رحب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والسودان امس بالمبادرة الكويتية لاستضافة مؤتمر المانحين لشرق السودان مطلع ديسمبر المقبل. وقال رئيس مجلس الامن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان نيابة عن اعضاء المجلس ان المجلس «يرحب بمبادرة حكومة الكويت لعقد مؤتمر حول الاستثمار والتنمية في شرق السودان ديسمبر المقبل». وأضاف ان المجلس يشجع التنفيذ الكامل لاتفاق سلام شرق السودان بما في ذلك الأحكام المتعلقة بإعادة التأهيل والانتعاش والتنمية. ومن جانبه توجه وزير الخارجية السوداني علي كرتي بالشكر للحكومة الكويتية على هذه المبادرة معربا عن امله في أن تتمكن الدول المانحة من المشاركة في المؤتمر سواء من خلال دعمه او الاستثمار في اعادة اعمار الجزء الشرقي من البلاد. وعقد المجلس اجتماعا رفيع المستوى بشأن السودان حث خلاله جميع الاطراف السودانية على الالتزام باتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 وعلى حل خلافاتهم العالقة سلميا ومن بينها اجراء استفتاء سلمي على امكانية استقلال جنوب السودان ومنطقة ابيي الغنية بالنفط. وفي هذا الصدد حث كرتي المجتمع الدولي والدول المانحة على مساعدة السودان ماليا لتنفيذ هذا الجزء من اتفاق السلام الشامل دون تأخير. كما دعا المجلس أيضا في البيان الذي تلاه هيغ الأطراف السودانية وجميع الدول الأعضاء في مجلس الامن الى احترام نتائج الاستفتاء الذي يعبر عن ارادة شعب جنوب السودان وأبيي، مطالبا جميع الأطراف بالامتناع عن اتخاذ اجراءات من جانب واحد. وفي كلمته امام المجلس قال سكرتير عام الاممالمتحدة بان كي مون ان «بامكان الاستفتاء ان يغير مستقبل السودان وارسال موجات صادمة لجميع أنحاء المنطقة». ولفت الى ان دور هذا المجلس لايزال «ضروريا وأحثكم على المساعدة في بناء الجسور بين الشمال والجنوب بنفس الروح لضمان معالجة الاختلالات الأساسية الباعثة على تأجيج الصراع في أماكن أخرى في السودان». كما كشف عن قيام الأممالمتحدة بالعمل مع باقي الاطراف على امكانية زيادة قواتها في السودان لرفع المستوى الامني في مرحلة الاستفتاء وما بعده وكذلك القدرة على التحقق ومراقبة الانتهاكات المحتملة لوقف اطلاق النار وحماية المدنيين. ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان «اجراء الاستفتاء في اجواء سلمية في التاسع من يناير يعد امرا ضروريا لارساء السلام والاستقرار سواء بالنسبة للسودان أو جيرانه أو حتى بقية أفريقيا وبغض النظر عن نتيجته فانه يجب احترام ارادة الشعب من قبل جميع الأطراف في السودان وحول العالم». كما أعادت كلينتون التذكير برسالة بلادها الى الخرطوم ومفادها انه «اذا اختار (السودان) طريق السلام فيمكن ان تتحسن كثيرا علاقته مع الولاياتالمتحدة وما يترتب على ذلك من اسقاط السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للارهاب وانهاء العقوبات والعمل باتجاه تخفيف عبء الديون الدولية وزيادة حجم التجارة والاستثمار واقامة علاقة تصب في مصلحة الطرفين». وحذرت في الوقت نفسه من مغبة اختيار الخرطوم طريق الصراع وهو ما سيؤدي بها لمواجهة عواقب وخيمة تتمثل في ضغوط اضافية وعقوبات وفرض عزلة أكثر عليها.