عندما تجد الصحافة أذن مسؤول " صاغيّة " لما تكتب يعني هذا تكامل الأدوار وتحقيق الأهداف وإحترام دور الصحافة المتعاظم في المجتمع ، ولكن ماهو... مؤسف في بلادنا غالباً ما تشعر بأنك تؤذن في مالطا من تكرار " الطناش " من قَبل بعض المسؤولين " إلا من رحم الله " تجاه كثير من القضايا التي تُطرح بالصُحف ، فالمسؤول الناجح هو من ينظر " للصحافة " كمرآة عاكسة للجميل من الإنجازات والقبيح من الإخفاقات ، فيقّوم الإعوجاج ويبنى على الإنجاز لتصبح الإشادة دافعاً للمزيد من البذل والعطاء والنقد لتلافي أوجه القصور وتقويّم الأخطاء ف (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) . سعدتُ جداً بالتفاعل إزاء العديد من القضايا التي طرحتها ، وذلك من قِبل كثير من القراء وقليل من المسؤولين ، وقد لمست تفاعلاً كبيراً شفاهة وعبر رسائل البريد الالكتروني تجاه ما طرحناه ببعض المقالات كمثال " طعميّة مسرطنة " والذي تحدث عن خطورة تكرار إستعمال زيت الطهي لبعض مانشتريه من أطعمة ، ومقال " قصة مأساة بين رمال التنقيب " عن خطورة إستنشاق أبخرة الزئبق والذي قوبل بردود فاعلة ورسائل " واعيّة " من بعض المنقبين الذين أشادوا بالرسالة التثقيفية القيّمة . كما سعدت أيما سعادة بردة الفعل الإيجابية تجاه " المشكلة " التي طرحناها في مقال سابق " بالصحيفة " عن سكن طالبات جامعة أم درمان الإسلاميّة بفرع الدبة ، ومن هنا يطيّب لي أن أشكر مدير الجامعة ، ونائبه الهمام ومدير الفروع بجامعة أم درمان الإسلاميّة البروفسير الخضر علي إدريس كما أزجي الشكر مضاعفاً للدكتور الفحل مدير فرع الجامعة بالدبة لإهتمامهم الكبير بماطرحت وسعيّهم لتوضيح وحل مشكلة الطالبات ، وإن كان هذا واجباً فهذا من السنة أيضاً " فمن لايشكر الناس لايشكر الله " . فقد إلتقيت بالأمس بالدكتور " الفحل أحمد صالح " مدير فرع الجامعة بالدبة بمبادرة منه ، وليس لكلانا سابق معرفة ببعض ، وهو رجل من " أهل القرآن " كما عرفت لاحقاً ، تشعر وهو يحدثك بوقاره وتواضعه الجمّ وصدق لسانه وسماحة نفسه وحُبه لعمله وأبنائه الطلاب ، تحدث الرجل شارحاً " لمشكلة الطالبات " بنفسٍ بارد وحرص بالغ بفلذات كبده ، تلمست ذلك بين حروف كلماته المهذبة والتي ينتقيّها كما يُنتقى أطيب الثمر ، فقد أحاط علماً بفحوى " المشكلة " وعرفت أن الجامعة كحال كل الجامعات بالسودان ليست مسؤولة إطلاقاً عن سكن الطلاب وإنما هو دور يقوم به " الصندوق القومي لدعم الطلاب " ونسبة لقلة عدد الطالبات اللائي في حوجة لسكن " الداخليات " بالفرع ، وعدم وجود لصندوق دعم الطلاب بالدبة ، ومراعاة لظروف بناته الطالبات ، بادرت إدارة فرع الجامعة بمحليّة الدبة بالقيام بدور " تنسيقي " مابين الطالبات والمستأجر ، وتكفلّت بتحملها سداد إيجار الداخلية فترة أشهر إجازة الطالبات " بجهد شعبي " لأكثر من ثماني سنوات لعدم توفر ميزانية للسكن من قِبل الجامعات ، وماحدث أخيراً كان بسبب ترحيلهن من المنزل السابق الذي كان مستأجر لهن " كداخليّة " نسبة لبعض المشاكل التي واجهت الطالبات ، فتم إستضافتهن بنفس مباني فرع الجامعة التي يدرسنّ بها ، " لفترة مؤقتة " لأيام قلائل لحين إنتهاء فترة الإمتحانات ( فقط ) ، ولم تشرع إدارة الفرع بالتنسيق لإيجار داخلية لهن خلال هذه الفترة لدخول الجامعة في إجازة لعدة أشهر عقب إمتحاناتهن ، وبعد إنقضاء الإجازة سيتم إيجاد سكن منفصل ومريح وآمن لهن بمشيئة الله بمساهمة الطالبات وبدعم تكفلّ به نائب الدائرة بالبرلمان د. عبداللطيف سيد أحمد ، فالوضع " الصعب " الذي كتبنا عنه كان وضعاً " مؤقتاً " لايتجاوز العشر أيام " كما أوضح مدير الفرع " . ولفرع الجامعة بالدبة دور كبير ورسالة عظيمة تؤديها في مجتمع المحليّة كما تلمسته من حديث الرجل المحترم د " الفحل "، والفائدة الكبرى إلتحاق عدد مقدر من طلاب وطالبات القرى المجاورة بالجامعة وقد أراحهم ذلك من عناء السفر إلى العاصمة والتكاليف المرهقة والباهظة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة لأولياء أمورهم ، وما هو جدير بالتقدير إتاحة فرص " للإلتحاق بالدراسات العليا " في إحدى الأقسام بفرع الجامعة . من هذا المنبر نثّمن الجهد الشعبي الكبير الذي أسهم ومازال يسهم في إرساء هذا الصرح بالمحليّة وشكر خاص / للأخ الحاج عطا المنان لتبرعه " بسيارة " خاصة لإدارة فرع الجامعة بالدبة ، كما نشكر إدارة الجامعة الإسلامية بالمركز لمساهمتها في إنتشار التعليم الجامعي الرسالي بمناطق السودان ، وتوفير الكثير من الجهد والمشقة والعناء لطلاب الولايات عبر أفرعها المنتشرة بالسودان ، كما نثّمن رسالتها الكبيرة التي تقوم بها في أوساط المجتمع ، وتخريج أجيال من الشباب مسلحة بالعلم ومحصنة بالقيم ليصبحوا رُسل خير ومعرفة داخل وخارج الوطن . إلى لقاء .. بقلم : محمدالطاهر العيسابي [email protected]