حديث المدينة والكبير .. كبير.. !! عثمان ميرغني أُصدقكم القول.. وبكل أسف أن آخر ما وصلت إليه من تدهور فنّي - أنا شخصياً كاتب هذ السطور - هو أن أغنيتي المفضلة صارت (والكبير.. كبير).. والتي يقول مطلعها : والكبير كبير يا حبيبى وأنا عيبي مش هنسى يومها انك طلّعت عيني ولعلمك أنا مش هموت عليك أنا عندي خمسه سته يضايقوا فيك يشفوهم جنبي يقولوا راحت عليك ما خلاص راحت علييييييييييييييييييييييييك كنت أبدأ صباحي في السيارة بإدارة المؤشر على إذاعة البي بي سي العربية.. تزودني بآخر مستجدات الأوضاع في كل أنحاء العالم.. وتحليلات متقنة تحاول أن تستكشف فيها خبايا الأحداث.. وعندما أصل إلى مكتبي أكون تناولت جرعة ولا أشبع من الأخبار والتحليلات.. لكن بعد أن أكملت الحكومة بنجاح إغلاق محطة (البي بي سي) العربية في الخرطوم وبقية مدن الشمال.. ثم ألحقت بها إذاعة (مونت كارلو) لم يبق لنا إلاّ راديو (سوا) .. لكن المشكلة أن (سوا) تُغني ثلاث ساعات ثم تقدم نشرة أخبار لمدة ثلاث دقائق.. فلم يعد بإمكاني – في انتظار الثلاث دقائق كل ثلاث ساعات – سوى أن أسمع آخر ما أنتجه نانسي عجرم وعمرو مصطفى صاحب الأغنية التي ذكرتها لكم في مطلع هذه السطور.. على ماذا تراهن الحكومة في قرار إغلاق الإذاعة الرصينة (بي بي سي) والإبقاء فقط على إذاعات (سطوحي فوق الشجرة).. إذا كانت الحكومة تخشى من تأثير هذه الإذاعات على الرسالة الإعلامية التي تود بثها للرأي العام.. لماذا لا تنافس الحكومة في تقديم الرسالة الإعلامية المؤثرة القوية.. إذا كانت الحكومة تدرك أن إعلامها الرسمي مُكبل ومُقيد بصورة لا تجعله يقنع نملة.. فلماذا لا تفك أسره وتقوّي ضميره وتطلب منه أن يمارس الإعلام بكل مهنية ودقة لإقناع الرأي العام؟. التعويل على (الجهل) .. جهل الناس.. ليس حكيماً.. كما أنه مُجرّب.. جربته دول كثيرة وكانت النهاية واحدة.. انهيار حائط الجهل مهما كان قوياً ومُحصناً بالأسمنت والتسليح.. ألا تلاحظون أن الأثير السوداني لم يعد فيه سوى إما محطات إعلامية رسمية.. أو بعض الإذاعات (الأجنبية) الخاصة التي تمارس سطحية في البرامج والأغاني والفكرة.. محطات إذاعية أجنبية تحرق الوجدان السوداني وتستبدله بوجدان غريب.. على مدار الساعة تبث أسخف الأغاني العربية وأعجب منها أغاني باللغة الإنجليزية أراهن أن أحداً لا يراقب كلماتها .. أمس عصراً سمعت في إحدى هذه الإذاعات أغنية باللغة الإنجليزية غاية في الإباحية .. كلماتها مُمعنة في الفجور والرذيلة.. وأنا على يقين أنه ليس هناك من يراقبها أو حتى يهتم بما تحدثه في السامعين من جمهورها السوداني.. على كل حال البركة في فناني المُفضل الجديد (عمرو مصطفى) : يا ما شفت خير على إيدي ويا سيدي هنقول إيه قصر وفر كلامك بالسلامه خدت يومينك بينى وبينك أنا ممكن بكره اعرفك مقامك والكبير كبير..!! وهذه تكملة الأغنية التي بدأت لكم بها العمود.. التيار