[email protected] بقدر ما يخيفني تردي الموقف الدائر الآن في كل أنحاء السودان يغيظني بحق التصريحات المتبادلة من شخصيات قيادية وأخري أهلية . في بعضها كانت لا إنسانية ولم تكن تحمل لباقة في التعبير ، بل كانت تزيد من اشتعال النار بين كل الأطراف ولا تنذر إلا بدماء . وتخيلت قول كتاباً درسته إلزاماً للحصول علي درجتي وهو ل(صن تزو) فيلسوف فن الحرب The Art of War . وفيه يأتي المقطع : ميدان الحرب ليس به أحياء وإنما رجال موتي ينتظرون القتل . كلما أقرأ تصريحاً لأحد المسئولين أتعوذ بالله وأقول ربنا يجعله خيراً . كل طرف يحاول أن يبدي سلطانه وهيمنته ولا يوجد أبلغ تعبير عن ذلك إلا ما قاله رئيس مجلس سلاطين ووحدة قبائل جنوب السودان ، السلطان دينق مشام . وقد أبدي استغرابه من تحويل مجلس الوحدة والسلام إلى مجلس سلاطين . لماذا؟؟ لأن ذلك أدى إلى فشلهم في إقناع المواطنين الجنوبيين بالخروج للتسجيل . وقال أن هذا تجاوزاً وعبّر عن رفض السلاطين له . وأشار إلى أن المواطنين الذين تم تسجيلهم ليسوا جنوبيين وإنما من قبائل التماس ولا يحق لهم التصويت في الاستفتاء القادم . هل يمكن أن نحس بروح القبلية أكثر من ذلك ؟؟؟؟ بالقطع لا . وقال مشام إنه إذا وصله مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع أو أي قيادي بالمؤتمر الوطني يمكن أن يتفاهم معه في موضوع الوحدة . إذا كان هذا صحيحاً فليذهب نافع إليه وليذهب الجميع بدلاً عن ما يمكن أن ينتظر البلاد من أضرار لا ولن تنتهي إلا بتفتتها بالكامل . وحين وصف الحكومة بعدم الحرص على الوحدة قال إن قادة المؤتمر الوطني لم يطرقوا باب مجلس السلاطين . وأكد أن للسلاطين قدرة إقناع الجنوبيين بالوحدة في (5) أيام لو كانت هنالك إرادة من الحكومة السودانية في الشمال . وأضاف أن مسئولي المؤتمر الوطني يدفعون مبالغ مالية كبيرة لمن يأتي لهم بجنوبي للتسجيل . ورغم شكي في أن هذا حقيقة فإني أدعو المسئولين : يا أخواننا المسئولين ، أذهبوا وفتشوا المخرج قبل أن تأكل النار الجميع . وإذا كان هذا حلاً بحق وحقيقة فلا مانع . رضوا علي الجماعة لأن هذا أقل تكلفة . ولكن الكلام ملخبط لأن السلطان نفسه قال أن الحركة الشعبية مخترقة من قبل الشيوعيين وسيخسرون مقاعدهم لو ظلوا ينادوا بالوحدة في هذه الظروف . هل حقيقة أنهم هم الذين يطالبون بالوحدة وإذا كان هذا حقيقي فلماذا تريد إخراجهم من المولد إذا كنت تطلب من الحكومة أن تعطيك مقامك لتثبيت عماد الوحدة ؟؟؟؟ زاد السلطان من حملته حين قال أنه ليس من حق بنات ياسر عرمان التصويت للاستفتاء لأنهن من والد شمالي . وقال إن عرمان جعلي وليس جنوبياً وبإمكانه التصويت في تقرير مصير الجعليين . إذا كان الأمر علي بنات الجعليين فجحا أولي ، أقصد الجعليين أولي ببناتهم وليس هناك حاجة للمعايرة . يا ياسر ، عد إلي وطنك لأن مسألة طردك من الجنوب أو تصفيتك معنويا ونفسياً أو إغتيالك وهي مسألة وقت مع ما يدور في النفوس اليوم . وأولادنا نحن بنقدر نلمهم وما في داعي للإساءة . هذه الأقوال هي مزيداً من الدق بقوة علي طبول الحرب ولا أدري أين ذهبت العقول .