معاناة المواطنين مع جمارك العفش الشخصي    تفاصيل جديدة حول جريمة الحتانة.. رصاص الكلاشنكوف ينهي حياة مسافر إلى بورتسودان    الحكومة السودانية تقرر تمديد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد 3 أشهر    روضة الحاج: ستلعنُكم هذه الأرضُ أحجارُها وستلعنُكُم كلُّ أشجارِها وستلعنُكُم كلُّ أثمارِها    جبل مرة.. انزلاق أرضي يثير جدلاً حول حصيلة الضحايا    قوات الطوف المشترك محلية الخرطوم تداهم بور الجريمة بدوائر الاختصاص وتزيل المساكن العشوائية    الهلال بين مطرقة القوانين وسندان البطولات    وزير الصحة يشارك في افتتاح مكتب لمنظمة الصحة بالخرطوم    رئيس مجلس السيادة القائد العام وأعضاء مجلس السيادة ينعون ضحايا كارثة الانزلاق الأرضي بجبل مرة    الطاهر ساتي يكتب: انزلاق آخر ..!!    وزير الطاقة السوداني يطلق وعدا    رئيس الوزراء يجري اتصالاً مع عبد الواحد نور لمعالجة أزمة "ترسين"    لماذا أوقفت شرطة برشلونة أعمال البناء في كامب نو؟    ترامب استمرار حرب غزة يضر بصورة اسرئيل    على أعتاب ثروة غير مسبوقة.. إثيوبيا تراهن على سد النهضة    نادي النيل الدامر يدعم صفوفه بالثنائي فوزي والخليل    لجنة تسيير هيئة البراعم والناشئين بمحلية الدامر تسجل زيارة رسمية لرئيس اتحاد الهيئة بولاية نهر النيل    رئيس الوزراء يشيد بدور المعلمين المحوري في نهضة الدول    اللجنة الولائية للاستنفار والمقاومة الشعبية كادقلي تقدم دعمها الطبي للشرطة    نيمار يُكذب أنشيلوتي: لست مصابا    نادي الهلال السوداني يتلقى خطاباً جديدًا    شاهد بالفيديو.. المطرب شريف الفحيل يواصل هجومه على الفنان جمال فرفور: (أب صلعة تسبب لي في الأذى واجتهد لإستبعادي وحاول خداعي وأخذ أغنية مني في برنامج أغاني وأغاني)    الكيزان في سلام الإستهبال والتناقض    شاهد بالفيديو.. السلطانة هدى عربي تشعل حفل غنائي في القاهرة بوصلة رقص مثيرة    شاهد بالفيديو.. إعلام المليشيا قال أنه كان في إجازة.. "بعاتي" جديد بالدعم السريع.. ظهور القائد الميداني "جلحة" بعد اغتياله تعرف على الحقيقة كاملة    أمريكا توقف منح التأشيرات لجميع حاملي جوازات السفر الفلسطينية    برشلونة يتعثر أمام رايو فايكانو.. و"أزمة الفار" تثير الجدل    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    اتهم أبناء قبيلتين داخل الدعم السريع بالتواطؤ مع "الكيزان".. شاهد الفيديو الذي بسببه تم الاعتداء على القائد الميداني للمليشيا "يأجوج ومأجوج" واعتقاله    عودة المحكمة الدستورية قرار صائب وإن جاء متأخراً    ساعات حاسمة ..أرتال عسكرية تتحرك نحو طرابلس    رئيس الوزراء: نهضة مشروع الجزيرة من أولويات حكومة الأمل    وزير الثروة الحيوانية: انطلاقة الخطة الاستراتيجية من نهر النيل بإنشاء مدينة للإنتاج الحيواني    من صدمات يوم القيامة    حسين خوجلي يكتب: الأمة الشاهدة بين أشواق شوقي وأشواك نتنياهو    رئيس الوزراء السوداني في الجزيرة    الجنيه السوداني ورحلة الهبوط القياسي    "وجيدة".. حين يتحول الغناء إلى لوحة تشكيلية    فعاليات «مسرح البنات» في كمبالا حنين إلى الوطن ودعوة إلى السلام    قال لي هل تحكي قليلا من العربية؟    اجتماع مهم بين بنك السودان المركزي والشركة السودانية للموارد المعدنية حول عائدات الذهب ودعم الاقتصاد الوطني    عثمان ميرغني يكتب: شركة كبرى.. سرية..    ما حكم شراء حلوى مولد النبى فى ذكرى المولد الشريف؟    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    انتشال جثث 3 شقيقات سودانيات في البحر المتوسط خلال هجرة غير شرعية    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    اتهام طبيب بتسجيل 4500 فيديو سري لزميلاته في الحمامات    طفلة تكشف شبكة ابتزاز جنسي يقودها متهم بعد إيهام الضحايا بفرص عمل    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    تطول المسافات لأهل الباطل عينا .. وتتلاشي لأهل ألحق يقينا    بوتين اقترح على ترامب لقاء زيلينسكي في موسكو    الموظف الأممي: قناعٌ على وجه الوطن    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    أخطاء شائعة عند شرب الشاي قد تضر بصحتك    تقرير أممي: «داعش» يُدرب «مسلحين» في السودان لنشرهم بأفريقيا    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبراهه وسيناريو يوم القيامة !ا
نشر في الراكوبة يوم 26 - 11 - 2010


[email protected]
كشر الرئيس الإثيوبي ملس زناوي في اليومين الماضيين عن أنيابه وأدلى بتصريحين خطيرين بينهما ترابط وثيق رغم اختلافهما الشكلي لمن يقرأ بين سطور السياسات الدولية في عهد النظام العالمي الجديد فكلا التصريحان يمسان المشكل السوداني في العظم واللحم الحي احدهما مباشرة والآخر من وراء حجاب.
التصريح الأول عبر فيه عن خشيته من اندلاع حرب وأعمال عنف إذا لم يستطع شريكي الحكم في السودان (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) من حل القضايا الخلافية التي ما تزال عالقة من بنود اتفاقية السلام الشامل والتفرغ لإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير لشعب الجنوب في الميعاد المقدس المضروب وبنجاح وشفافية تضمن له المشروعية والقبول ولو كان ذلك بكسر الرقاب ودون قيامه يرى السيد ملس أن المسرح السياسي السوداني موعود (بسيناريو يوم القيامة) الرهيب وفي هذه الحالة هو لا يضمن وقوف جيش بلاده على الحياد فمع من من أطراف الصراع السياسي الدائر في السودان سوف يقف جيش السيد ملس زيناوي أذا ما تدهورت الأمور ؟ ؟
هذا ما وضحه سيادته في التصريح الثاني و الأخطر الذي وجهه مباشرة للدولة المعنية أكثر بما يدور في السودان وهي مصر باعتبارها أكثر دول الجوار تأثرا بعملية انفصال الجنوب وقيام دولة جديدة على مجرى النيل وما سوف يؤدى ويقود إليه من تعقيدات في الملف الذي بات مفتوح على صفيح ساخن وهو ملف اتفاقية 1929م لتقاسم مياه النيل بين دول حوضه والذي تنادى أغلبية الدول المطلة عليه وعلى رأسهم إثيوبيا بتعديل بنودها وإعادة توزيع النسب ونصيب كل دولة مع مراعاة ما حدث من تطورات في نمو كل منها منذ ذاك التاريخ لقد قال السيد زيناوي في تصريحه الموجه للقيادة المصرية (أنها لن تستطع الانتصار على دولته عسكريا في حالة اندلاع حرب بينهما بسبب مياه النيل !!) إذا هو يحذر مسبقا أكبر دولة عربية في المنطقة من أن تحاول اللعب بذيلها أو التدخل في الأحداث الجاري الإعداد لها في المنطقة وعلى رأسها بالطبع ما يجري في السودان فهل يا ترى هذان التصريحان يعبران عن وجهة نظر الرئيس ملس ؟؟ أم أن له فيهما فقط أجر التصريح والإعلان ؟!! تنفيذا للأوامر العليا التي صرفت له من قبل الإدارة الأمريكية بإيعاز من الكيان الصهيوني والدور المعد له سلفا ليلعبه ضمن بيادق لعبة الشطرنج ومسرح العرائس العالمي ؟!!
إن القراءة الصحيحة لهذين التصريحين تكشف عن إن النظام العالمي الجديد قد أكمل استعداده لمعالجة الحالة السودانية واعده العدة لاستيلاد دويلة الجنوب من رحم الغيب ولو قيصريا فليس المهم أن يكون المولود (خديج) مشوه غير مكتمل النمو بل المهم أن يرى النور ولو أدى ذلك لموت الأم فمن الواضح إن أمريكا قد أكملت صياغة كافة السيناريوهات المتوقعة ووضعت المعالجات اللازمة لإنجاب طفل الأنابيب بطرف الوادي الجنوبي في التاريخ المقدس الممنوع من التأجيل أو التعديل وجهزت الحاضنة الاصطناعية لضمان استمرار (الخديج) في الحياة مهما كان الثمن تنفيذ للمشروع الصهيوني الرامي لتفتيت دول المنطقة الكبرى والتحكم في ثروتها إيذانا بعصر سيادة الدولة اليهودية المطلق على المنطقة وربما لانجاز مشروع إسرائيل الكبرى من الفرات الذي دمر للنيل الجاري العمل على سلبه.
فحدة تصريحات الرئيس الإثيوبي التي أدهشت القيادة المصرية وأثارت استغراب الرئيس حسني مبارك تدل على أن أمريكا قد أطلعت كافة دول الجوار الحليفة لها على موقفها من قضية الصراع في السودان ووزعت الأدوار عليها حسب السيناريوهات التي أعدتها لاستقبال طفل الأنابيب الجنوبي بل واطمأنت على أن كل دولة من تلك الدول قد حفظت عن ظهر قلب الدور المناط بها القيام به إلى حين الانتهاء من تنفيذ المهمة المقدسة بسماع صرخة المولود الجديد في التاسع من يناير القادم وتعميده في نهر النيل العظيم واكل عقيقته بذبح مراح المسيرية وكافة القبائل العربية عن بكرة أبيها احتفالا بمقدمه الميمون الذي يعتبر أحد بشارات نزول السيد المسيح للأرض ليملأها عدلا بعدما ملئت جورا وظلما حسب معتقد المحافظون الجدد.
ما كان لزعيم الأحباش أن يتجرأ ويتفوه بتلك التصريحات ويتناسى (السودانافوبيا) الراسخة في عقل ووجدان الأحباش منذ عهد مليكهم (منليك) والتي لا ترى تغير يحدث في حكم بلادهم إلا وكان للسودان يدا فيه !! يوم كان السودان سودان وكان لجيشه المهاب صولات وجولات وهذا زمان للأسف قد مضي وانقضى منذ أن حلت (لعنة سماسرة الدين) على الوطن وأصابته بشرها.
لقد لمس زعيم الأحباش ورأى بأم عينه ما بتنا فيه من ضعف وهوان (فحلايب) غدت بيد الفرعون وكينيا المسالمة المروضة أثارتها رائحة الدم وأشلاء الوطن فاحتلت مثلث حدودي من أرض السودان وقوات (ابراهه) الحبشي (تبرطع) داخل حدودنا وتستقطع أخصب أراضينا في (الفشقة) ليزرعها الأحباش في حين يفترش نساء وحرائر دارفور الأرض ويلتحفون السماء بوادي غير ذي زرع ينهشهم الجوع والمرض والضواري الحيوانية والبشرية بينما يمارس المتأسلمة الجدد الرقص والعرض فوق الجثث والأجساد المنهكة ويدنسون الأسماع بخزعبلات مشروعهم (ألاحتقاري) .
إن السؤال المحير الذي غض مضجعي وأرق منامي هل يا ترى من بعد كل هذا الذل الذي أمسى الوطن يرفل فيه ما زال المتأسلمة الجدد (بدبابيهم) ومفكريهم يرددون ولو سرا تلك الأهازيج الجهادية التي شنفوا بها أذاننا وخدعونا وهم (يتمكنون) (أمريكا روسيا قد دنا عذابها وعلى إن لاقيتها ضرابها) أو
(فلترق منا الدماء أو ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء) ؟؟!!
أم تراهم قد تابوا وأنابوا لقصورهم التي يتطاولون في بنيانها من بعد عوز وللقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والدنانير التي اكتنزوها من قوت المساكين؟!! وهل يا ترى ما يزال البعض منهم يصدق ويصر على أنها (لله لا لسلطة ولا لجاه) ألا خيبة الله على المنافقين ومن شايعهم إلى يوم الدين.
تيسير حسن إدريس 26/11/2010م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.