[email protected] يتبين مما مضى من عقب الأيام أن الكثير من الإخوة المغتربون السودانيون وبالطبع ربما أكون احد منهم انه عندما يفكر في الخروج أو عندما فكر في الخروج من السودان فنجد البعض يعزيها لضيق العيش والفرار بجلده من الجحيم وأخر بحثا عن دراسة وثالث دوافعه اجتماعية لأسر ممتدة من أبناء الأعمام والعمات والأخوال والخالات . ناهيك لما يحمله من الكرم السوداني المعروف والموروث لإغاثة الملهوف ومد يد العون للجيران والأصدقاء والضعفاء من أهل الحي ...........الخ وفجأة بعد مرور السنين يستيقظ من ثباته العميق ليجد أن عمره قد بداء عليه علامات استفهام عديدة بدأت التجاعيد تجد طريقها على محياه مما يطرأ للتفكير من رسم مستقبله الذاتي لتكوين أسرة صغيرة خاصة( الزواج ) حتى يكون منتج اجتماعيا ويكمل نصف دينه . ومن هنا تبدأ مسيرة الحياة المتعثرة وفجأة يكتشف نفسه انه لا يملك قطعة ارض ولا منزل يقيه شدة الحر أو زمهرير الشتاء البارد سواء البيت الكبير الذي أفنى في بنائه وتجهيزه زهرة شبابه أو تعليم لأخوته الصغار للمساهمة مع والديه في تربيتهم أو ربما كانوا أيتام وكثيرا ما يكون البيت ورثه أمام المحاكم والقضاء أو ترفض الزوجة السكن مع أهله ولا غبار على ذلك شرعا . يقوم من تلك الغفوة السرمدية لبيداء مشوار البناء الخاص ويتوجه إلى الجهات المنعية بأرض الوطن ومسقط الرأس بحثا عن من يأخذ بيده لبر الأمان وتحقيق رغبته في الحصول على منزل لمستقبله وأنجاله الصغار المتوقع ولادتهم الذين سيصبحون تحت كنفه وليس لهم احد بعد الله سبحانه وتعالى إلا هو المسكين .. ومن هنا يبدءا مشوار العقبات الشديدة التعقيد في التقديم والمقابلات للجان أثناء الإجازة المحدودة المدة وربما تنتهي الإجازة وهو لا يزال بين سندان المراجعة ومطرقة انتهاء الإجازة السنوية الرسمية ولا يخفى على احد منا نحن المغتربون البيروقراطية المكتبية بالسودان وعلى وجه الخصوص في جهاز المغتربين الذي يتفنن في إيجاد العراقيل للمغترب علما بان فهمنا ربما القاصر ..هو أن يعمل الجهاز المسمى باسمنا على تذليل العقبات والصعوبات التي تقف إمامنا كمواطنين . والتي نقراها ونسمعها طواااااالي بالصحف والإذاعات وعبر الفضائيات بالبرامج الحوارية من الإخوة المسئولين بالجهاز وكبار القادة السياسيون بالدولة . ولكن وبكل صراحة وأسف فهم بعكس الصورة تماماً بمعانيها المتعددة . وعندما يعود المغترب لأرض الوطن بعد طويل غياب ويقوم بمراجعة الجهات التي بداء فيها الإجراءات الأولية لامتلاك ارض بالإجازة الماضية . ... نجد هنالك تمنع وصدود وإجحاف ونكران لكل ما تم في الإجازة السابقة حتى يصل الحال بان يرد عليك الموظف أو المسئول أن هذه المستندات غير صالحة للتداول حتى لو كانت إيصالات ماليه بتسديد رسوم لوزارة المالية ( أورينك 15) المعروف . .. ويجب عليك أن تملاْ أورينك جديد بمبلغ خرافي وتبدءا المغالطات والمجادلات اللفظية بأنك لم تراجعنا علما بان هنالك من يقوم نيابة عنك بالمراجعة وبصورة رسمية دورية وربما عطل عمله بسبب مراجعته لمواضيعك وربما تصل لدرجة الطرد من المكتب بحجة انك تضيع وقتنا (الجهات ذات الصلة من أراضي سكنية أو زراعية أو صناعية ) .ونجد الواحد منا يموت من الحسرة والألم في تلك اللحظة وما ينتابه من شعور بالجحود عيانا بيانا السنا نحن من وقف مع الدولة عند أحلك الظروف في السنين العجاف أيام الميل أربعين عندما دفعت نساؤنا بحليهم وزينتهم ودفع الرجال منا بأرواحهم من اجل الوطن والذود عنه أو من ساهم في حفر ترعة كنانة والتي لا ينجز لك معاملة بالسفارات أو القنصليات مهما كانت صغيرة أو كبيرة إلا بعد دفع الإيصال الخاص بها ... السنا نحن من يقوم بدفع الجبايات والضرائب والتحويل الإلزامي أو من ساهم في الفضائية السودانية أ ودمغت الجريح ..الخ المسميات بالجهاز لا تحصى ولا تعد كل ذلك للحصول على تأشيرة للخروج للرجوع لمكان عملك واكل عيشك أو تبقى بالسودان وذلك في حال عدم الدفع والسؤال أين نصيبي من أرض موطني ومسقط راسي ؟؟؟؟؟؟؟ حتى أحقق أمنيت أبنائي وانتمائهم للسودان والذي نفخر به دوما وابدأ بين الأمم في غربتنا علما بأنني احمل جواز سوداني .. وأين حق المواطنة كغيري من المقيمين بالوطن من الخطط السكنية في ( المليون ميل مربع ) وبعد ما يصيبك من عناء ودوار رأس وغثيان لأبسط الحقوق تبدأ المشوار الذي لا أخر له من جديد وياحليللللللك . وتظل الساقية مدورة وأحمد وراء التيران يعيش سراب متوالي يحدوه أمله في الحصول على قطعة ارض . مع الاعتزاز للفنان القامة حمد الريح الموقر . ابعث بهذه الرسالة المفتوحة لسعادة رئيس جهاز المغتربين وبحكم انه كان احد المغتربين وهذه التجربة عشتها شخصيا... أرجو منه مشكورا الرد لمثل هذه الحالات وبالتأكيد أمثالي ممن عاشوا مثل هذه المحنة كثيرين . وأمنيتي أن تكون الإجابة بالرد مقنعه وشافية كافية لمثل هذا الفئة المغلوب على أمرها , والكل يعلم ما وصل إليه الحال بالخارج بحيث أصبحت الدول تعمل على توطين أبنائها وبالخليج على وجه التحديد وقد شاهدت بإحدى برامج التلفاز وببرنامج أشجان الغربة بقناة الشروق أ ن المؤتمر الخاص بالمغتربين القديم الجديد أوصى بالنظر في قيام وزارة تخصهم وتعنى بشؤونهم أسوة بباقي الدول المتقدمة . ويراودني شك عميق في داخلي أرجو أن أكون مخطئ في ظني بتنفيذ هذه التوصيات فكيف بإنشاء وزارة ونحن لم نمثل في المجلس الوطني ( البرلمان السوداني) بحيث لا يوجد ممثل للمغترب الكادح تحت قبة البرلمان حتى يسمع صوته كبار المسئولين لوضع التشريعات والقوانين واللوائح ألمنظمه لحقوق المغترب ومن بينهم الذين بيدهم العقد والحل بالوطن . علما بان عددنا قد تجاوز (04%) من أعداد سكان السودان للعام 2010م . أملنا كبير ويتجدد عند إشراقه كل صباح وعبر أثير أشواقنا المتدفقة للوطن أن ترى التوصيات السابقة لمؤتمرات المغتربين واللاحقة الأخيرة لمؤتمر المغتربين العرب والذي عقد بالقاهرة النور قريبا وليس ذلك على الله ببعيد . ونأمل بان ترد المظالم لأهلها وينعم المغترب السوداني بمستقبل يضمن مأوى لأسرته ولشخصه عند سن المعاش أو إنهاء خدماته أو لعجز طارئ يصيبه أو لاستبداله بمواطن يعمل بوظيفته ففي هذه الحالات وكيف لأبنائه العيش الكريم بعد أن يطوي ملف الغربة وماسيها والتي يعجز الفلم عن سردها . والله من وراء القصد وهو المستعان ،،،، عدلي خميس / الرياض E mail ; [email protected]