(كلام عابر) بين صلاح ومنصور عبدالله علقم [email protected] كتب مصدر موثوق به في موقع في الإنترنت ذي مصداقية عالية، أن الدكتور منصور خالد ذكر أن استقالة المرحوم الشاعر السفير صلاح احمد ابراهيم لم تكن ثورية ولم يوضح سيادته أو المصدر الذي نقل عنه الحديث مواصفات الثورية وهل هي تتطلب استخدام لغة معينة غير لغة الاستقالات المعروفة أم أن ظرف الاستقالة نفسه يجب أن يكون ثوريا أم غير ذلك من \"مواصفات\" الثورية. الدكتور منصور خالد كان جزءا من نظام مايو وكان من المقربين إلي رئيسه نميري وارتبط اسمه إبان تربعه على سدة وزارة الخارجية بحركة واسعة من الترقيات بطريقة جعفر بخيت (القفز بالعمود) ،أو الترقية بالكفاءة كما كانوا يبررونها آنذاك، التي أربكت الخدمة المدنية وأسست فيها للخراب. وفي عهده فصل عدد من الدبلوماسيين من الخدمة تحت مظلة الصالح العام ،القديم الجديد ،لكن منصور ومؤلفاته وجدوا القبول لدى عدد كبير من الناس ولا أعتقد أن ذلك القبول كان حبا في منصور لذاته بقدر ما كان كرها أو رفضا متجذرا لنظام مايو ومن بعده نظام الانقاذ. والمعروف أن الود مفقود بين منصور وصلاح، وقد قال صلاح ذات مرة ، وهو قد عرف بشجاعته في المجاهرة برأيه في جميع الأوقات، \"إذا اختلطت عليك المواقف الوطنية ولم تعرف أين تقف فانظر حيث يقف منصور خالد ولا تقف معه\" فذلك هو الصواب، لكن منصور لم يظهر العداء لصلاح إلا بعد رحيل صلاح من هذه الدنيا، ربما ترفعا منه عن المعارك غير الضرورية أو جريا على عادة خوض المعارك السهلة محسوبة العواقب، وما تزال هناك معركة مؤجلة في مواجهة اتهامات الدكتور عبدالله علي ابراهيم لمنصور والتي نقلها من صفحات الإنترنت إلى كتاب منشور، ولكن عبدالله علي ابراهيم ، متعه الله بالصحة والعافية وطول العمر، ما زال حيا يرزق. في عام 1975م جاءت الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم للجزائر في زيارة لشقيقها صلاح يصحبها ابنها أحمد الشفيع وأقام لها صلاح حفل استقبال كبير في داره في العاصمة الجزائرية التي كان إلى ذلك التاريخ يتولى سفارة السودان فيها، وقد أم الحفل عدد من السفراء العرب والأدباء وعدد من السودانيين ، وقد كان أحمد طوال مدة الحفل يبحلق في صورة كبيرة للنميري معلقة في صالون الدار. بعد نهاية الحفل وانصراف المدعويين سأل الطفل أحمد خاله صلاح في براءة شديدة لماذا يعلق صورة ذلك ال(............) في منزله ؟ ولم يجد صلاح جوابا، ولم يكن بوسع ابن أخته أن يستوعب أن الصورة معلقة هناك لأن المنزل ملك للدولة السودانية التي يرأسها نميري، لكن هذا السؤال ضاعف من المرارات التي كان صلاح الشاعر المرهف يحسها نحو نظام نميري ، وبعد فترة وجيزة ، وبحكم عادة الصدق مع الذات التي كانت تسكنه ، كتب استقالته واطلع عليها بعض خلصائه من السودانيين المقيمين في الجزائر وعلق لهم يومها ساخرا إنه بالرغم من هذه الاستقالة فستنشر صحف الخرطوم أن نميري هو الذي أعفاه من وظيفته ، وقد كان. الدكتور منصور خالد رجل على قدر رفيع من المعرفة والثقافة كما يعرف الناس ، ويحسن أكثر من لغة أجنبية، و درس في جامعات مرموقة، وجدير بالإحترام، ولكن كل جامعات الدنيا وأرفعها تخرّج آلاف المتعلمين والمثقفين والعلماء ولكنها لا تهب المجتمع مبدعا بقامة صلاح، فالإبداع في الأساس موهبة ربانية. رحم الله صلاح أحمد ابراهيم (أخو فاطنة) الذي كان مسكونا بحب الوطن وبسطائه ورافقه هذا الحب إلي القبر. قبل الختام: وفي رحيل صلاح، الذي تمر عليه سبعة عشر عاما، قال شاعر الاستقلال د.عبدالواحد عبدالله يوسف: الشاعر المفوّه الشجاع من كان ملء العين والأسماع منازلا مناضلا في حلبة الصراع سلاحه الإيمان واليراع وهمه... أن يسلم السودان من تمزق وضياع من كل ماكر خداع من كل تجار الحروب..