بسم الله الرحمن الرحيم وقفة تأمل في شهر مبارك محمد عبد المجيد أمين ( عمر براق) [email protected] في هذا الشهر المبارك لآبد أن تُغتنم الفرص ... فرص تقييم وتقويم الذات والسعي لاعادة وضعها في مسارها الصحيح الذي أراده الله لها ، قال تعالي :\" ُقلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ\"*الأنعام162 /163. هذه الدعوة ليس لها أي علاقة بأوامر الحكومة ولا \" خرمجة\" الحكام، بل أن الحكومة وطاقمها مأمورة بالانصياع مثلنا لهذا الأمر، ولعلها هي الأولي بتطبيق كل الأوامر المنزلة والمرسلة، علي نفسها أولا، ثم علي الناس، باعتبارها من \" أولي الأمر\". وإذا كانت جادة فيما تفعل، فقد كان أحرى بها وهي التي تقول عن نفسها أنها \" إسلامية \" التوجه،أن تحيل أي تنازع إلي الله والي الرسول، وأن تحاسب نفسها أولا ، قبل أن تحاسب الناس، وقبل أن يحاسبها \"الآخرون\" ، فالعدالة يمكن أن تأتي من أي وجه وعلي أي صورة، والبعد عن العدالة الإلهية يورث الذلة والمهانة، وينذر بالهلاك وتطبيقها علي الوجه المطلوب يفرح الناس ويرضي الرب .قال تعالي :\" وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً\" الجن16/. نحن نعيش في بيئة مخرجاتها كلها متناقضة ومضطربة ، ليس فيها ثبات علي مبدأ ولا يوجد لها مرجعية دستورية يحتكم اليها، وبسبب ذلك تتعثر مصالح الناس وتتهدد الأسر في حياتها وينحرف أفراد المجتمع نحو الهاوية في سباق محموم نحو تحقيق المصالح الخاصة في محاولة للبقاء علي قيد الحياة ، وعادة ما تنتهي كل هذه المحاولات اما بمأساة،أو بمزيد من الفرقة والشتات ثم تعلو أخيرا دعوات للانفصال ، بينما تغرق الحكومة في السياسة دفاعا عن مصالحها ، بعدما أكتشف أن سياسة التمكين التي أتت بها الجبهة أو الحركة الاسلامية للحكم لم يكن لها أي علاقة بالدين وانما هو للسيطرة علي كل موارد الدولة لصالح \" عصبة \" بنيتها الأساس مكونة من قبيلة واحدة هدفها السيطرة علي البلاد بتغيير ديموغرافيتها التي تذخر بأكثر من خمسمائة قبيلة وتشكل علي انقاضها دولة بمواصفات تتناسب مع مصالحها الخاصة. والعجيب أن هؤلاء يتعاملون مع الوقائع وكأنهم يتمثلون بسلوكهم وممارستهم فتح مكة وطرد الكفار من أرض العرب،ويا ليت كان لأفراد تلك العصبة هدف واحد من أهداف الاسلام أو ترسم معالم الاقتداء بالأسوة الحسنة أوسمة واحدة من سمات \" الصحابة\" رضي الله عنهم أجمعين لكنا صدقناهم وكذبنا التاريخ . ولأن ذلك يحدث في واقعنا اليومي المعاش، فلابد أن يصيب حياتنا الخلل ونبتلي بكل المصائب والمحن، ونذوق مرارة الفشل ولا عجب في ذلك البتة، لأن استقامة الأمر لا يأتي بها إلا \" رجال\"، يعرفون ربهم وما أراد، يقيمون العدل ويقسطون بين الناس ...كل الناس، عندها يقول غير المسلم:هذا دين الله الحق قد أقيم علي يد هؤلاء وقد أتوني بحقي، ويفرح المسلم لأنه صار آمنا علي نفسه وأهله ومستقبل ذريته. ولأن ذلك يحدث في واقعنا اليومي المعاش فان الأمور تنفلت وتنسل كما تنسل حبات السبحة من \" خيطها\" وبدلا من الاعتصام بحبل الله المتين يتفرق الناس إلي \" سوق\" الدعاوى الرخيصة والمضلة، حيث تعرض البضائع \"الفجة\"والمخالفة لكل المواصفات والمقاييس والنواميس، حتي بتنا حالة \" شاذة\" بين خلق الله، ناهيك عن وضعنا بين الدول الأخري التي تعيش علي ظهر هذا الكوكب. لا بد أن نقارن كل هذا برسالة الاسلام الواضحة البسيطة ، والتي تتمثل بدعوة الناس ...الي الانصياع أفراد وجماعات وأقوام الي عبادة الله الواحد الأحد دونما الحاجة الي \" حركات\" اسلامية أو الي شيوخ يقضون بأهوائهم وانما الحاجة تكون الي \" نفر\" يتفقهون في الدين ويعلمون الناس أصول العبادة،والباقي نظام دنيوي بحت أدري بشئونه الناس. يعرف كل ذلك \"أهل الذكر\" ولا ينصحون، ولا ينصرون \" إخوانهم \" بمنعهم من الظلم، بل يتمادون معهم ويجارونهم في الباطل علي حساب الحق ولم يعد لنا غطاء أو منجي إلا الله وحده، نلجأ إليه ونلوذ برحمته، وندعوه أن يرفع عنا هذا البلاء، وهذا بحد ذاته محل عبرة واعتبار وفرصة لتغيير \"أنفس\" القوم ،أن تجتمع القلوب علي ذكر خالقها و \" مقلبها \" وتسأله في هذا الشهر الكريم الثبات في الأمر، فهذا هو الشئ الوحيد والصحيح الذي يمكن أن يجتمع عليه الناس في هذا البلد. اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا في هذا الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن، وأشمل برحمتك كل قبائلنا وأعراقنا وألواننا وأهدنا إلي ما تحبه وترضي... آمين. الدمازين في :2010/08/15م محمد عبد المجيد أمين(عمر براق ) [email protected]