ظهرت ( بشريات ) ميزانية الحكومة بزيادة المعاش الشهري إلي 250 جنيه . وهللت الوزيرة ، وانبسطت الغفيرة وقالوا للمعاشيين كلوا واشربوا مما رزقناكم . أما كيف يأكل ويشرب المعاشيون فلنحسبها هنا علي داير المليم . معاشي ( الله ورقبتو ) ساكن في أوضة واحدة بالايجار في حي نائي بمبلغ 100 جنيه في الشهر يدفع المعاشي 30 جنيه شهرياً قيمة الكهرباء التي تسمي مدعومة ، وهي ملغومة . يدفع أيضاً 16 جنيه في الشهر عبارة عن فاتورة المياه ، كما يدفع 10 جنيه نظير نفاياته الوهمية في الشهر . يحصل علي معاشه بعد أن يركب أربعة مواصلات بقيمة أربعة جنيهات كل أول شهر بعد خصم هذه التكاليف يتبقي له 90 جنيه فقط لاغير بواقع 3 جنيه في اليوم الواحد لكي يبقي حياً يفطر المعاشي بصحن فول درجة رابعة بمبلغ اتنين جنيه ثم كباية شاي بمبلغ جنيه ، ويتغدي ويتعشي ( نيم ) . إذا اشتري حبوب ساكت بمبلغ 3 جنيه فمعني ذلك أنه سيجوع ليوم كامل . ليس من بنود المعاش العلاج أو الحركة بالمواصلات أو المجاملة في الأفراح أو الترفيه أو شراء الصابون أو المعجون أو الاتصال التلفوني . إذا احتاج المعاشي لملابس جديدة عليه الاتصال بأقربائه المغتربين ، ولو كانوا في الصين يحظر علي المعاشيين مجرد النظر لفترينات العرض في البقالات الحديثة حتي لا تصيبهم لوثة ، أما الفواكه والخضروات فهي من المحظورات . ممنوع علي المعاشي أن يمرض فليس هنالك مال من أجل الدواء أو القرض واللالوب علي المعاشي أن يحترس في غرفته البائسة من العقارب والدبايب ، حتي لا يسكن أحمد شرفي في أقرب الأوقات ، وألا يقدم للضيوف أي شربات . كن واثقاً أيها المعاشي من أن أموالك في أيدي ( أمينة ) فالصندوق يشتري الأراضي ويبني العمارات من أجل السكن المريح للسدنة والسادنات . ولا تسأل عن أرباح الاستثمارات التي يدرها المعاش للصندوق فهي مال خبيث حرام عليك وحلال علي غيرك . لا تسمع أصوات المعارضين التي تدعوك للتظاهر والاحتجاج بل ( احتسب ) معاشك وفلوسك أو الحس كوعك ولا تتحسّر علي عرقك وجهدك الذي بذلته في الخدمة المدنية لسنوات طويلة ، فمن سوء حظك أنك لا زلت حياً في عهد السدنة والتنابلة . أما إذا حدث لك مكروه فتأكد أن أهلك سيحصلون علي ( الكفن ) مجّان وقبر سياحي في مدافن ( فرتكان ) الميدان