حدث في حديقة " المفلسين “ كمال كرار جلس مع حبيبته ذات أمسية في حديقة " حبيبي مفلس " فحكت معه عن ترتيبات الزواج والشيلة والحفلة والفنان وحكي لها عن وضعه الذي لا يحسده فيه أحد مما يجعل أمر " العرس " والذي منه من سابع المستحيلات . قالت له لا تحزن وذكرت له ما معناه عشة صغيرة كفاية علينا ، فقال لها هذا زمن التضخم والغلاء والبطالة والسوق الإستهلاكي فالعشة وحدها لا تكفي طالما كان العلاج مدفوع الأجر والتعليم " بالشي الفلاني " . قالت له " خش السوق " من أبوابه الجانبية طالما لا تملك رأسمالاً ولا دكاناً واعمل مثلما عملت عارف في سودانير ومافيش حد أحسن من حد . ولما رأته محتاراً حكت له عن شركة عارف وموية القضارف وقالت له أن المدعوة عارف وصاحبتها شركة الفيحاء إمتلكوا 70% من أسهم شركة الخطوط الجوية السودانية في 2006 ومعني هذا أنهم حصلوا في وقت لاحق علي 70% من إيراداتها المالية ولم يتكرموا طوال هذه السنوات بشراء مسمار واحد للشركة مما أدي لتدهورها . وقالت له أيضاً أن عارف بذات الكيفية إشترت النقل النهري وشركة هجليج ثم أنها " أي عارف " غرقت في الديون وانهارت أسهمها في البورصة وتعاظمت خسائرها ولكنها ستجني أرباحاً طائلة بعد أن تبيع سودانير والشركات الأخري لسماسرة دوليين آخرين . في اليوم التالي استلف " الحبيب المفلس " الجلابية السكروتة من سيد الدكان ، والمركوب الفاشري من نسيبه المرتقب وعقال سعودي كان المرحوم جده قد جلبه من الحج ثم انطلق صوب الوزارات والمصالح بصفته مستثمراً أجنبياً صاحب شركات وعقارات وريالات وهللات . وانفتحت أمامه أبواب " الهبر " بعد أن عرف لغة " العصر " بكسر الصاد وغشي البنوك ولهف المرابحات والقروض الحسنة والأموال الخبيثة ثم عرج علي المشاريع المروية والشراكات الوهمية وباع الأراضي والفنادق والشواطئ و " الحدايق " . ولم ينس البترول وملحقاته من مصافي وخطوط أنابيب وعرف دروب البورصات والأسهم والسندات وبني الأبراج العالية والعمارات . ودخل سوق المواسير عن طريق الإيصالات والشيكات ولما انكشف المستور كان قد صار وجيهاً لا تغشاه النيابات . وفي خضم الإحتيال وأمور اللف والدوران لم ينس الانتخابات المضروبة والهتيفة المجلوبة والمفوضية المعطوبة ونال الأموال الوفيرة من الست زوبة . ولما طال الوقت علي " الحبيبة المفلسة " إتصلت في يوم من الأيام عليه فردت عليها السكرتيرة بالقول أنه مشغول في اجتماع قد يطول . ذهبت له في بيتهم القديم فاكتشفت أن البيت قد صار ناطحة سحاب وأن سعادته في الطابق " التلاتين " وأن الدخول عليه ممنوع بأمر الحراس الميامين . كتبت له رسالة قصيرة فحواها التقيك في حديقة " حبيبي مفلس " بعد الخامسة مساء يوم كذا . عند الخامسة من مساء اليوم الموعود كان قد تولي منصبه الدستوري المشهود وقال في حشد من السدنة كما قال الدكتاتورعبود أحكموا علينا بأعمالنا نحن الجنجويد وفرسان الحدود ، فرجعت فلانة إلي بيتها تلطم الخدود . الميدان