اطياف ما هو لون الماء؟ صباح محمد الحسن ضع الماء على النار وبعد أن يغلى أضف له ملعقة من الملح وشيئا من الخضار وقليل من البهارات عفوا هذه مقادير لحلة طبيخ لا ادري ما اسمه المهم انها أكلة سودانيه هكذا كنا نعلم ان الماء المغلي هو بداية لعمل وجبة ما ولكن اليوم أصبحت توصية الأمهات لنا (افتح الماسورة وإملاء الحلة الكبيرة وضعها على النار حتى تصل درجة من الغليان ومن ثم أضعها في البراد أي الثلاجة) وبعد ذلك ممكن تشرب وأنت مطمئن ففي كل مناطق الخرطوم الأحياء الراقية والأحياء الشعبية تختلف طرق الحياة لكن الماء واحد وام درمان تشتكي بعض المناطق فيها من المياه ولونها البني (طبعا أصبح لون الماء بني) سبحان الله والخرطوم تشتكي وتقالد المعاناة والآسي العديد من أحياء بحري بكل وضواحيها وهنالك تلوث في المياه أثبتته المعامل وأكدت إنها غير صالحة للشرب حسب ما أوردته الصحف في أكثر من تحقيق وتقرير ولكن مازالت الحلول نائمة وأصحابها يدعون لها بطول الغفلة وان لاتستيقظ أبدا وكم من مسئول عن هذه الكارثة لايقوم بأي دور فعلي او حتى مجرد التصريح للصحف ليبين مكمن العلة والخلل وان الأمر لايتجاوز عنده قرأه الخبر والتعليق مع زميله عن ما تثيره الصحف وان الذي لايعاني من ماء الشرب غير الصالحة يعاني من عدم وجود الماء نفسه حتى يغليها لا حتى يشربها وهنا تأخذ القضية منحنى آخر وهو ان الفرق واضح بين وجود الماء اللاصحي وبين عدم وجوده لان المرض اخف قدرا من الموت وان تكون على فراش بأحد المستشفيات أهون عليك من ان تغادر فراش بيتك عطشا وبيوت تخرج نساؤها للبحث عن الماء بعد ان خرج رجالها وأطفالها وكل من في البيت لتبقي القصة هي الماء بتفاصيلها (العكرة) ليصبح الاستمتاع بكوب من الماء العزب هو مجرد دعاية إعلانية لشركة للمياه الغازية لعبت فيه بعض الإضافات وسحر الكاميرا دورا كبيرا لتعطيه ذلك اللون الأزرق الجذاب أما واقعنا فهو دعاية اخرى تحكي عن جودة المرض بالارتواء من ماء غريب نجلس أمام (الحنفية) لنترجاها ولها الخيار اما ان تجود علينا بماء قبيح اللون واما ان ترسل زفيرها معلنة عن عجزها التام لتحقيق طلبنا ولكن أيها السادة المسئولون عن المياه ماالذي يجعل المانشيت في الصحف مزعجا بالنسبة لكم وفاة شخص من الظمأ ام رحيل آخر من البلهارسيا ؟ الرائد