بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل برلمان حول جثمان عبد اللطيف البوني [email protected] لما كانت الوفاة فجاة اثر حادث في طريق المرور السريع ولما كان المتوفى شابا يافعا في مقتبل العمر يعمل سائقا في البص السريع كان كل الناس منصرفين في بكاء ونحيب الامر الذي جعل حاج جيب الله يثور في وجوه الناس (ياناس حرام عليكم انتو ما بتعرفو الموت النبي تحت التراب ياناس بطلوا العويل وبكاء النسوان دا واستروا ميتكم ) فتحرك عقلاء القوم (ياولد جيب موية البرود ) (يافلان امشي جيب الكفن) ( ياناس حضروا الحنوط) (خلو الاولاد يشيلوا الازم للمقابر) (يانسوان افتحن الطريق خلن الرجال يقوموا بالواجب) حاجة نصرة والدة المتوفى والتي كانت ولدهشة الجميع ثابتة الجنان لم تبكي ولم تتجاوب مع بكاء المعزيات اللائي حاولن الاقتراب منها او الارتماء في حضنها كانت تجلس في طرف السرير الذي يوجد به جثمان ابنها كاشفة راسه وهي تنظر اليه كانه في نومة هادئة ثبات حاجة نصرة اثار الشكوك فبعضهن ظن انها فقدت عقلها وبعضهم قالوا انها لم تستوعب ماحدث وتحتاج لزمن اقترح احدهم ان تصفع صفعة قوية تعيد اليها رشدها ولكنها فاجات الجميع بالقول انها في تمام عقلها وهي على علم بما حدث وان ابنها قد مات وانها صابرة ومحتسبة فاقترب منها حاج جيب الله وقال لها برفق غير معهود فيه (الحمد لله يانصرة ياختي انك صابرة وبخير بس من فضلك قومي من مكانك دا عشان نبرد الجنازة ) (ليه مستجعلين كدا ياحاج جيب الله ؟ ) ردت نصرة (طبعا الميت اكرامه في سترته ونحن عاوزين نستره يانصرة) (ياحاج مش لمن يطلع من هنا ما حايرجع تاني؟ ) (طبعا ماحايرجع تاني ) (طيب ما تخلوه يقعد شوية ساعة ولاساعتين وتاني تشيلوه) (ياحاجة انتي ما نصحية ولاشنو يقعد عشان شنو ؟ دا زول مات . دايراهو يعمل ليك شنو ؟) (انا عارفا ما حا يعمل لي اي حاجة ولا دايراه يعمل حاجة فبارك الله فيهو ماقصر معاى في حياتو حججني وعالجني وبنى لي انا عافية منه وراضية عليه ) (الله يرضى عليك ياحاجة قومي خلينا النشوف شغلنا اظنك انتي اتهجمتي) (لا اتهجمت ولاحاجة بس دايراهو يقعد شوية في البيت دا عشان تاني ما حايرجع ليهو) (استغفري الله ياحاجة انتي ما بتعرفي الموت ولاشنو ؟ هو السابق وانت اللاحقة فمن فضلك بطلي الكلام المانافع دا وقومي خلينا نستر الجنازة) (انا عارفة هو السابق وانا اللاحقة لكن بلحقوا متين ؟ ) (ياحاجة انتي اتلحستي في عقلك ولاشنو ؟ ممكن تلحقيهو بعد نص ساعة وممكن تلحقيه بعد مائة سنة) (اذا حا الحقوا بعد نص ساعة خلينا النسافر سوا واذا حا الحقوا بعد مائة سنة خليها مائة سنة الا ساعة او نص ساعة حتى . شيل الصبر ياحاج شوية وادينا فيهو شوية زمن اضافي ) وجم الجميع وكفت النساء عن الصراخ والعويل وكف الرجال عن النحيب واخذ الجميع يتابع الحوار اعلاه الذي دار بين حاج جيب الله وحاجة نصرة وعندما سكت المتحاورين انقسم الناس منهم من كان مؤيدا لحاج جيب الله بان الحاجة( اتلحست في مخها) ويجب ان تبعد عنوة ليقوم القوم باجراءات ستر الجنازة ولكن الغالبية العظمى كانت ترى بان تعطى حاجة نصرة زمن اضافي لكي تطيل نظرتها الاخيرة لابنها . والحال هكذا خرج حاج جيب الله وهو يضرب كفا بكف قائلا(والله ماحاجة نصرة براها الاتخبلت الناس دي كلها بقت مهبوشة) انتهههههههههههههت تنويه هام ؛-- اي كلام داخل النص على مسولية كاتبه واي تاويل في فضاء النص على مسولية قارئه