بإيقاع يمزج الموسيقى السودانية بالأنغام العالمية، اصطحب العرض المسرحي «مشتاقين كتير» جمهوره في رحلة عبر الحرب والمنفى وما يخلّفه الفقد من ندوب. على خشبة المسرح في العاصمة الأوغندية كمبالا تعاقبت لوحات رمزية: أصوات تستحضر البارود والدخان، فتيات يروين الحرائق والخوف، ورقصات لعريس وعروس على أنغام مصرية وغربية وسودانية. ثم تتسع الحكاية لتضم تجارب من السعودية وأوغندا، حيث تصاعد الغناء والإنشاد حتى اتخذت المشاهد طابعاً صوفياً يفيض بالتنوع. في إحدى ليالي كمبالا، انفتح المسرح على صوت "نشيد العلم السوداني" وسط حضور غفير من السودانيين والسودانيات الذين ملأهم الشوق لبلادهم. تعالت أصوات أغنية "أنا مشتاق" تلتها "العديل والزين" فيما دوت الزغاريد في القاعة، وتزينت الخشبة بمشاهد "شنطة الشيلة" والزي السوداني التقليدي كأنها صورة تختصر تنوع البلاد هكذا كانت افتتاحية العرض. حمل العرض عنوان "مشتاقين كتير"، وكان بمثابة مساحة للحنين والبوح بالنسبة للحضور كان أكثر من مجرد مسرح كان لمة صغيرة استعادوا فيها الوطن المفقود بسبب حرب الجنرالات المستمرة.