بقلم : محمدالطاهر العيسابي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته " رفقا بالقوارير " كما قيل في تفسيرها إنها كلمة لو أردنا تصوير المرأة بما تحمل من رقة الأنوثة وجمال الإنسانية وعذوبة الروح وتألق النفس بكلمة واحدة لما وجدنا خيراً من هذه الكلمة النبوية المعجزة، فإنك مهما قلبت فيها وجوه الرأي وجدت لها جمالاً خاصاً وعذوبة ماتعة وسراً بديعاً لا يزال ينفسح على معنى إلى معنى .. فمادة الرفق تضمر اللطف واللين، السهولة، الاستعانة، التمهل والأناة فهذه " رميّة " للمقال. كلية التربية والدراسات الإسلاميّة بمدينة الدبة "بالولاية الشماليّة" إن صحّت تسميتها هي إحدى أفرع جامعة أم درمان الإسلاميّة المنتشرة بعدد من ولايات السودان، يدرس بها طالبات " زغب الحواصل" من عدة قرى مجاورة لمحلية الدبة وقلة من بعض ولايات السودان، طالبات كريمات مزارعين كادحين يأكلون من عرق الجبين، يستظلون بالسماء ويصطلون بالهجير لتوفير لقمة حلال ( متعوب عليها ) مغسولة بالماء الزلال، تخرج من بين رمال وطيّن. يعاني فلذات أكبادهم "الطالبات" اللائي يدرسن بفرع الجامعة من ظروف عصيّبة في السكن والمعيشة، بعد أن تخلّت إدارة الجامعة عن منزل لهن كان مستأجراً " كداخليّة " بحي الامتداد بمدينة "الدبة"، وبعدها تم إسكانهن بمباني " معهد التأهيل التربوي بالدبة". فصول غير مهيأة أصلاً للسكن، ولأن القرار أصلاً غير واقعي فقد تم إخلاؤهن من "المعهد" نفسه نسبة لبداية العام الدراسي لمدرسة الدبة الأساسية والتي نفسها تستغله "مؤقتاً" ولهذه المدرسة قصة مضحكة ومبكية تطول، لا بأس أن نلخصها لكم. يأتي (مندوب) إحدى المنظمات الخيرية ويدخل على المسؤولين بمحليّة الدبة ويبشرهم بتشييد مدرسة أساس للبنين على أحدث المواصفات مكان مدرستهم (القديمة) واعداً إياهم بإنجاز العمل بأسرع مايكون ليلحقوا بالعام الدراسي وكان هذا (العام الماضي)، ثم ماذا بعد يشترط ممثل المنظمة إن جاز ( وصفه ) أن تتم تسويّة المدرسة مع الأرض ويمكنه سداد مصروفات (الهدم والتدمير)، لم يصدق المسؤولون فوقعوا بالمدرسة (هدم) فتمت إزالتها وتسويتها مع الأرض، وللأسف قبضوا (الريح) وكشحوا مويتهم على سراب. لم تلتزم المنظمة بوعدها بالتشييد حسب الموعد المقرر له حتى الآن ومنذ عام، والمدرسة قد سويّت مع الأرض وأصبحت(أنقاض)! ومن الطريف والمؤسف حتى أن المنظمة "السراب" لم تقم بسداد تكلفة (التدمير) التي تمت بآليات مكلفة، فأصبحت ( ميتة وخراب ديار( ويستمر مسلسل (المرمطة ) .. تم إخلاء (طالبات الإسلاميّة ) من معهد التأهيل لاستغلاله من تلاميذ آخرين (منكوبين)، مما اضطرهن للسكن بالكليّة وبقاعات الدرس يفترش بعضهن الأرض بحوش الكليّة وأخريات " يردفن " في سرير واحد، في مشهد مأساوي أليم يحكي عن معاناتهن، إذ يضطررن للاستيقاظ باكراً لجمع فرشهن قبل حضور الطلاب للقاعات كما يعانين في توفير الوجبات لظروفهن الاقتصادية الصعبة كما تحدثت ( ن ع ) طالبة بالكلية لموقع "سوداناس" عن معاناتهن اليوميّة في السكن غير المناسب " بقاعات الدرس " والذي لايحفظ خصوصيتهن "كفتيات" والإعاشة التي تجعل بعضهن يكتفين بوجبة واحدة في اليوم . " رفقاً بهن" فيكفي غربتهن بعيداً عن أهلهن طالبات للعلم صابرات مجاهدات يفترشن الأرض ويلتحفن السماء، فكيف ينام على فراش وثير من سيسألهم عنهن الله، وطالباتهم في "الصقيعة" في سكن لايحفظ خصوصيتهن ولا كرامتهن، يستيقظن في وجل في الظلم لكي لايطلع عليهن أحد، فالفناء الذي ينمن فيه لهن ولغيرهن من الطلاب، فكيف لهن أن يجدن راحتهن في هكذا وضع وحال! طالبات لايتجاوز عددهن " لأربعين" أتعجز يد (ود بلد) أن تمتد إليهن بالعون إن كان قد قصر في حقهن المسؤولون؟.