زمان مثل هذا حتى أنتِ.. ياخميرة؟؟ الصادق المهدي الشريف مجلسُ الوزراء وجه الوزاراتِ المختصة بوضع سياسات تحدُّ من استيراد السلع الكمالية و(غير الأساسية). بعد يومين فقط من قرار مجلس الوزراء، قامت وزارة المالية عبر ذراعها الجمركي (الإدارة العامة للجمارك) بفرض رسوم إضافية على بعض الواردات، منها السيارات المستعملة والأسمنت ومستحضراتِ التجميل والملابس الجاهزةِ واللحوم المُعلبة. قصةُ السيارات المستعمَلة هذه قصة طويلة لا يمكن أن نخوض فيها في هذه المساحة الوجيزة، ولكنَّا نختصرها بأنّ عدد السيارات الواردة عبر ميناء بورتسودان إلى داخل السودان تُقدَّر ب (1000) سيارة يومياً... نعم ألف سيارة في اليوم الواحد، أي بين كتابةِ هذا المقال ومثولهِ أمام القارئ دخلت ألف سيارة إلى البلاد. وإذا كان القرار قد وُضِعَ من أجل ترشيد النقد الأجنبي، فإنّ وقف باب استيراد السيارات المستعمَلة سوف يوفر للحكومة ما تدري ولا تدري من العملات الأجنبية، بإعتبار أنّ بعض الاستيراد يتمُّ بعلمها (وبخطابات اعتماد من مصارفها)، بينما لا تدري عن البعض الآخر شيئاً إلا بعد وُرودهِ إلى الميناء. أمّا زيادة رسوم مستحضرات التجميل هذه فلن نكتب عنها بالحق ولا بالباطل لأنّ أرقام الاستراد غير متوفرة لدينا، كما أنّ هناك (حاجات تانية حامياني) كما يقولُ البروف البوني. قرار ترشيد استيراد السلع غير الكمالية يُعطي انطباعاً بأنّ الحكومة قد شجعت استيراد السلع الأساسية... أو أنّها في الطريق إلى فعل ذلك. وبهذا يظنُّ الظانُّ بأنّ السكر والدقيق والعدس والأرز قد وجدت ترحيباً حكومياً كبيراً لدى مدخل البلاد... الميناء. ولكنَّ الذي حدث ويحدث ياسادة هو أنّ أسعار الدقيق مثلاً قد زادت بصورة تكادُ تُخرجُ لسانها لكلِّ ما تمَّ اتخاذه من قرارات... هازئةً حدَّ الضحك. مطاحن سيقا للغلال قررت أمس الأول زيادة 10 جنيهات على جوال الدقيق، وبقية المطاحن كانت فقط في انتظار من يبدأ الزيادة، ووصل سعر باكتة الدقيق إلى خمسة وعشرين جنيهاً بدلاً من العشرين. أمّا جوالُ الدقيق الفاخر فقد وصل سعرهُ إلى 95 جنيهاً بدلاً من 85 جنيهاً والدقيق العادي إلى 89 جنيهًا بدلاً من 72 جنيهًا، (قبل العيد حدثت زيادة طفيفة تحدث عنها أصحاب المخابز لكنّ المواطنين الصائمين لم ينتبهوا لها حيث زاد جوال الدقيق العادي خمسة جنيهات ليصبح سعره 79 جنيهاً، وانتقل الآن ليصبح 89 جنيهاً). إذن ما فائدة أن تُعلن الحكومةُ حربها على السلع الكماليةِ، في الوقتِ الذي تُعلن فيه الهُدنة مع السلع الأساسية... وهل هناك سلعة أساسية أكثر من الدقيق؟. صحيح أنّ هناك مشكلة (قد) تزدادُ حِدتُها مع مرور الأيام... تبرجت هذه المشكلة بعد أن قررت روسيا عدم فتح باب التصدير لحبوبها بعد الحرائق والنيران التي التهمت قدراً مُقدراً من محصولها. لكنّ إعلان الحرب على السلع الكمالية هو بالضرورة قرارٌ ذو هدفٍ... يسعى لتوفير المزيد من العملات الأجنبية، فما الذي ستفعله الحكومة بهذه العملات الأحنبية... غير تقليل ضنك الحياةِ على مواطنيها؟. ونُنَوِّهُ هُنا بمشكلةٍ أخرى ستؤدي حتماً إلى زيادة أسعار الخبز، وهي الزيادة التي طرأت على أسعار الخميرة. تصوروا... حتى الخميرة أعرضت وأعطت قفاها للمواطنين!. التيار