اشتهر الصحّاف العراقي – قبل الاجتياح الأمريكي للعراق – بالبيانات الصحفية الفورية " المنجورة " والتي يزيدها " موية " بالعبارات النارية والمصطلحات التراثية مثل العلوج والذي منها . ولو كان واحد في المية من أخباره المضروبة صحيحاً لكان المأفون صدام حسين الآن حاكماً بأمره في البيت الأبيض، وكان سيصبح الراعي الرسمي للدافوري الذي يدور اليوم بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني . الآن يوجد في بلادنا صحاحيف بالكوم هوايتهم الوقوف أمام الكاميرات واطلاق التصريحات . قال " صحاف سادن “، من باب تطمين التنابلة علي الفلوس الميري ، أن العام القادم سيشهد تصدير خمسين طناً من الذهب. وهمست زوجته في أذن المشاطة بما معناه غويشة لكل سادنة وحلق لناس غادة و"فاطنة" . وقال صحّاف متنقل من حماره إلي وزارة أن الصناعة حققت طفرة ما عادية ، والسكر سيتم تصديره إلى بلاد الواق الواق والأدوية ستنهمر علي الأسواق . ولم يقل لنا بالطبع كم سعر رطل السكر وبكم حبة الدواء وسعر السنتمتر المكعب من الهواء . وقالت صحّافية " بتشديد الحاء " إنّ الفقر في السودان إلي زوال ، وأن المشروع الحضاري في القرى والضهاري قد اكتشف نظرية عالمية مفادها الفصل بين تعريف الفقير والمسكين والما عاجبو يشتري بطيخ على السكين . أما الصحّاف الذي خرج من البيضة يوم 30 يونيو 1989 فقد قال إن البترول قد تم اكتشافه بكوستي ، وأن الحقل الفلاني سينتج 500 برميل في اليوم وعلي أي مواطن في كوستي وضواحيها أن يتدمدم وينوم . وصحّاف آخر لم يشاهد جبل الرجاف أعلن أن انتاج السودان من الذخائر بلغ 40 مليون وحدة . يا للسعادة والهناء فقد صارت لكل مواطن طلقة أو دانة أو قذيفة آر بي جي وزي ما تجي تجي . أحرص أيها المواطن علي أن تنال نصيبك من الذخائر دون تفريط طالما كان انتاج السلاح من أموالك المهدرة . يمكن لبلادنا " المسلحة " أن تصدر السلاح لمناطق التوترات وتشتري بثمنها سراير وملايات أو مبيدات حشرات . آخر التصريحات الفكاهية قالت إنّ السودان قد قاطع قمة فلان و " فرتكان " ولم تقل بسبب المدعي العام أو " الليمان " أو الشيك الطائر الحايم بين مروي وبورتسودان وفي طرفه شمعدان . الميدان