أدي الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، اليمين الدستورية، رئيسا للبلاد، أمام أعضاء الجمعية العامة للمحكمة الدستورية (أعلى سلطة قضائية في مصر) بضاحية المعادي، جنوبي القاهرة. وردد السيسي القسم المنصوص عليه في الدستور، قائلا: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه". حضر مراسم أداء اليمين الرئيس المنتهية ولايته عدلي منصور، وإبراهيم محلب رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة الحالية بكامل تشكيلها، وأحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الأقباط في مصر، والعديد من الشخصيات العامة والسياسيين بينهم عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين التي تولت وضعت الدستور الجديد للبلاد في عام 2014، ورئيس البنك المركزي هشام رامز، كما شهدت فعاليات حلف اليمين أول ظهور رسمي لعائلة السيسي. وقبيل آداء اليمين عزفت الموسيقى السلام الوطني لمصر، قبل أن يتلو المقرئ أحمد نعينع آيات من الذكر الحكيم. وكان السيسي قد وصل إلى مقر المحكمة الدستورية بمروحية عسكرية هبطت بمهبط مخصص للمروحيات قبالة مستشفى المعادي العسكري، على بعد أمتار من مقر المحكمة، قبل أن يستقل سيارة إلى مقر المحكمة. وأدي السيسي قسمه أمام المحكمة الدستورية العليا، نظرا لعدم وجود مجلس للنواب (برلمان)، حيث تنص المادة 144 من الدستور على أن "يكون أداء اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا فى حالة عدم وجود مجلس النواب". وأعلن أنور العاصي، النائب الأول لرئيس المحكمة الدستورية، في كلمة قبيل آداء السيسي اليمين، عودة عدلي منصور الرئيس المنتهية ولايته إلى منصبه السابق كرئيس للمحكمة الدستورية العليا. فيما قال ماهر سامي، نائب رئيس المحكمة والمتحدث باسمها، إن "30 يونيو/ حزيران (الاحتجاجات التي سبقت عزل الرئيس السابق محمد مرسي) لم تكن انقلابا عسكريا كما روج البعض، ولكنها كانت ثورة شعب، ضاق بما حل به من ظلم جائر"، مشيرا إلى أن "الجيش احتضن الشعب وأنصت لما قاله المصريين وعمل على تنفيذه". وأوضح سامي أن ثورة 25 يناير/ كانون الثاني (أنهت حكم الرئيس السبق حسني مبارك)، قامت على "حكم جائر ولكن الثوار عندما تركوا الميادين وقعت الثورة أسيرة في قبضة جماعة فتكت بها ومزقتها أشلاء مثل ما مزقت جسد الوطن كله"، في إشارة إلى الإخوان المسلمين. وأضاف أن "ثورة 30 يونيو (حزيران)، لم تكن مغامرة أو انفعالات وطنية جارفة، ولم تكن انقلابا عسكريا كما روج البعض ولكنها كانت ثورة شعب ضاق بما حل به من خراب وتعرض له من غدر وظلم وحكم جائر حتى لم يبق في قوس الصبر منزع". واستحضر سامي، خلال كلمته، مقولة شهيرة لرئيس المحكمة الأسبق عوض المر، قائلا: "إذا لم توفق الثورة أوضاعها مع المفاهيم والقيم الدستورية، عبر قيم دستورية ثابتة، وكانت تعبيرا عن توحشها ونقض ما توقعه الشعب منها، فإن طاعتها لا تكون واجبة على الشعب ويكون له الحق في التمرد عليها". وأضاف: "هذا هو مفهوم الثورة على الثورة ، وأن 30 يونيو نموذج حي لمقولة المر حيث أن ثورة 30 يونيو لم تكن انقلابا عسكريا بل تجسيدا لإرادة الشعب الذي رفض الاستبداء أو الحيدة عن مطالب ثورة يناير، فثار لتصحيح المسار واستعادة ثورة يناير من يد من استبدوا بها"، معتبرا أن "فترة حكم الجماعة (الإخوان المسلمين) جاءت مليئة بالظلم والاستبداد والبعد عن مصلحة الوطن". واختتم سامي، موجها حديثه للسيسي، قائلا: "السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، أيها الجندي الثائر ابن مصر البار، لقد اخترت أن تقف بين صفوف المصريين، رغم مخاطر ومهالك هذا الاختيار المصيري، لكنك صنعت في سبيل نجاة مصر، وحفظ الشعب لك صنيعك، واحتمى بك، وأعطاك ثقته بإرادة مستقلة، واختيار طليق، آملا أن تمضي معه، وقد توسموا فيك الأمل في غد مشرق وميلاد جديد وأن تصنع لمصر مستقبلا أكثر حرية وأوفر كرامة وأشد عدلا وأمنا ورخاء". وعقب انتهاء مراسم حلف اليمين، توجه السيسي ومنصور إلى قصر الاتحادية الرئاسي (شرقي القاهرة)، لاستكمال مراسم تسليم وتسلم السلطة، وحضور حفل استقبال الوفود العربية والأجنبية المشاركة في حفل التنصيب. والثلاثاء الماضي، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر فوز السيسي برئاسة البلاد، بعد حصوله على 96.91% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 47.45%، وهي النسبة التي شككت بصحتها المعارضة والمرشح الخاسر حمدين صباحي. وكالة الأناضول