نمريات عاصمة العطش إخلاص نمر ٭ ما زالت الخرطوم العاصمة الحضارية تصبح وتمسى على قطوعات المياه.. تلك القطوعات التي ميزت وجه الخرطوم وصارت لها «قصص وحكاوي» وظلت تؤرق المواطن الذي يملك «موتورا» والذي لا يملك.. ففي هذه الايام «كلنا سوا» نتجول بجرادلنا وباغاتنا وحللنا داخل الحلة وخارجها ونستقبل «الدعم المائي» من بحري والمنشية والطائف ان وجد لا نخفي امتعاضننا من «الهيئة» التي نحن عليها خاصة في «نص النهار» المسخن هذه الايام.. ٭ يبدو وحسب «فهمي» المتواضع ان مشكلة مياه الخرطوم «عويصة» بالمعنى ده والله ولا توجد لها حلول دائمة وثابتة وليست هناك خطة محددة تعمل على ابعاد شبح العطش.. ربما يكون مرد ذلك ان المياه نفسها التي ان جاز الوصف «عصية» على التدفق في بلدي رغم النيل «الشاقي». ٭ سنوات طويلة والخرطوم يتلبسها «شيطان» المياه ان جاز الوصف تتكرر المشكلة سنويا ولا نرى حلولا في جميع انحاء العاصمة ولعل اقرب «تظاهرة» من اجل قطرة ماء جاءت من قلب ام درمان النضال والجمال من «امبدة» التي اشتكى سكانها في تلك المسيرة السلمية المعروفة التي نددت بالمياه وقطوعاتها. ٭ يلجأ المواطن لشراء المياه من «سماسرتها» الذين اغتنوا من قطوعات المياه في ام درمان مستغلين المواطن الذي شربها ب «سوئها ودودها وطحالبها ورمادها وسجمها» وربط بطنه ودخل المستشفى شاكيا. ٭ عطلت المياه اعمال المواطن في السودان اذ ترك اعماله واستعد لجلبها من البحر في سابقة فريدة لم تحدث في اي دولة مهما كان تعداد سكان عاصمتها. ٭ أتمنى ان يولي ويتبنى البرلمان مشكلة قطوعات المياه التي يجب ان تطرح تحت مسمى «مستعجل جدا جدا جدا جدا» مع توفير الحلول التي لا رجعة فيها بعيدا عن تكوين «لجان» لان المشكلة «واضحة العيان» وفي كل بيت وما دايرة انبثاق لجنة من لجنة ولا تحتمل التأجيل او الانتظار فنصف راتب المواطن يذهب لشراء المياه من «الخراجة» الذين كسبوا مالا و«عددوه» والنصف الآخر للعلاج مما تحتويه ذات المياه، مما اسلفت ذكره.. اصبحت المياه الآن الداء والدواء. ٭ يجب ان نكون دائما مع الحقيقة ومع المواطن فكلنا في «ميدان واحد».. نتلقى نفس الخدمات التي تغيب عنا «اهمها» واذا لم تغش حنفيات الخرطوم المياه وظل تجوال النساء والاطفال والرجال في الاحياء بحثا عن قطرة ماء فحتما ستكون عاصمة العطش قريبا. همسة: لا املك غير قلمي ودواتي... لاكتب لك يا سيدي خطاب الولاء... فالقلم متعب... والدواة ملت الانتظار الصحافة