نور ونار ثورة الجياع بين الغلاء الفاحش وقلة الفئران م.مهدي ابراهيم أحمد [email protected] وأحد النازلين ضيوفا علي بلاد غربية يحكي قصة نادرة عن شعب ذلك البد بأخلاقه السامية ومصداقيته الرشيدة يحكي أنه قصد المتجر لشراء بعض الضروريات فتفأجأ بوجود سعرين لسلعته المطلوبة ومع أن تاريخ الصلاحية واحد الأ أن المنتج يختلف في السعر والرجل يندهش ويبدي أستغرابه لصاحب المتجر والرجل بطيب خاطر يشرح دواعي الأختلاف في أن الزيادة دعتها متطلبات التجارة وأنهم في أنتظار نفاد كمية القديم ليحل محله المنتج الجديد بسعره وشكله والرجل الضيف يبكي تحسرا علي أنتقال الأخلاق ويكب بوجهه يقبل يد التاجر الأجنبي حبا وأخلاصا ويتحسر علي غياب أخلاق التجارة في واقعنا المعاش . وأحدي مدن البلاد وصل بها الحال مبلغا أن تخرج في مظاهرات دعتها الضرورة لمجابهة الغلاء الفاحش في الاسعار وغلاء الضروريات والمسيرة التي يتدافع لها المواطنين خروجا الي الي الشارع للتعبير العلني والغضب الصريح للواقع الحياتي الذي فرض علي نفوسهم أشياء كانوا قديما يبوحون بها سرا ولكن الجديد هذه المرة كان لايخطر علي بالهم وليس في نياتهم بالخروج الي الشارع . شكوي من الحال ومن طبائع التجار غلاء فاحش في أسعار الضروريات تظهر بوادره عقب كل حدث تحشد له الدولة جهدها وطاقتها رأينا ذلك أيام الأنتخابات والناس ساعتها ذهبت بتحليلها الي تعويض النقص المالي الذي أرهق كاهل الدوله في الأعداد للأنتخابات والترتيب لقيامها والمواطن يقبل علي مضض تلك الزيادات في وقتها لم يخرج الي الشارع ولم يعبر عن رأيه الرافض وأنما أمتثل للأمر الواقع واليوم يتكرر نفس الحال والزيادات الأخيرة لم تشهد الدولة لأرتفاعها مثيلا منذ أعوام قد خلت وسياسة السوق الحر تجعل من المواطن الذي يشد أزاره بالحكومة يرخيه تماما فما عادت النصرة حادثة في ظل عصبة التجار الذين صار السوق رهين أمزجتهم في الأرتفاع والأنخفاض أمام ناظر الحكومة التي لاتملك لبصرها سوي الغض والأنكسار الصريح . سادت ثقافات الأحتكار وغلب طبع الجشع والطمع علي التجار حتي صارت لتلك الطفرات في الغلاء فوائد لهم في مصائب المواطن فالتاجر الذي أشتري السلعة بسعرها العادي صار يبادر لتخزينها عن العيون ولايبيعها للمواطن والسبب أنه يسمع أخبار ا طازجة عن زيادات محتملة ستعتري السوق وتصيبه في ربح وفير وثقافة الجشع تجعل التاجر يعمد تخزين السلعة والكذب علي المواطن بدعوي إنعدامها وعدمها وعندما الي بيع البضاعة بثمن السوق الزعلان الذي لايرضي الا بفرض تلك القيم الدخيلة في الأحتكار الوافد والغلاء الفاحش . وهكذا فلنقس علي ذلك وثقافة السوق الحر تجعل من شغب السوق واقعا سافلا لابد من الرضوخ له والمواطن يئن من لهيب الزيادات الذي لاتعترف بشح الأجور ولا بقلة الفئران وأنما يسود شعار من يملك المال فحتما يستطيع أن يأكل والأخلاقيات التي يفرزها نظام السوق الحر في التعامل يبرز خطرها في ظهور الأخلاقيات الدخيلة في المجتمع وأنتشار الفساد وسط دولة غلبت صبغة الدين عليها وترجو أن يسود مجتمع الفضيلة . تري متي يرتاح المواطن الذي صبر ورابط مع الحكومة طيلة عشرين عاما أبتلي معها رهقا في خضم أبتلاءتها ولايزال يرزح خوفا وهلعا جراء سياساتها وفاتورة الأبتلاءات يدفعها المواطن صبرا وأحتمالا آخرين في غلاء الضروريات وأرتفاع الأسعار التي لم تراعي الثيرومتر العالمي في النزول والعلو حتي يكون الأقتناع بالعموم هو المسيطر ولكنها طفرة مفأجئة فسرها بعضهم باللجو الي المواطن لدفع فاتورة الدورة المدرسية التي تنصلت الحركة الشعبية عن سدادها فكان الخيار باللجؤ الي المواطن الضعيف. تأثر الضيف بكاءا بأخلاق الأجنبي الذي لادين له في التجارة والمعاملة ولو كان في بلادنا لمات حزنا وكمدا جراء سياسات السوق السوداء التي سادت فيها الصفات الدخيلة التي لاتعترف بالأخلاق ولا الثوابت وأنما يسود الغش والخداع والتلاعب في الأسعار والموازين القسط وفي ضروريات الناس التي حدت بالمواطنين الي الخروج الصريح والتظاهر الواضح بالغلاء الفاحش وبالأنتهازية البغيضة التي يبغضها الله في مثل تلك المواطن.