بشفافية جدل الايدز وهذه الحكايا حيدر المكاشفي جاء في الأنباء أن منهج الايدزالذي أصدرته وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع اليونسيف قد أثار وما يزال يثير جدلاً أدي لانقسام مناقشيه الى ثلاث فئات فئة تؤيده وأخري تتحفظ عليه والثالثة تناهضه بخيلها ورجلها، والايدز موضع الجدل هنا هو الايدزالمعروف والمعرّف بالالف واللام «نقص المناعة المكتسبة» ولكن ما رأيكم في أنواع أخري للايدز ذكرّني بها هذا الجدل كان قد وقف عليها وحكاها في مناسبة مماثلة الاخ الصديق الحاج وراق الكاتب المعروف والمشهور رد الله غربته، وهذه مناسبة لتحيته وإحياء ذكرى أنواع الايدز الأخرى التي لا تقل فتكاً عن نقص المناعة المكتسبة... ٭٭٭٭ عن عمد اختارت الوقوف في ناصية السيوبر ماركت الشهير حيث أعلى احتمالات وجود الفريسة المطلوبة وتماماً تحت عمود النور ليظهر الجسد «الفتنة» وإشارات العينين التي تستصرخ «الفرامل» للتوقف الفوري! وكذلك فعل صاحبنا، ممتلئاً بنشوة الصيد، ولا يعلم بان الاحوال دول، فكثيراً ما ينقلب الصياد الى فريسة!! الروائح التي ملأت العربة، وأنواع المكياج التي تغطي الوجه، اختصرت الكلمات، وبدأ التفاوض: لكل سعره، الاقصى في شقة مفروشة يتم تحضيرها بالاتصال التلفوني آنياً، وتتفاوت من بعد ذلك العروض والاسعار، اختار صاحبنا الصفقة الآمنة والاقل كلفة: في داخل العربة! أصرت على الاستلام اولاً مبررة ذلك بان ثقل النقود هو ما ينزع الحياء والملابس! وكذا قد حدث! حينما أعتقد بأنها النهاية، طلبت منه برقة تتماوج وتمتزج مع أنغام مسجل العربة ان يوصلها قرب منزلها، وهناك، ولحظة الدوس على فرامل التوقف، اكتشف «الكمين» قوة جاهزة بطبنجاتها وأجهزة اتصالاتها، ومع صعقة المفاجأة امتزجت بخاطره الفضيحة والزوجة والوظيفة، ومع الخضة التي ساحت لها الركب انتهت الصفقة كما خطط لها منذ البدء: انقذ سمعته ووظيفته وزواجه بسداد «فدية» محترمة!! ٭٭٭٭ كان باب الصالون موارباً، وصوته عالياً، سمعت الزوجة كثيراً من حديثه في محاضرته لاخوانه عقب إفطار يوم الاثنين، الذي درج عليه منذ أكثر من ثمانية عشر عاما، كان يتحدث عن السيرة النبوية بتفاصيل ووقار، واخوانه يسمعونه بانتباه وحماسة، واما الزوجة فكانت تستمع على طريقة التداعي الحر: عندما تسمعه يتحدث عن «الرحمة» تزحم ذاكرتها أحداث الليلة الفائتة ولياليها الراتبة الاسبوعية الموزعة بين الزوجات الاربع! وحين تسمع كلمة «الخير» تتسارع الى خاطرها: «خير خير» لفظته المفضلة التي يكررها في هاتفه الجوال واكتشفت من طول المعاشرة انها تعنى الموافقة على صفقة فاسدة! وحين تسمع كلمة «عدل» تخطر لها الزوجة «الثانية» السكرتيرة غضة العمر والجسد وزواجه بها أوائل التسعينيات، و«الثالثة» الارملة الوارثة حسناً ومالاً وزواجه بها اواسط التسعينيات، و«الرابعة» موديل ألفين وخمسة، تلك الفاتنة ابنة الاسرة الثرية العريقة، ويخطر لها انها كلما اعترضت على زيجة كلما ذكرها بان الزوجة مأمورة أن تنصاع لزوجها كما في السجود! وفي زحمة الخواطر والذكريات، لم تنتبه كيف وصل خيط محاضرته الى قوله صلى الله عليه وسلم بانه ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم. طفرت دمعة على خدها! ٭٭٭٭ سأله: كيف تدخلون «بروميد البوتاسيوم» الى البلد وهناك قرار بتحريمه ومنعه؟! أجاب، وكأنما يتملظ المفردات: ألم تسمع بالمثل الاريتري «قنزب كلى سما منقدلي» وترجمته من يملك المال «يخفس» إلى السماء؟! خجل أن يرد عليه بأن مثل هذا «انخساف» إلى القيعان وليس قدلة إلى السماء، فأردف بسؤال آخر: ألا تعلمون أنه يسبب السرطان؟ أجاب في ثقة وبابتسامة: أحسن يموتوا بالسرطان ونربح نحنا من يموتوا ساكت!! ٭٭٭٭ انتهت المقابلة الصحفية المرتبة مع الوالي. لم يُسأل سوى الأسئلة التي رغب بها. ولم يقاطعه الصحفي مرة واحدة، اكتفى بهز رأسه علامة الموافقة والرضا! والتقطت الصور بذات «حرفية» تصوير ممثلة كليلى علوي! وعند الخروج ناوله مدير المكتب «المظروف»، ولكن لدهشته، فتح الصحفي المظروف وأحصى ما بداخله، وقال بجرأة فاجرة: «ده حقي أنا، لكن حق مسؤول التحرير وينو؟ إذا ما أخد حقو، المقابلة حتتأخر وتتفطس» بابتسامة هي مزيج بين الارتياح والاحتقار أخرج مدير المكتب رزمة من رزم المليون من جيبه، أحصى منها ما يقارب نصفها، ولكنه سلمها هذه المرة «عارية» دون أن يسترها في ظرف - لقد صارت «قوانين» المنفعة المتبادلة مفضوحة حد الغثيان! الصحافة