حديث المدينة جريمة .. في وضح النهار..!! عثمان ميرغني نهار أمس اتصل بنا بعض أولياء أمور طلابنا الذين أدوا امتحان الشهادة السودانية هذا العام، ونقلوا لنا صورة قاتمة عن المشهد في وزارة التربية والتعليم بالخرطوم. أرسلنا على الفور فريقاً صحفياً وصل للموقع بعد أقلّ من نصف ساعة من اتصال المواطن، وبدأ الفريق في ممارسة عمله برصد الوقائع واستنطاق بعض المواطنين.. فجأة يخرج من بين الحشود عتاولة أشاوس.. لا يكتفون بمنع الفريق من ممارسة عمله مع الجمهور بل يوجِّهون صفعة للصحفية \" مزدلفة دكام\" وأمام جمع من الحضور.. تصوروا!! رجال سودانيون ب(شنباتهم) يمارسون فتوّتهم على فتاة.. وأين ؟ في وزارة اسمها يرتبط ب(التربية!!) .. ثم تبدأ إجراءات بطش وتهديد في محاولة لمنع الفريق من تغطية الحدث والمأساة التي يتعرّض لها الطلاب وذووهم.. أُقتيد الفريق إلى حجرة داخلية بعيداً عن الحشود.. وبدأ التهديد والوعيد.. اتصل بي الأستاذ عباس عزّت الذي كان يُسجِّل بالكاميرا الصور التي تجعل الشعب السوداني كله شاهداً وعالماً بما يتعرّض له أبناء المستقبل وأسرهم.. أوقفت عملي ونفضت كل شيء في يدي وأسرعت لنجدتهم في وزارة (التربية!!!) .. لكن يبدو أنّ الموظفين الذين كانوا يدركون أنهم يمارسون مُنكراً من الفعل وزوراً .. تهيّبوا نتيجة عملهم، وأدركوا أنّ أنوار (التيّار) الكاشفة ستفضح ما يقومون به، فأطلقوا سراح الفريق الصحفي. إذا كان اعتداء وضرب أي مسؤول لمواطن جريمة.. فإنّ الاعتداء على الصحافة جريمة مزدوجة.. لأنها ممارسة مع سبق الإصرار والترصُّد للتعتيم ومنع السلطة الرابعة من الدفاع عن المواطن. هذا بلاغ للاتحاد العام للصحفيين .. فهذا دوره، أن لا يدع أحداً يفلت بجريرته إذا اعتدى على سلطة الصحافة.. فالموظفون الذين ارتكبوا هذا الفعل في وزارة التربية معروفون لفريقنا الصُحفي .. ولا يجب أن يمرَّ الحدث بلا عقاب. أما وزارة التربية والتعليم ومكتب القبول أيضاً فإنّ ما يحدث في حوش الوزارة عار وعيب كبير.. لا يمكن لدولة محترمة أن تقبل بأن يعامل طلابها وأسرهم بمثل هذا الاحتقار والإذلال.. ما هي جريمتهم .. ألأنهم دفعوا عن يد وهم صاغرون رسوم الامتحان.. ثم دفعوا مرّة أخرى رسوم معرفة تفاصيل النتيجة .. وهي بدعة جديدة.. ثم هم الآن يدفعون رسوم استخراج الشهادة السودانية ورسوم التقديم للقبول في الجامعات؟!.. لماذا يُهان الشعب السوداني و(بفلوسه)..!! هل هو شعب (لقيط) لا أُماً تجزع لهوانه ولا أباً يغضب لإذلاله؟.. الصور التي رصدتها كاميرا عباس عزت تدعو للحزن والبكاء على وطن يُمارس ساديةً على كرام ما كتب عنهم التاريخُ إلاّ المكارم.. لماذا نُهان .. وب(فلوسنا) .. يا وزارة التربية والتعليم؟؟. التيار