كلام الناس نور الدين مدني إنها صناعة سودانية *لم يكن الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل موفقاً في مداخلته حول وثيقة سلام دارفور التى تم تدشينها بالخرطوم أمس الأول رغم أنها جهد مقدر من مجموعة من أبناء السودان ومن أبناء دارفور خاصة التى قامت بجهد مشترك بين معهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم الذي كان يقوده الدكتور الطيب حاج عطية ومعهد فاكس بلانك للقانون العام المقارن والقانون الدولي بهايدلبرج بالمانيا. *كان الأوفق وهو يعترف بأنه لم يطلع على الوثيقة وأنه ليس المسئوول المعنى بملف دارفور ان يكتفي بحديثه عن الدكتور الطيب حاج عطية ولكنه إنتقد الوثيقة باعتبارها ليست جهداً سودانياً خالصاً وكأن إتفاقية نيفاشا أو إتفاقية أبوجا أو أسمرة أو القاهرة أو التى تجرى حالياً بتعثر واضح في الدوحة جهود سودانية خالصة. *وواضح ان الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل الذي وصفته المنصة بأنه ممثل السيد رئيس الجمهورية كان يتحدث بلسان حزب المؤتمر الوطني الذي يشكك في كل مبادرة لا تخرج من تحت عباءته حتى وان جاءت من جوبا كما حدث تجاه اعلان تجمع جوبا للاجماع الوطني. *إن الوثيقة التى تتضمن مقترحات للحل السياسي السلمي في دارفور لم تقل انها الكلمة النهائية ولكنها تمت في إطار العمل الإيجابي المشهود لمعهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم للمساهمة في إنارة الطريق أمام المفاوضات التى ما زالت تتعثر نتيجة لغياب الرؤية الاستراتيجية في ظل سيادة الحوار حول إقتسام السلطة والثروة على نهج نيفاشا المنقوصة. *صحيح أن المشكلة ليست في الوثائق ولا في الإتفاقيات التى تبرم وإنما في \"لولوة\" المؤتمر الوطني تجاه تنفيذ هذه الاتفاقيات كما عبر عن ذلك الدكتور صديق أمبدي لدى استعراضه أمس الأول لجانب من جوانب الوثيقة بقاعة الشارقة بالخرطوم وليس من مصلحة حزب المؤتمر الوطني الاصرار على نهجه الرافض للحلول والمقترحات التى لا تخرج من تحت مظلته بينما يظل يلهث وراء الحركات المسلحة خارج البلاد للاتفاق معها على إقتسام كيكة السلطة والثروة.!! *إن الحل السلمي لمشكلة السودان في دارفور للأسف لن يتم في الدوحة ولا في القاهرة ولا في طرابلس وليس بالاتفاق مع قادة الحركات المسلحة التى لم توقع على إتفاق سلام وإنما لابد من مخاطبة الحل السياسي الشامل الذي يحقق السلام ويبسط العدالة ويؤمن الاستقرار في البلاد عامة، ودارفور خاصة. السوداني