حديث المدينة لقاء السيدين.. عثمان ميرغني زمان (مش بعيد أوي يعني).. عندما كنت رئيساً للاتحاد العام للطلاب السودانيين في مصر.. زرنا الخرطوم (قادمين من بلدنا مصر طبعاً).. للإعداد للموسم الثقافي الذي تعودنا أن ندعو له بعض الشخصيات السودانية المعروفة.. ولما كان من قائمة المدعوين للموسم فرقة الفنون الشعبية فقد ذهبت إلى مكتب وزير الإعلام للحصول على موافقته على سفر الفرقة.. كان وزير الإعلام حينها د. إسماعيل الحاج موسى.. انتظرت فترة من الزمن خارج مكتبه مع مدير مكتبه.. وكنت أراقب تفاصيل العمل اليومي.. من يدخل إلى مكتب الوزير وكيف.. فجأة ظهر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية.. نسيت اسمه.. وكان بمثابة سفير لفلسطين في السودان واستقبله مدير المكتب وأدخله مباشرة إلى مكتب الوزير.. في أقل من دقيقة وصل مصور من وحدة التصوير الفتوغرافي في الوزارة ليوثق الحدث ويبدو أنه عمل مستمر يقوم به مع كل زائر للوزير.. انتصب مدير مكتب الوزير واقفاً ومنع المصور من الدخول إلى مكتب الوزير.. وهو يقول له (ما في داعي للتصوير.. روتين..) ويقصد أن زيارة المسؤول الفسلطيني لوزير الإعلام من فرط كثرتها لم تعد (خبراً).. صارت روتينًا لا يستحق التوثيق أو التصوير.. أمس الأول التقى السيدان مولانا محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي.. والسيد الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي.. الحدث احتفت به العديد من الصحف.. ووضعته كبيراً على صدر صفحاتها الأولى مع صورة أُرسلت مع البيان (للسيدين وهما يجلسان نفس الجلسة التي تظهر في الصور الوثائقية القديمة لمولانا السيد على الميرغني مع السيد الإمام عبد الرحمن المهدي صباح يوم الاحتفال برفع علم السودان لأول مرة في واحد واحد ستة وخمسين). وقرأت البيان الرسمي الذي صدر بعد اللقاء .. ولم أفهم شيئاً.. يقول البيان: (التقى مولانا السيد محمد عثمان الميرغني مرشد الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بالإمام الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي، ظُهر اليوم الأحد الموافق 25/7/2010م بجنينة السيد علي الميرغني، وذلك في إطار التشاور والتفاكر حول القضايا الوطنية المصيرية التي تواجه الوطن، وقد تم في هذا اللقاء الترحيب بأي لقاء جامع من أجل التداول حول الاستفتاء القادم، ويعمل على ترجيح خيار الوحدة، وتحقيق السلام العادل الشامل، ويرسِّخ التحول الديمقراطي في البلاد، والعمل الجاد والمشترك مع كل الجهات لحل مشكلة دارفور حلاً عادلاً، وأكد اللقاء على أهمية مشاركة الجميع في وضع الأجندة التي سيتم التداول حولها، هذا وقد تبادل السيدان الرأي، وقررا تكوين لجنة مشتركة بين الحزبين لوضع رؤية مفصلة حول القضايا الوطنية.) بصراحة الحدث ليس خبراً.. هو نفس ما قاله مدير مكتب د. إسماعيل الحاج موسى للمصور!! أما آن للسيدين أن يترجلا.. حتى تتجدد دماء السياسة في السودان و(أخبارها!).. التيار