كلام الناس مائدة لا تحتمل التأجيل نور الدين مدني *اجتهدت حركة الإنقاذ الوطني منذ السنوات الأولى لحكمها على فتح قنوات الحوار أشهرها مؤتمرات الحوار الوطني حول قضايا السلام والاقتصاد والإعلام والدبلوماسية, ولكنها ظلت دائما مهيمنة على كل المفاصل اللهم إلا من بعض التنازلات التي لا تؤثر على عملية التمكين لضمان تنفيذ مشروعها السياسي. *نشطت عمليات الحوار مرة أخرى مع الأحزاب والتنظيمات والفعاليات المعارضة وتوصلت إلى عدد من الاتفاقات المعروفة في مقدمتها اتفاق نيفاشا الذي أحدث تغييرا واضحا في تركيبة الحكم, واتفاق أبوجا واتفاق القاهرة واتفاق أسمرا وحدث تغيير واضح في المسارين السياسي والإعلامي ودخلت البلاد في حالة من الإنفراج السياسي والإعلامي خاصة في مرحلة الإعداد للانتخابات وإبان الحملات الانتخاية لكن للأسف تراجعت حالة الإنفراج السياسي والإعلامي. *مع اقتراب موعد الاستفتاء حول تقرير المصير ارتفعت أصوات تطالب بتوحيد الجهة الداخلية لدفع عملية الاستفتاء بما يشجع المواطنين من الجنوب للتصويت لخيار الوحدة بصورة طوعية, وعادت عملية الحوار مع الاحزاب والفعاليات السياسية تنشط من جديد, ولكن مرة أخرى ظهرت التيارات الرافضة لتوسيع دائرة الحوار ليشمل الحوار قضايا الحريات ودارفور والحالة الاقتصادية. *إن الحوار بين حزب المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي السوداني خطوة تجاه الإتفاق على رؤية مشتركة وهذا إتجاه محمود ولكن لا يمكن حصره في شؤون الاستفتاء، خاصة وأن أمر الأستفتاء ذاته لصيق الصلة بكل القضايا المصيرية الأخرى. *بل إن نتائج الاستفتاء تتأثر سلباً وإيجاباً بمدى النجاح في حل معضلة دارفور وتعزيز الحريات ومحاصرة غلاء المعيشة وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين ومعالجات الإختلالات القائمة في كثير من مرافق الخدمات العامة وعلى رأسها خدمات الكهرباء والمياه والصحة العامة وصحة البيئة. *إن المخرج السلمي لكل هذه الأزمات والإختناقات هو دفع عملية الحوار التي بدأت مع الأحزاب والفعاليات الأخرى بلا استثناء خاصة الأحزاب المؤثرة في الساحة الداخلية مثل حزب المؤتمر الشعبي والحركات الدارفورية التى عليها أن تتراضى على من يمثلها بعيداً عن العصبية القبلية التى أضرتهم ولن تنفعهم وعلى الحزبين الحاكمين الاتجاه بجدية نحو مائدة حوار مستديرة لا تحتمل التأجيل. السوداني