تراسيم.. مصر .. قلوبنا ام جيوبنا !! عبد الباقي الظافر شركة خليجية حدثها قلبها الأخضر بالاستثمار في الزراعة في السودان .. انتقت موقعًا قصيًا فى شمال السودان.. استصلحت من أرضه الجرداء.. جلبت له معدات (الميكنة) الحديثة.. ثم اختارت سياسيًا لامعًا رئيسًا لمجلس أمنائها.. حتى تحمى نفسها من غدر الأيام في السودان .. الشركة الرائدة انتجت قمحًا ووعدًا وتمنيًا .. أحد المطاحن الحكومية اشترى الذهب الأصفر.. بعد وسلم المستثمرون الأجانب شيكًا طائرًا.. حين السداد أعلن المطحن إفلاسه.. الشركة التي كانت تنفق بسخاء تفكر الآن في اغلاق مزرعتها . ربما كانت هذه الصورة السيئة حاضرة في أذهان وزارة الزراعة المصرية.. وهي توقع اتفاقًا مع رصيفتها السودانية لزراعة مليون فدان في الجزيرة الخضراء.. الاتفاق الرسمى بين مصر والسودان .. أثار حزمة اسئلة ومخاوف بين اهل السودان . مشروع الجزيرة هو اكبر مشروع مروي ويدار مركزيًا على وجه البسيطة ..ارضه خصبة لا تحتاج لخبراء اجانب لاستصلاحها ..ملاكه الاصليون مازالوا يطاردون الحكومة من اجل حقوقهم .. مزارعوه لم يغيبوا عن مهنتهم بعد حتى تتم الاستعانة بفلاحين جدد من وراء الحدود.. صحيح أن المشروع يواجه صعوبات جمة ..اقعدته الإرادة الوطنية عن الإنتاج .. ولكن العلاج ميسور وسهل . اتفاق الوزير اباظة مع شقيقه المتعافي حوى بنودًا غامضة ..وشروط اذعان مجحفة .. هل تصدقون ان هذا الاتفاق يوقع عقوبات جزائية بحق أصحاب الأرض لا المستثمرين .. وان حدثتنا أنفسنا ان نأكل مما نزرع علينا ان نشتري وارد الجزيرة السودانية بالسعر العالمي مضاف اليه ضريبة إذعان تبلغ 25% بالمائة . الزراعة في السودان لا تحتاج غير ان ترفع الحكومة يددها.. وتغل يد الجباية الطويلة .. نحن الآن ننتج غلالاً اقل من عام 1962.. مشروع النهضة الزراعية المنوط به اعادة الزاعة سيرتها الأولى لا يتبع لوزارة الزراعة .. الثروة الغابية فى السودان خرجت من بيتها الطبيعي في زارة الزراعة ونسبت لوزارة اخرى تهتم بالتنمية العمرانية. ليس مطلوبًًا من الوزير المتعافي الذي عُرف بنزعته الاستثمارية منذ ان كان واليًا للخرطوم ..غير ان يسعى لخروج الحكومة السودانية من الدورة الإنتاجية.. لن نطلب من سيادته غير ان يتدخل حين انهيار الأسعار كغيره من وزراء الزراعة في العالم .. اما في الاحوال العادية فتترك الزراعة لأهلها . ليت وزير الزراعة المصري يمعن النظر في الشراكة الذكية التي جمعت شركة كنانة ومجموعة بلتون المصرية .. هذه الشراكة ولدت شركة استثمارية خاصة بلغ رأس مالها مليار دولار.. هدفها توفير التمويل للزراعة والتصنيع فى وادي النيل. سادتي اوقفوا صفقة المتعافي واباظة ..انها تهدم في عمق الارتباط السوداني المصري .. اسوأ ما يمكن ان يهزم صورة مصر في الوجدان السوداني ..ان يتحسس السودانيون جيوبهم حين تعن ذكرى مصر (أم الدنيا). التيار