نمريات الذهب.. (يكاد عقلي يذهب) إخلاص نمر ٭ سال (لعاب) الكثيرين الذين (طلَّقوا) أعمالهم المكتبية (طلاقاً بائناً) وحولوا مدخراتهم لشراء جهاز يقدر ب (الثمن الفلاني) وإلى ولاية نهر النيل اتجه الجميع.. ٭ اختار كل واحد منهم مكاناً (قصياً) ينقب ب (مزاجه) ويحرز ما يحرز من فشل أو انتصار.. بعضهم ترأس مجموعة مقابل (يومين لي) و(يوم ليكم) مع الاحتفاظ بالرئاسة وحق الوصف و(المِلكِية).. ٭ استرزق البعض وجنى مالا و(عدده) من بيع ما تيسر من مياه وبسكويت وشاي وغيره وبسعر يفوق التصنيع والربح مما دفع بعض الخريجين الى التلويح بكف الوداع للعاصمة الحضارية والذهاب لنهر النيل فأصبح هناك بعض (الأثرياء) الذين استفادوا من وجود (التنقيب العشوائي). ٭ زاد فجأة عدد سكان الولاية فأبدى سكانها الأصليون الدهشة والاستغراب من اناس هبطوا فجأة فيها ب (برشوت) يتحسس اماكن الذهب فتطيب (للنازل) الاقامة والمال. ٭ تحدث العارفون والخبراء عن هذا التدفق المهول غير المشروع للولاية وعن سر الذهب الموجود في اراضيها وعن عواقب التنقيب العشوائي، ولكن لم يجد تجاوبا يذكر ربما الحكومة المركزية الولائية كانت (مشغولة) بالبقاء على كرسي السلطة التي تهب (الغاية).. ٭ غياب الدولة ومؤسساتها أدى لارتفاع معدل الذهاب الى الولاية وفق قصص كثيرة تصل الى الاذهان يسيل لها اللعاب وثراء ينتظر صاحبه. ٭ في ظل الدراسات التاريخية القديمة والحضارات التي شهدتها البلاد فإن المنطقة قد تكون (عايمة) في بحيرات كثيرة من الذهب وغيره من الآثار وبوجود هذا (التصرف العشوائي) فإن الضياع هو النتيجة الحتمية وربما يدخل كذلك ضمن نهب (ثروات قومية).. ٭ لذلك لابد من تنظيم التنقيب ان ارادت الدولة ان يستثمر وفق ضوابط معينة وتحت حماية صحية وبيئية واضحة حتى لا تنتشر امراض غير مرغوب فيها تنتقل بسرعة الصاروخ في وجود بيئات يتكدس فيها الآلاف من الناس يبحثون عن ثراء دائم من (تحت الأرض). ٭ أربعة آلاف شخص ينقبون عشوائيا ويمتلكون ذهبا عشوائيا ويمرضون عشوائياً ويموتون عشوائيا في غياب الدولة التي لم تحدد بعد ضوابطها لهذا التنقيب العشوائي.. همسة: إليك.. ساقني الخطو مرة.. فأدمنت الذهاب.. وانشأت قلعتي.. تحت الغيم.. أدور في فلك السحاب.. وارتوي من صدر القمر.. الصحافة