حوار مع جنوبي (4): الصحافي لوك كوث داك (ترجمة) واشنطن: محمد علي صالح [email protected] حوارات سابقة: 1.اكول لياي ميقور، الحركة الشعبية، كوينزلاند، استراليا. 2. ازيكيل قاتكوث، ممثل حكومة الجنوب في واشنطن. 3. بروفسير جوك مادوت جوك، جامعة ليولا ماريمونت في امريكا. ------------------------- لوك كوث داك: ولد في الناصر في ولاية اعالي النيل. صحافي منذ سنة 1979. كان مذيعا في اذاعة جوبا. وكتب في صحيفتي \"الصحافة\" و \"الايام\". الأن في امريكا، يدرس لبكالريوس في كلية ايفرسون في اتلانتا. ويكتب في صحيفة \"سودان تربيون\" وغيرها. ونائب رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين في امريكا. -------------------------- س: هل ستصوت مع وحدة السودان؟ او انفصال الجنوب؟ ج: لا يوجد امل في وحدة السودان. س: هل سيصوت الجنوبيون مع الوحدة اذا بنى الشماليون مشاريع تنمية رئيسية في الجنوب لتصير \"الوحدة جذابة\"؟ ج: كان بناء مشاريع كبيرة سيجعل \"الوحدة جذابة\". لكن، لا يوجد وقت. اضاع حزب المؤتمر الحاكم في الشمال خمس سنوات يسيئ معاملة الجنوبيين. لو لم يفعل ذلك، كان يمكن ان يصوت بعض الجنوبيين مع الوحدة. س: ماذا يجب على الشماليين ان يفعلوا ليصوت الجنوبيون مع الوحدة؟ ج: اولا: يعترفون باخطاء الماضي. ثانيا: يعتذرون. ثالثا: يطلبون المغفرة منهم. س: يضع قادة جنوبيون شروطا تعجيزية. باقان اموم، امين الحركة الشعبية، قال ان الشماليين يجب الا يستعملوا كلمة \"عبيد\" عند الاساءة الى الجنوبيين. وايده ازيكيال قاتكوث، ممثل حكومة جنوب السودان في واشنطن. هل تؤيدهما؟ ج: هذه كلمة عنصرية ومسيئة. كيف يوصف شخص بانه عبد في وطنه؟ س: طبعا، هذه كلمة عنصرية ومسيئة. لكن، هل يجب ان يكون شطبها شرطا لوحدة السودان؟ ج: سيكون شطبها عاملا ايجابيا. س: تعيش في امريكا. وتعرف انه، رغم كل قوانين نهاية التفرقة العنصرية، يستعمل بيض كلمة \"نيقر\" (عبد) في الاساءة للسود. لكن، لم يقل السود ان شطب الكلمة شرط لعلاقات احسن مع البيض. اليست طبيعة البشر هي ان يشتموا بعضهم بعضا؟ ج: لا استطيع ان اتكلم بالنيابة عن الامريكيين السود. س: حق الامريكيون السود تقدما كبيرا، وساعدهم بعض البيض. الأن يوجد رئيس اسود، اوباما. اليس في هذا درس للجنوبيين؟ ج: نعم حققوا تقدما كبيرا. لكن، لا تزال توجد تفرقة عنصرية. س: هل انت متأكد؟ ج: نعم. الا تعيش انت هنا؟ الا تعرف ذلك؟ س: لماذا لا يكون الجنوبيون في السودان مثل اخوانهم الاميركيين السود؟ لماذا لا يفتحون صفحة جديدة؟ ابدا، لم اسمع اوباما يتكلم عن الرقيق. ج: لكن، يوجد رقيق في السودان. س: هل انت متأكد؟ ج: توجد وثائق تؤكد ان حكومة الخرطوم تدعم الرقيق في المناطق المهمشة، وفي الجنوب، وفي دارفور. ويوجد شارع في الخرطوم على اسم الزبير باشا رحمة، اكبر تجار الرقيق في تاريخ السودان. س: هنا في اميركا، بعد مظاهرات الحقوق المدنية في الستينات، الغت الحكومة كل قوانين التفرقة العنصرية. الم تلغي حكومة السودان كل قوانين التفرقة العنصرية؟ ج: لا. توجد كل انواع التفرقة في السودان. انا درست في شندي، وواجهتني اشياء لا اقدر على وصفها. وايضا، توجد تفرقة ضد الجنوبيين عند دخول الكليات العسكرية وكليات الشرطة والجامعات. ناهيك عن تجربتي الخاصة في ما تسمى مؤسسة \"وطنية\": الاذاعة والتلفزيون. اذا انت من الجنوب، لا تتوقع ابدا ان تكون مذيعا كبيرا. هذه حقائق لا يمكن انكارها. س: هل سيرضى الجنوبيون اذا لم يستعمل الشماليون كلمة \"عبد\"، واذا اعنذروا عن اخطاء الماضي، واذا دفعوا تعويضات للجنوبيين، واذا اسسوا دستورا علمانيا؟ ج: يريد الجنوبيون ان يعاملوا معاملة انسانية. وفي احترام، وفي كرامة. يريدون ان يكونوا مواطنيين كاملين في وطنهم. نعم، اذا كشف الشماليون عن حسن نية صادقة، اعتقد ان ذلك سيكون عاملا ايجابيا في التحرك نحو حل المشكلة. س: يقول قادة جنوبيون ان تسعين في المائة من السودانيين افارقة. لكن، اليس المسلمون العرب في الشمال ايضا افارقة؟ ج: لكنهم ينكرون انهم افارقة. س: اليس السودان عضوا في الاتحاد الافريقي؟ وحتى في الاتحاد الافريقي لكرة القدم؟ ج: يريد الشماليون ان يكسبوا طالعين ونازلين. يستعملون الواجه الافريقية عندما تخدم مصالحهم. لكن ولاءهم الاول هو للعالم العربي والاسلامي. س: ولدت انا في ارقو، في شمال السودان. والدى من عرب الكبابيش، ووالدتي من عرب البديرية. لكني، طبعا، افريقي. وفخور جدا بافريقيتي. هل اقدر على ان اقول ذلك؟ ج: نعم تقدر. كل الشماليين يقدرون على ان يقولوا ذلك. لكن، تقول اغلبيتهم ان ولاءهم نحو العالم العربي والاسلامي. س: لماذا تقول ان الشماليين ينكرون انهم افارقة؟ ج: اعتقد انهم يعانون من عقدة نقص. س: اختلف معك. انا لا اعاني من اي عقدة نقص. ولا اعتقد انهم يعانون من عقدة نقص. اعتقد ان هناك اختلافا اساسيا بينك وبيني (وبقية الشماليين) في موضوع الهوية. بالنسبة لي، ليست هناك اي صلة بين لوني وهويتي. اكرر: ليست هناك اي صلة بين لوني وهويتي. اساس هويتي هو ايماني. (كنت اقدر على ان اقول ذلك اذا كنت مسيحيا، او يهوديا، او اعبد بوذا، او بقرة، او شجرة، او كجور). ثم تاتي ثقافتي العربية الافريقية المختلطة. لهذا، لا انظر الى نفسي كاسود (لوني)، ولكن كافريقي (ثقافتي). طبعا، في امريكا، اذا سرقت بنكا وهربت، ستصدر الشرطة اعلانا للبحث عن \"اسود، كبير السن، اشيب الشعر.\" لكن، هذا مجرد وصف. ليس هويتي. وليس كياني الذي يعبر عن شخصيتي وتفكيري. ج: صار واضحا ان الشماليين فكروا وقرروا انهم عرب، وليسوا افارقة. وهم يقولون ذلك في فخر. اعتقد ان مشكلة الهوية هذه هي اساس المشاكل بين الشماليين والجنوبيين، وهي سبب تدهور الوضع الى ما وصل اليه الأن. ------------------------- [email protected] [email protected]