وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طبائع الاستبداد واحدة..اا
نشر في الراكوبة يوم 30 - 09 - 2010


غرس الوطن
طبائع الاستبداد واحدة!
أم سلمة الصادق المهدي
جامعة الجزيرة التي تشرفت بالتخرج منها جامعة متميزة توجهها الاستراتيجي الأساس نحو تنمية المجتمع، اهتمت بتدريس طلابها الجوانب العملية فضلا عن النظرية في كل كلياتها التي كانت على أيامنا أربع كليات هي:« كلية العلوم الزراعية ،كلية الاقتصاد والتنمية الريفية ،كلية العلوم الطبية « حالياً كلية الطب « وكلية العلوم والتكنولوجيا « حالياً كلية الهندسة والتكنولوجيا « . وقد أثبت منهجها جدواه اذ نجد أن خريجي الجزيرة مطلوبون في سوق العمل لتميزهم :وفي ذلك الاطار التدريبي الذي توليه الجامعة الاهتمام الأقصى كانت رحلة الدفعة الثالثة -دفعتي- تخصص الانتاج الحيواني بقيادة د. عبدالفتاح يوسف عضو هيئة التدريس بكلية الزراعة تخصص الانتاج الحيواني الى مشاريع زراعية مختارة لأنماط انتاجية مختلفة. وقد كان ضمن تلك الرحلة الخاصة بالتخصص زيارة الى وزارة الثروة الحيوانية. كان ذلك في الربع الأول من الثمانينات من القرن الماضي تزامنا مع الأخبار التي رشحت عن المجاعة في السودان ونفوق الحيوانات بسببها. كان النظام المايوي حينها متسلطا على الرقاب «كعهدنا به وبكل نظام شمولي» ومتحكما في أجهزة الاعلام منعا لأي حديث عن أن هناك مجاعة وقد ابتدعوا عبارة الفجوة الغذائية و كان يخدمهم آنذاك أن العالم لم يكن بعد قد صار قرية واحدة بسبب ثورة الاتصالات، فبينما كان العالم يتحدث عن الجفاف والجوع الذي ضرب بلاد السودان وأزهق الأرواح وشرد الأسر و شهدنا في الخرطوم معسكرات المويلح وغيرها من مراكز للنازحين الذين طردهم الجوع والفقر فنزحوا الى الخرطوم بالآلاف يبتغون الغوث كان اعلام الوطن يحاول «الغتغتة» وتكميم الأفواه واستخدام العبارات المخففة .
في تلك الزيارة الميدانية المذكورة أعلاه استقبلنا السيد وكيل وزارة الانتاج الحيواني في مكتبه بمباني الوزارة ودهشنا حينها للطريقة البعيدة عن الخيال التي تم بها تأثيث المكتب من أول وهلة . وما زلت أذكره كما أشاهد فيلما أمامي فقد كان لون المكتب بنيا داكنا: ستائره وأثاثه وفرش الأرضية كلها بنية داكنة مما يخنق الزائر بقلة الضوء ويهيئه لغياب الشفافية: حدثنا السيد الوكيل -الذي غاب عني اسمه- حديثا طويلا عن سياسات وزارته وطموحاتها وذلك النوع من الكلام «البلاش» الذي لا يتحرى صدقا ولا يخشى محاسبة. بعد التنوير الذي تفضل به أتيحت لنا فرصة للاستفسار فسأل أحدنا عن مدى صحة الأخبار التي تفيد بأن حيوانات قد نفقت....فأدهشنا السيد الوكيل بمقاطعة السائل بدفاع محموم عن النظام ألحقه بقوله: «من يقول ان البهائم ماتت ان شالله يموت هو»!
مناسبة ايراد الحديث السابق هو ما خطر ببالي ساعة قرأت تصريحا للخضر «السيد والي الخرطوم» عند لقائه مع رؤساء تحرير الصحف وقادة الاعلام يوم السبت 25 سبتمبر وقد ورد الخبر في الصحافة في يوم الأحد 26 سبتمبر و تم التنوير من الخضر وطاقمه بأن ليس هناك ما يرقى الى مستوى اثارة الانزعاج بالنسبة للظواهر الاجتماعية السالبة وحالة الأمن كما أفاد، ثم سئل التعليق على ما ورد في خطبة الامام الصادق المهدي في يوم الجمعة الماضية «عن انهيار غير مسبوق في الأخلاق»... فما كان من الوالي مثل مسؤول الثروة الحيوانية الذي ذكرت أعلاه الا الاندفاع في تأكيد أن الظواهر الاجتماعية السالبة محدودة وغير خطيرة وأكد هو ومعه وزير الارشاد والأوقاف عثمان بشير الكباشي أن المشروع الحضاري ما يزال بخير بدليل أن المساجد التي شهدت التهجد في رمضان الماضي 700 مسجد أكثر من يؤمها الشباب كما لم ينس الوالي أن يتساءل «كم من كانوا يصلون على عهد الصادق؟».
لن نرقص على دق دفوف الوالي ونسايره بردود فطيرة بل سنبادر بشكره فعلا على أن لفت نظرنا الى أن الأمر يسترعي النظر ويستحق الدراسة المتأنية، ولا شك أن المقارنات أحد أنجع السبل لكشف العلل ولا بد من النظر المتقصي في ماهية العلاقة بين مظاهر الدين القشرية والأخلاق الحقة وهل سترد عنا هذه المساجد- التي عمرها الانقاذيون كما يقول الخضر- غضب الله؟ اذ نقصد المساجد والقلوب خالية من الورع تركن الى الدنيا وتهمل أوامر الدين ونواهيه !
ولكن الذي اتضح لمراقبين منذ أمد بعيد على عكس قول الوالي وحاشيته أن المشروع الحضاري ليس بخير فها هو السيد مزمل سليمان غندور يشهد منذ التسعينات بأن الخرطوم لم تشهد انهيارا ولا تهتكا أخلاقيا كالذي رآه في دولة المشروع الحضاري وقد كان ذلك قبل نيفاشا «التي يعتقدون أنها قد اضطرتهم لتنازلات» ساعة احكامهم السيطرة تماما على كل مفاصل الدولة وقد صار يعدد شواهده على الانحلال الأخلاقي حتى من أنواع قصات فساتين البنات التي سميت احداها «الشريعة طرشقت» أو تلك التي سموها «فصل الدين عن الدولة» وغيرها مما يعرفه الترزية وأصحاب الموضات.
فمن يبلغ والي الخرطوم وطاقمه أن راعي الضأن في خلاه يعلم أن المشروع الحضاري مزق بأيدي كاتبيه قبل الآخرين وأنه حتى لم يعد حبرا على ورق و ان ناسه أنفسهم هم أول من شهد بانهياره على أعمدته وعلى رؤوسهم ، وهي شهادات في المتناول اذ أنها أطلقت في الهواء الطلق فتلقاها القاصي والداني فمن سوء طالع المنقذين أن ثورة الاتصالات تفعل عجبا اذ تأتيك بالخبر مثل -هدهد سليمان قبل أن يرتد اليك طرفك : تلك الشهادات منها ما شهد به عراب الانقاذ نفسه عند المفاصلة بأن الفساد في صفوف «الأطهار» فاق ال90%، وشهد المحبوب عبد السلام في كتابه دائرة الضوء وخيوط الظلام بالفساد والغش والتزوير المستشري في صفوف الأطهار والكتاب ممنوع من التداول بيعا وشراء في السودان، ولكنه مبذول على الشبكة العنكبوتية كاملا ، وشهد قبله يس عمر الامام في لقاء صحفي بأنه يخجل بأن يدعو للاسلام في المسجد القريب من داره عندما سئل أن يقارن بين حماس والحركة الاسلامية فأجاب قائلا: « اعتقد أن تجربة «حماس» أحسن لأنها دخلت السلطة وخرجت منها وهى نظيفة ومتماسكة ولديها مد شعبي والحركة الإسلامية دخلت السلطة وخرجت مضعضعة وفيها فساد شديد وفيها ظلم وأدت مفاهيم معاكسة للقيم التى تحملها للناس، وزارني بعض الأخوان بالمنزل وكان من ضمنهم حسن الترابي وقلت لهم بأنني أخجل أن أحدث الناس عن الإسلام فى المسجد الذى يجاورني بسبب الظلم والفساد الذى أراه وقلت لهم بأننى لا أستطيع أن أقول لأحفادي انضموا للأخوان المسلمين لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم «فلذلك الواحد بيخجل يدعو زول للإسلام فى السودان، أنا غايتو بخجل«يس عمر الامام من لقاء ألوان»12 اغسطس 2007. بورك في الشيخ يس فمن يخبر الآخرين بأن:اذا لم تستح فافعل«وقل» ما تشاء؟
وشهد المراجعون أمثال د.عبد الوهاب الأفندي ود. الطيب زين العابدين وغيرهم كثر و ما تلك الأسماء المذكورة و شهاداتها الا غيض من فيض : بأن ما انتهت اليه الانقاذ شهد تراجعا ينبغي الرجوع عنه ولكن ما من مجيب.
وفي صحافة الثلاثاء القريبة 28 سبتمبرأفادتنا الصحفية المتميزة صباح أحمد في تقرير شيق عن المشروع الحضاري ومبارزة بين القادحين والمادحين على الهواء الطلق أوردت فيها افادات للسيد ياسر عثمان جاد الله أمير حركة الاخوان المسلمين بأن المشروع الحضاري غلب فيه الشعار على التطبيق وهدفه كان خداع منسوبي الحركة الاسلامية بأنهم ماضون في تطبيق الشريعة وخداع العالم بأن المشروع وجه مقبول للنظام العالمي الجديد وفي رأيه-أستاذ ياسر أن «تلك اللعبة المزدوجة» تلخص ما هية المشروع الحضاري ويعتبر ان الظواهر الاجتماعية السالبة هي مولود شرعي للمشروع الحضاري! الله أكبر ولله الحمد.
وأرقام المراجع العام المنشورة في الصحف على مدى العشرينية وحدها تغنيك عن شهادات أهل الدار من الحركيين الاسلاميين دون لبس! وكل يوم تحّمل الصحف السيارة- وهي ليست صحفا للمعارضة- بأخبار الفساد والقتل العمد الذي على عكس ما أخبرنا به الخضر صار ظاهرة تستحق الوقوف عندها وبحثها لمعرفة ماذا أصاب نسيجنا الاجتماعي؟ ولو كان الخضر وأمثاله من الحكام مثل الفاروق عمر لكان عيشهم حراما ومستحيلا ما دام الوطن الذي يسوسون بمثل هذا التردي، فقد صار القتل بين أقارب من الدرجة الأولى وبين طلاب الجامعات بل حتى طلاب الأساس يعالجون نزاعاتهم بزهق الروح ،أما ما ذكره السيد الوالي من أن الانحرافات ليست بدرجة الازعاج فما ذلك الا عمى في الألوان يرى الأحمر أخضر والا كيف لا يسمع المسؤول الأول عن أحوال ناس الخرطوم، بأن دفتر يوميات الشرطة في العاصمة يحمل أرقاما مخيفة لأعداد أطفال السفاح وتجد صورا معلقة على مكتب السيد مدير المايقوما للقطاء وقد تهجمت عليهم كلاب بنهش الرأس وأجزاء أخرى من الجسد الملقى على قارعة الطريق مما يقتلك حزنا وأسى وأن تجد طفلا لقيطا خارج أسوار منزلك وأنت من الآمنين لم يعد من رابعة المستحيلات في دولة المشروع الحضاري مثلما مر به بروفسور عبد الملك عبدالرحمن نصر الشهر الماضي عندما كان عائدا لمنزله في الرياض بعد تمرين الرياضة الصباحي بعد صلاة الفجر فاذا به يلحظ أن هناك شيئا ملفوفا بجانب سور المنزل وعندما اقترب لدهشته التي عقدت لسانه وجد طفلا آدميا حديث الولادة فما كان منه بعد أن ذهب عنه الروع الا أن أخذ الطفل لابنته الدكتورة هدى التي أطعمته وألبسته ثم أبلغوا البوليس وأخذوه لجهة الاختصاص.وفي السياق ما أفادتني به السيدة رشيدة ابراهيم عبد الكريم -بنت خالتي التي تولت وزارة الرعاية الاجتماعية ابان عهد الصادق في الديمقراطية الثالثة عندما رويت لها عن ما قاله الوالي فأفادتني بأنها كانت قد زارت المايقوما في عهد وزارتها ولم يكن عدد الأطفال بها يزيد عن الرقم 15 وقت الزيارة وعلى مدى الزمن حتى وقت زيارتها عام 88 بما رأته مسجلا في دفتر المستضافين أما الآن فأعداد أطفال المايقوما تزيد عن سعة الدار وفيه ما يربو على 200 طفل ليس لأن هذا هو العدد الموجود للأطفال اللقطاء فهو يزيد على 1000 لقيط في العام في العاصمة وحدها حسب احصاءات موثوقة ولكن لأن الدار لا تتسع لأكثر .
وفي صحافة الأثنين «بعد مؤتمر الوالي مباشرة» يوم 27 سبتمبر 2010 أعلن رئيس القضاء السيد جلال الدين محمد عثمان بعد لقائه رئيس الجمهورية ازدياد عدد القضايا مقارنة بالأعوام السابقة وفي تقريره تدني لعقود الزواج وتزايد حالات الطلاق. بل جاء في صحافة الثلاثاء 28 سبتمبر على صفحتها الأولى أنه تمت محاولة نهب مسلح بشارع عبيد ختم ! فماذا بقي من المزعجات التي ترقى لتنبيه السيد الوالي وتنجح في اقلاق بال سعادته- أم على قلوب أقفالها؟
ولكن لكي لا نظلم الخضر وطاقمه ونحملهم وزر سنة سيئة -استنها غيرهم و تذهب لادعاء أن الانقاذ وجدت السودانيين بلا دين وبلا خلق وبلا شيء حتى هلّ هلالها فملأت الأرض عدلا كما ملئت جورا فالتاريخ ما كتبته الانقاذ والقول ما قالت الانقاذ وقد جُب ما قبلها وصار نسيا منسيا، نذكر أن هؤلاء النفر قد سبقهم سابقون وسيلحق بهم آخرون لا محالة لأن العطب في النهج والمنهج الأساس وليس في الشخوص فقط. من هؤلاء السابقين عاقل الانقاذ نفسه د. مصطفى عثمان الذي صرح جهارا نهارا بأن الانقاذ حينما أتت في 89 وجدت شحاتين يقفون في صفوف الرغيف وغيره من مقاصد التموين في تصريح لمؤتمر صحفي في 16/3 /2009 كان خارج الوطن نقلته الشرق الأوسط وهذا تحديدا ما يثير العجب والغيظ معا فحتى ان افترضنا صحة ما ذهب اليه مصطفى عثمان يحيرنا هذا المسلك من مسؤول يفترض به الحرص على سمعة شعبه ومكانته بين الأمم وهو حاكمهم و لكن بدلا من الستر يفضحهم لكل العالم ! تلقف التصريح «المصطفوي» سودانيو المنافي في أركان الدنيا الأربعة بالشجب والاستنكار«بلا تقصير ودون هوادة»، ذلك أن واقعهم ينبئهم بأن وجودهم في القبل الأربعة رميا بأثقالهم ومشاكلهم على دول العالم تطفلا على حكوماتها وتعيشا على مال مساعداتها الاجتماعية منذ النصف الأخير لعام 1989 انما كان بسبب دولة المشروع الحضاري ذاتها فكيف راق لابن الانقاذ وتأتى له أن يقلب النتيجة سببا ؟ وهل كرامة الانسان في أن يكون في بلده مع المعاناة ولكن الرأس مرفوعة واليد عليا أم ما نجد أنفسنا فيه اليوم من ذل ومسغبة وشتات ويد سفلى في كل مكان ولكل من هب ودب ؟!.حسبنا الله ونعم الوكيل .
ولكننا نعجب لتلك الدال ،تسبق بعض الأسماء دون أن تسبغ على أقوال أصحابها أي ظلال من المنهجية. فلا يمكن أن يحدثك انسان مهما تشككت في نواياه بحديث مثل ما قاله الصادق يذكر أرقاما مخيفة واحصائيات تجعل ذات حمل تضع حملها وتذهل مرضعة عن ولدها، فتحدثه بأن المساجد عامرة بالرواد وتورد ذلك دليلا على أنه كله تمام! وكما قالت السيدة رشيدة تعليقا على تلك الجزئية :لم نسمع في عهد الصادق برواد المساجد يغتصبون الأطفال في اشارة للطفل الذي أغتصب في داخل مسجد في مايو حي النصر قبل 3 أشهر فقط بواسطة متردد ذي علاقة بالمسجد!
و ديننا يوضح لنا أن الصلاة هي :التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وذلك بقوله تعالى «ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر»آية 45 العنكبوت . فان لم تفعل فهي لا تعدو أن تكون تمارين رياضية لا أغوار روحية لها.بل رياء ونفاق.
وأن مجرد ارتياد المساجد دون تغيير في سلوك المرتادين لا يصلح للاستشهاد على صلاح الحال بل يجد بعض علماء الاجتماع أن ظواهر مثل الاحتماء بالمساجد يمكن تفسيرها كهروب من الواقع التعيس الذي تحمل وزره دولة الانقاذ دون شك وأن تلك الظاهرة مثلها مثل المخدرات ومعاقرة الخمر لا تعدو أن تكون هروبا اذ لا أثر لها في السلوك .ثم ان ارتياد المساجد ليس غاية في حد ذاته بل هو وسيلة لتهذيب السلوك وتقويم العباد فان لم يفعل فلا فرق عندي بينه وبين القعود عن ارتيادها. بل ان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، زجر رجلاً بقي في المسجد وقد انطلق الناس إلى أعمالهم التنموية المختلفة قائلاً: «قم لا تمت علينا ديننا أماتك الله».فاذن حتى التدين السلبي منهي عنه دعك عن التدليس باسم الدين.
وفي أحيان أخرى يكون الشر الظاهر أفضل. لامكانية تصنيفه شرا ثم تجنبه وعزله بينما لا تستطيع ابعاد ثعلبا في ثياب الواعظين بذات السهولة فتنخدع بأن شخصا يرتاد المساجد تأمنه على طفلك أو عرضك فيغتصبه ويخنك !
ويقول رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» ، في من يكثرون العبادة ويخلطون على العباد:»يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية «.صدق رسول الله.
فاذن لا يخرج أحدنا- دع عنك مثل الامام الصادق المهدي ناصحا الحكام فيرفع حكامنا المصاحف على أسنة الرماح قائلين في عهدنا تهجد في رمضان 700 مسجد ! فذلك حق أريد به باطل كما قال الكرار في يوم صفين .
وعلى كل لا يستطيع والي الخرطوم ومعه كل حكومته أو يزيدون المزايدة على الامام الصادق في الدين والوطنية وعن ذلك تنبيك الصحائف بلا فخر ولا عجب .
وسلمتم
الصحافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.