امّنتك عواطفي ليه خنت الامانة ؟!!ا منى سلمان [email protected] في واحدة من المدن السودانية، نشأ الأخوة الثلاثة (الرشيد) و(زينب) و(سعاد) متحابين مترابطين كما يجب أن يكون الاخاء، استمر هذا حتى بعد أن كبروا وفرقهم الزواج، ولكن اختلال مثلث الحب الأخوي كان على يد (عوضية) زوجة (الرشيد) بتفضيلها ل (سعاد) شقيقة زوجها، وكرهها ونفورها غير المبرر من شقيقته الأخرى (زينب). مع مرور الأيام تعمق الخلاف بين (عوضية) و(زينب) لينشأ أبناؤهم تحت ظلال الكراهية بين العمة من جهة وزوجة الخال من الجهة الأخرى، ولكن وسط تلك الغابة نبتت زهرة الحب بين أشواك الكراهية عندما التقى قلب (نادية) ابنة (زينب) بقلب ابن خالها (مرتضى) بن (الرشيد) و(عوضية) .. نشأ الحب بينهما قويا بعد أن جمعتهما مقاعد الدراسة الجامعية في الخرطوم ولكن في الأجازات وعند العودة للأهل كان حبل التواصل ينقطع بينهما بسبب فتور العلاقة بين الأسرتين .. ولذلك كانت (سناء) الصبية الصغيرة ذات الستة عشر ربيعا، وابنة الخالة (سعاد) هي رسول الحب وطائر الأشواق بين الحبيبين في الأجازة. بعد أن أكمل الحبيبان دراستهما الجامعية بنجاح، تهيأ الاثنان للأنتقال بعلاقة حبهما إلى العلانية واكسابها الشرعية بالزواج، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فما أن فاتح (مرتضى) والديه بالموضوع حتى ثارت ثائرة أمه (عوضية) وهددت كعادة الامهات بقطع ثديها أن هو فكر في نسب (زينب) والزواج من أبنتها.. لم تكتف (عوضية) بالرفض بل سارعت بقفل باب الرجعة عليه بأن خطبت له الصغيرة (سناء) أبنة عمته (سعاد). تسارعت الأمور بعد موافقة (سعاد) وزوجها وفرحتها بابن شقيقها ال مافيهو عيب، وحتى (سناء) والتى يبدو أن وظيفة ساعي الغرام بين الحبيبين، قد جعلتها تقع في حب (مرتضى) دون أن تدري، فوافقت على الخطبة في لحظة انانية، رغما عن معرفتها بحكاية (البير وغطاها) ولكنها فضلت أن تصم أذنيها عن صوت العقل وتتبع قلبها. تم الزواج وأنطوت (نادية) على نفسها تلعق جرح خيانة (سناء) وخذلان (مرتضى) الذي لم يجد لنفسه مفراً من اكمال الزيجة حتى لا يتسبب في شرخ العائلة. مرت سنوات برئت فيها الجراح أوهكذا ظنت (نادية) وتمت خطبتها مرة واثنتين واكثر خلال تلك السنوات، وفي كل مرة كانت تفسخ الخطوبة دون أن تشعر بأنها كانت تبحث بين الخطاب عن (مرتضى) آخر بينهم وعندما لا تجده تسارع بالفرار وفسخ الخطبة. بالمقابل استقرت (سناء) مع (مرتضى) في عش الزوجية وعبر السنوات نما بينهما الود بحسن المعاشرة والابناء .. وعادت المياه إلى مجاريها بين بنتي الخالتين وتناسيتا جراح الماضي ونمت بينهما صداقة حميمة، ولكن دون أن تشعر (سناء) كانت (نادية) قد تسللت وتمددت داخل كيان الأسرة الصغيرة .. كانت هي من تقوم برعاية (سناء) بعد وضوعها ايام النفاس وترعى أطفالها حتى تعلقوا بها أكثرمن أمهم، وتقوم على طلبات (مرتضى) وتتفانى في خدمته .. ورويدا رويدا وفي غفلة من عين الزمان عاودت نار الغرام اشتعالها بينهما. عاند الحبيبان القديمان قلبيهما حينا من الدهر ورفضا الانسياق وراء ذكريات الماضي التي استيقظت بقوة، خوفا من تبعات زواجهما والذي لو حدث لتسبب في شرخ بنيان العائلة الكبيرة واحدث ضررا غير مأمول الاصلاح، ولكن عندما (الشوق غلب والحب بدا) لم يجد العاشقان بدا سوى بالأستسلام في الآخر لسلطان الحب فتقدم (مرتضى) لطلب يد (نادية) ابنة عمته وابنة خالة زوجته. ثارت الأعاصير في وجه هذا الزواج الغريب والذي تم بعد عشر سنوات من زواج (مرتضى) و(سناء) وانجابهما لاربعة أبناء .. وتمت خلال تلك السنوات خطبة (نادية) خمس مرات وفشلت فيها أن تجد ل (مرتضى) بديل .. توج الاثنان حبهما رغم رفض واستنكار الجميع ووصمهم ل (نادية) بوصمة الخائنة التي تهدم بيت أختها. أرسلت (سناء) المجروحة المراسيل ل (نادية) لتقول لها: يا خاينة .. دخّلتك بيتي .. وأمّنتك عليهو عشان تخطفي راجلي ؟ أجابت (نادية) المرسال قائلة: قولوا ليها الخيانة أتعلمتها منك من زمان .. وكت أمّنتك على حبى وسرقتيهو !! الرأي العام