تراسيم قال البوني قال!! عبدالباقى الظافر [email protected] قبل سنوات خلت.. حدثت عبداللطيف البوني نفسه بزيارة أم الدنيا.. ولشيء في نفس أحد القناصل منع البوني من أن يدخل مصر من أبوابها.. غضب البوني من هذا التمنع.. ولكن الصحيفة التي يكتب فيها لم تشاطره الغضب.. فعاد عبداللطيف مغاضباً الى أهله في اللعوتة.. وتبنت القضية الزميلة الوفاق التي كان يرأس تحريرها الثائر محمد طه محمد أحمد.. فتبسم من فعلتها البوني وأعزها بعمود أسماه من منازلهم.. جعله الراحل محمد طه من دون الأعمدة في الصفحة الاولى. ذهبت الى دكتور البوني قبل نحو عشرة أعوام في مكتبه في الجامعة الإسلامية.. أحمل أطروحتي للماجستير.. وكنت وأستاذي المشرف على الرسالة نبحث عن مناقش خارجي ..فتلقف الأستاذ البوني الأمر وأبدى موافقته الفورية.. والذي لن أنساه أبداً وربما سلاه أستاذي البوني تعليقه على لغة كاتب الرسالة والتي وصفها بأنها ذات نكهة صحفية..وكنت وقتها أمارس التجريب الصحفي كهاوٍ في العزيزة الأسبوع ..ولم يكن الدكتور البوني قد اطلع على محاولاتي تلك. غبت عنه سنوات وسنوات.. وذات صباح وجدت منه رسالة في البريد الإلكتروني.. يشيد فيها بتغطية صحفية خطها يراعي لندوة عقدتها حركة العدل والمساواة في فيلادلفيا الامريكية.. رددت عليه بفرح غامر أنني تلميذه القديم في معهد الدراسات الافريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم .. وامتد الوصل بيننا. عند عودتي الأخيرة للسودان هاتفني أستاذي البوني..طالباً أن أساعده وصديقه الأستاذ عثمان ميرغني في تجربتهما الجديدة في صحيفة التيار..ما كان بوسع تلميذ أن يرفض عرض أستاذ ..رغم ذلك قال لي كلمة بعد إكمال الاتفاق \"أمشي شوف السوق ما نكون خميناك ساكت\".. ومن يومها وأنا أسعد برفقته في هذه المؤسسة الفكرة. قبل أسابيع خلت هاتفني أستاذى البوني..أنه بصدد ممارسة الاحتطاب في صحيفة أخرى.. شق عليّ النبأ..ولجت الى مكتب رئيس التحرير والذي كان على علم مسبق .. ولكنه يرفض أن يستسلم..لأن مكان \"حاطب ليل\" سيكون فراغاً كبيراً بصحيفتنا ..رئيس التحرير ومن واقع زمالة وصداقة طويلة ربطته بالرجل، يدرك أن البوني (جبار خواطر) فاقترح أن نفطر في مدينة البوني اللعوتة.. ولم يحل بيننا وذلك الإفطار إلا المطر الكثيف.. ولكن مجهودات إثناء البوني عن الرحيل تواصلت من أماكن أخرى وبوسائل عديدة. الدكتور عبداللطيف البوني صحافي يهوى التجريب.. سبق أن أصدر الازمنة.. وتنقل بين عدد من الصحف بقلب الفنان الذي يهوى التغيير.. ولكننا في (التيّار) نحسب أنه سيعود لصحيفته وقرائه..عليه سيظل مكانه شاغراً في قلوبنا وقلوب القراء ..ولن نودعه أبداً بل سنقول له الى لقاء. من قال إن البوني قد رحل عن (التيّار) فقد كذب..إنه في إجازة طويلة وسيعود الى بيته.. وستظل لمساته واضحة في كل الأحوال بمدرسة (التيّار) التي رأها حلماثم رواها برحيق مداده.