اوراق متناثرة إنتعاشة بيبسي.. إنتعاشة فكرة!! غادة عبد العزيز خالد كان (كاليب برادهام) صيدلانياً ذكياً.. ولد في عام 1867 بولاية نورث كارولينا وبقي بها حتى تخرجه في جامعتها. وتم قبوله بكلية الطب بولاية مريلاند لكنه سريعا ما تركها وعاد إلى ولايته التي عاش فيها حياته ليعمل مدرسا في البداية ثم ترك وظيفته ليفتتح صيدلية.. بعدما إفتتح جاليب الصيدلية، بدأ يفكر في وضع خلطة تمنح شاربها طاقة وتساعده على الهضم في ذات الوقت.. وبدأ جاليب اختباراته حتى وصل الى المعادلة الصحيحة واسمى شرابه في البداية (شراب براد). لكن جاليب سريعا ما غير إسم شرابه ليصبح خليطا من ال(بيبسين)، انزيم المعدة، والكولا ليصبح الإسم الذي نعرفه اليوم (بيبسي كولا)، وكان هذا في عام 1898. ونجحت البيبسي كولا نجاحا كبيرا حتى كانت الحرب العالمية الأولى. فلقد إزداد سعر السكر، احد مكونات البيبسي الرئيسية، من ثلاثة قروش فقط إلى ثمانية وعشرين قرشا.. ولم يبال جاليب وإبتاع كمية كبيرة من السكر حتى تواصل شركته المشوار وحتى يبيع اكثر من مشروبه.. ولكن بعد فترة قليلة عاد سعر السكر لينخفض انخفاضا كبيرا مما تسبب في خسارة شركته واعلن جاليب الفلس في 1923، وتم بيع شركته بسعر لا يتجاوز الخمسة والثلاثين الفا.. وعاد مشروب البيبسي كولا ليقف على قدميه وأصبح احد اكبر المشروبات الغازية.. لكن لم تكتفِ الشركة بصفتها هذه، ففي خضم الأزمة الإقتصادية التي تمر بها الولاياتالمتحدة، قررت الشركة مد يدها للمجتمع. فإبتدعت طريقة تساعد اصحاب الافكار والمنظمات الخيرية لمواصلة مشوارهم.. فاعلنت عبر موقعها وعبر الاجهزة الاعلامية ان اصحاب الافكار من حقهم ملأ إستمارة تخبر عن المشروع الذي يقومون به ويتم الإعلان عن الأفكار على موقع الشركة بينما يقوم العامة بالتصويب عليها. وبالتالي تقوم الشركة بدعم المنظمة او الفكرة الناجحة بمبالغ متفاوته.. من ضمن المشاريع التي قامت الشركة بدعمها مثلا مشروع مكتبة مدرسة بولاية مينسوتا. فقد قام احد الاساتذة بملأ إستمارة تطالب الشركة بدعم مدرستهم لتكوين مكتبة غنية لتلامذتهم.. وفعلا قامت الشركة بالتبرع بحوالي الخمسة آلاف دولار للمدرسة التي إبتاعت اكثر من اربعمائة كتاب.. وإمتلأت ارفف مكتبة المدرسة بعدما كانت خالية لفترة طويلة. إن مشروع المكتبة لم يكن هو المشروع الوحيد الذي دعمته الشركة.. فهنالك مشروعات لإطعام الفقراء.. وآخر لتعليم الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة السباحة.. وهنالك مشروعات تعني بالصحة الجسدية والنفسية واخرى بالصحة البيئية.. وتعددت الافكار حتى صارت الشركة تدعم مشاريع بما يقارب المليون والنصف دولار شهريا.. واعلنت الشركة انها منذ بداية المشروع وحتى الآن قد دعمت ستة وتسعين مشروعا بمبلغ يقارب الخمسة مليون دولارا. إن ما قامت به شركة البيبسي هو جزء من مجهود مبذول في محاولة ان تصبح الشركات الصناعية جزءا من المجتمع الذي تبيع فيه منتجاتها.. وإتجاه بتحمل القطاع الخاص بعض من مسئوليات العبء العام.. وهنالك شركات في السودان تقدم مثلا عونا للجامعات حتى تتمكن من تقديم المنح للطلبة المحتاجين.. لكن لا يزال هنالك نقص في ذلك التمازج الذي يتم ما بين المجتمع والصناعة.. إن الارضية السودانية لا تزال خصبة، فهنالك المدارس والمستشفيات والمنظمات التي تحتاج الدعم وهنالك العديد من الشركات الرابحة التي نتمنى ان نسمع اكثر من مشروعات قريبة لها لمد العون للمجتمع السوداني!! الصحافة