُلْيَا)؛ فَلا مَكَانَ لكَ بِينَ الأحْيَاءِ! سَتُسْحَقُ تَحْتَ الأقْدَامِ؛ مَا لَمْ يَفْتَحِ (الشَيْطَانُ) عَليكَ (طُرُقَ جَهَنَّمَ) وَ العِيَاذُ باللهِ !
خُلاصَةُ الأمْرِ :
أنَّ عَلينَا جَمِيعَاً إنَاثَاً وَ ذُكُورَاً البَحْثُ عَنْ مَهَارَةٍ أوْ صَنْعَةٍ أوْ حِرْفَةٍ أوْ عَمِلٍ أوْ شَهَادَةٍ لِنَكْفِي أنْفُسَنَا وَ مَنْ (هُمُ) فِي أعْنَاقِنَا أمَانَةً مِنَ الله شُرُورَ (تَغِيُّرِ) النَاسِ وَ الزَمَانِ؛ وَ صِرَاعٌ عَلى الحَيَاةِ وَ فِيهَا أوَّلَ مَنْ (يَسْتَهْدِفُ) المَرْأةَ وَ الأطْفَالَ فِي (مُجْتَمَاعَاتِ غَابٍ) قَدْ لا تَرْحَمُ الضُعَفَاءَ!
وَ اللهُ خَيْرُ حَافِظٍ الرحمنُ؛ فَأينَ العِلْمُ مِنَ العَمَلِ؟
الحَيَاةُ عِبَادَةٌ
وَ العِبَادَةٌ عِلْمٌ وَ عَمَلٌ وَ .. حَيَاةٌ
^
(6)--[سِيَاحَةُ الشَهَوَاتِ!]
ليسَ (بَلدٌ وَاحِدٌ مَحَدَّدٌ) فقط فِينا مَن يَختَصُّ بهِ حَدِيثُنا؛ بَل الطَامَّةُ أكبرُ وَ أعمُّ وَ أشمَلُ وَ لا حَولَ وَ لا قُوَّة إلا بالله ! فالعالم الإسلامِي وَ العربي غَارق مُختَرقٌ في وَ مِن (تِجَارة الجنس وَ الحَرام)؛ لكن مَا يُعرفُ عن دَولة مِنَّا قد يُجهلُ أوْ (يُجَهَّلُ) عَن أخرَى!
الظلمُ في دُولنا تَفشَّى وَ استَشرَى (طَاعونَا) حَمَلَ الفَقرَ وَ الجَهلَ و الكُفرَ وَ الفُجرَ مَعَهَ لنا! و يَظلُّ وُلاة الأمر هُمُ (أوَّلُ) المُحاسبينَ عَلى (حَال مُجتَمَعَاتِهِمُ)؛ فالتَربيَةُ بَاتت (تُعانِي) نكبَاتِ الوَاقِعِ الذِي فَرَضُوهُ عَلينا وَ لنا! وَ الأخلاقُ أمسَت فِي مَهَبَّ الريح هُنا وَ هُنا!
وَ عِصاباتُ الدُنيا وَ الهَوى مَنْ هُمُ مِنَّا أضحت تُجاهِرُ بالتَنكِيل بنا وَ لا رَادِعَ لهَا! وَ عَلّ الإجابة عَن (مَن) المُستفِيد مِن سُقُوطِنا؛ سَتَكشِفُ يَومَاً سُخرية القَدر مِنَّا! فنحنُ الجُناةُ وَ المُستفيدِين وَحدنا! فَمن نَبيعُ أعرَاضَهُمُ (هُمُ) أهلنا؛ وَ مَن نَشتَري أعرَاضَهُمُ (هُمُ) أهلُنا!
جَهلٌ بالدِين أضَلَّنا فَضَلَّ الجَميعُ مابين التشَدُّدِ وَ التَفريط؛ وَ العَرَضُ (دُنيَا)!
وَ لا حَولَ وَ لا قُوَّة إلا بالله
^
(7)--[أُختَاهُ!]
أُخْتاهُ ..
الحُبُّ يَا أُخْتَاهُ أسْمَى مِنَ الجَسَدِ
وَ تَرْضَخِينَ لِفَاجِرٍ وَ بإسْمِهِ إفْتَرَشَكِ!
مَاذَا فَعَلْتِ يَا فَتَاةْ؟
وَ لأجْلِ مَاذَا فِي الحَيَاةِ؟!
الأجْلِ حُبٍّ إعْتَرَاكِ
وَ مَضَى بِعِرْضِكِ .. كَالسَرَابِ!
أبْكِيْتِنَا يَا فَتَاةُ
ألبَسْتِي دُنْيَانَا السَوَادَ!
وَ الذِئْبُ مُخْتَالُ الثِيَابِ
ذَاقَ الدِمَاءَ .. وَ عَلا عِوَاءٌ!
أُخْتَاهُ تُوبِي فَالحَيَاةُ
لا .. لَنْ تُعِيدَ لَنَا مَوَاتَاً!
صَلِّي خُشُوعَاً وَ ارْجِهِ
سَتْرَ الحَيَاةِ .. حُسْنَ المَآبِ
أُخْتَاهُ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.