م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] والدهشة في بلادنا أضحت أمرا طبيعيا فماعاد مستغربا مانشاهد ومانري ومانسمع وعنصر الدهشة يتكرر أخري عبر الأشاعات المشاعة ذات الأنتشار الواسع التي توازي أنتشار النار في الهشيم بل وتفوقه انتشارا وأشتعالا . ومن أستقل معه الركشة ركوبا يبالغ في سرد الرواية ويتفنن في حكايتها بأن أحد أقاربه قد هاتفه من العاصمة بضرورة عدم الرد علي رقم المتصل الغريب وقريبه يحرص ويلح عليه في كتابته وصاحب الركشة يخرج قصاصة الورق ليريني الرقم الغامض الذي يصيب الذي يرد عليه بالوفاة تمعنت في الرقم فوجدته غريبا كغرابة الأشاعة ولكن للأشاعة سلطانها ولها مروجوها للناس وفي السوق رأيت القهاوي تعج بالأشاعة والرقم الغريب يتداول بين العيون والناس لاتجد حرجا في التهويل والتخويف ومصطلحات الذبذبات والأشارات الكهرومغناطيسية أخذت راحتها في تحليلات الناس وسردهم للرواية دخلت المسجد فوجدت الناس قد أعقبت التسبيح بالتحلق في حلقات ومناقشة تلك الأشاعة المنتشرة عدت الي البيت سريعا فوجدت أن الهئية القومية للأتصالات قد أستبقت الجميع بأصدار بيان يفند محتوي الأشاعة بل ويشكك في مصداقيتها وبيان الهئية يقع في منزلة مابين الأعتراف بالأشاعة وتصديقها وبيان الهئية يشدد علي مطابقة الهواتف الموجودة في السودان علي المواصفات القياسية وأن بلادنا تقع ضمن النطاق الآمن وتلك تبعث في النفوس هلعا وخوفا فمعني ذلك أنه يوجد نطاقا غير آمن وبالتالي وجود مثل تلك الحالات في ذلك النطاق، أسترجعت من زاكرتي حينها بيان الأرصاد الجوي حول حادثة الزلازل عندما أشار البيان الي عدم وجود بلادنا ضمن نطاق منطقة الزلازل ولكنها حدثت والمتغيرات العالمية والتغيرات المناخية كفيلة بأحداث ماكان غريبا . والشائعات في البلاد أضحنت نهجا له أتباعه ومريديه ومروجوه وحادثة السلام بالأيدي لاتزال عالقة بالأزهان فالأشاعة حينها قد أخذت حظها في الترويج والناس ساعتها تزهد في السلام وتكتفي بالأشارة مخافة أن يتحقق غرض الأشاعة ونتيجتها الحتمية في السلام بالأيدي وبالتالي تفقد جهازها التناسلي . دهشت أخري والدهشة في بلادنا أضحت للغرباء وللغريب حقا دهشة والفتاة المسيحية تمدح رسولنا الكريم عبر أحدي قنواتنا السودانية المنتشرة ومقدمة البرنامج تنتشي بمديح الفنانة المسيحية بل وتندمج معه والناس في بلادنا تنتقد أهل الفن الصارخ في أتجاههم للمديح وتعد لمديح الرسول (ص) شروطا أقلها أنه لاينبغي الجمع بين الغناء والمديح وأن هولاء ينبغي أن لايخلطوا بين الأشياء فلكل شئ أهله في التأليف والأداء ومصدر الغرابة هذه كان في المديح علي لسان الفنانة المسيحية أدركت حينها أن غرض الفنانين وأتجاههم للمديح لم يكن في الحب والأقتداء والتأسي وأنما كان في السير والمسايرة ومجاراة تلك الموضة التي تؤدي بصاحبها الي مدارج الشهرة وتهافت وسائل الأعلام . وجود الأشاعة ليس مدهشا ولكن تبقي الدهشة في أنتشارها ووجود التربة الخصبة لها في الزراعة والحصاد والناس في بلدي تتساءل عن مصدر الأشاعة وغرض الأشاعة وهدفها هل في تزهيد الناس في وسائل الأتصال أم ضرب اقتصاد البلاد أم تهديد الأمن القومي ومدح الرسول الكريم بأداء فنانة مسيحية شئ يستحق الدهشة ويطرح التساؤل ويجدد المواقف في من يمدح ؟ ومن الذي ينبغي له أن يمدح وهل المديح هو وجود موسيقي والحان تتسق مع الكلمات ولابد للجميع التسابق فيها وينبغي للكل من التفنن في أدائها ولو أختلفت الميول والعقائد أم علم يحصر عند أهله وبشروطه .فالناس تندهش من ولوج الفنان المعروف الي مجال المديح فكيف يكون التفسير عندما عندما تلج فنانة مسيحية لذلك المجال .