[email protected] فن التعامل مع النساء موهبة لا يجيدها الرجال إلا من رحم ربي، فطبع النساء المبني على هيكل العاطفة يجعل من الصعب بمكان إيجاد وسيلة أو نظرية لأسلوب تعامل موحد معهن، لأن نفوس النساء كخزن مغلقة بشفرات سرية، والطريق لقلب كل منهن مقفل ب (كود) أو رمز كبصمة الأصبع لا يتكرر أبدا ، فما يرضي (نفيسة) ويسعدها قد يكون هو سبب شقاوة (عزيزة) وتعاستها، والسعيد هو من يتمكن من فك شفرة إمراته وسلك طريق رضاها، ففي العلاقات الإنسانية يكون تحدي الرجال الأكبر - والذي لا يأبه لخوضه الكثير منهم - هو محاولة سبر اغوار النساء وفهمهن في سبيل إيجاد الطريقة المثلى للتعامل معهن ومن ثم إرضائهن. ومن أهم ما يجعل محاولة إرضاء النساء غاية لا تدرك، هو أن فطرة النساء قد جبلت على تجاهل رغباتهن وإحتياجاتهن الشخصية وإهتمام برضا الآخرين وسعادتهم، فلو حاولت مثلا الطلب من إمرأة ما أن تخبرك بما يسعدها، لما وجدت عندها إجابة شافية، لانها لا تعرف لسعادتها معنى سوى أن سعادتها في سعادة ورضا الآخرين وهم (الأسرة، الأبناء، الزوج) وأولا وأخيرا المجتمع من حولها. وقبل أن تمتد أصابع الإتهام إلي بتهمة الجندرة أقول هل فكر أحدنا يوما في سؤال أمه: عن ماذا يمكنك أن تصنع من أجل سعادتها وراحة بالها؟ أو سؤالها: إنتي ما زهجتي من خدمتنا عمرك كلو؟ ولن ندهش إذا ما كان جوابها هو: راحتي وهناي في خدمتكم .. ومناي راحة بالكم. أخبرني زميل لي أنه سأل أمه (أولم تمل من أن تكون كثور الساقية ؟) تدور في نفس الروتين، تنام وتستيقظ لتقوم بنفس الأعمال اليومية طول حياتها بدون أمل في التغيير؟ فكان جوابها ملخص لحقيقة دور المرأة الأم، فكما لا تستطيع الشمعة أن تمنع نفسها من أن تذوب لتضئ طريق الآخرين، وكما لا تستطيع الشمس أن تمتنع عن الخروج على الناس في كل صباح وتسير مشوارها الأزلي من الشرق إلى الغرب حتى تكتمل دورة الحياة، كذا الأم لا تستطيع أن تكون إلا كما كانت وستكون ما دامت بنا الحياة، فقد أجابته أمه: إن زهجتا .. وإن تبتا وإستغفرتا .. ياهو سيك سيك معلق فيك .. حا أسو شنو بلا خدمتكم؟ فلو سألنا هذه الأم أن تلقي وراء ظهرها نضافة الخضار.. شد الملاح .. وعواسة الكسرة .. الغسيل والمكوة .. والإهتمام بكل صغيرة وكبيرة من شئون البيت، لو طلبنا منها أن تنسى كل ذلك وتفكر في نفسها للحظة وتتخيل ماذا يمكن أن يسعدها ويجعلها هانئة البال ومرتاحة لما وجدت في سواهم الراحة. من أجل أن ذلك كذلك أوصانا الرسول الكريم بالنساء خيرا، فقال صلى الله عليه وسلم: (إستوصوا بالنساء خيرا). وقال(ص): (رفقا بالقوارير) صدق رسول الله. كما علم الشعراء برهافة حسهم أن النساء لا يصلح ولا يصح في حقهن سوى الرفق واللين و(المدودرة)، وأن توطأ لهن الأكناف ودّا وسماحة، كما عقلها الحكماء وصاغوها مثلا تغنى به زكي عوض الكريم ، فقد شبهوها بالحرير والذي لا يصح التعامل معه إلا بالرفق واللين، فعندما ترقب في سحب مقطع من الحرير فإنك تقوم بجره بكل لطف ورقّة (براحة براحة).. غنى زكي هذا المعنى وقال: في لمحة غزل .. ومجرد أمل .. أيه لازم الزعل؟ كل ما يزيد غرور .. نقول عذرو الجهل ما أصلو الحرير .. بنجر بي مهل الرأي العام