بسم الله الرحمن الرحيم من اجل أبنائي عدلي خميس [email protected] من منا لم يشاهد الفلم الهندي الكبير والاجتماعي الذي خطف قلوب المشاهدين على اختلاف مذاهبهم الفكرية والعقيدة والاجتماعية ,والاقتصادية لما يعانيه الأبوين من اجل تربية أبنائهم حتى يكونوا متفوقين ومتميزين بين أبناء الناس الآخرين بما يعود عليهم بالنفع ومن ثم لأسرهم بصورة عامة. وبالطبع عندما تضيق بك الحياة في بلدك يتوجب عليك أن تكون أكثر انفتاحا للبحث عن مصدر رزق بمكان أخر في ارض الله الواسعة بما يؤمن لك ولأبنائك العيش الكريم بتوفيق الله سبحانه تعالى. ومن هنا يبدأ مشوار الحياة بما فيها من حلو ومر . وعلى وجه الخصوص بالسودان وربما تختلف المسببات حسب جغرافية المكان العاصمي والريفي والمهمش الإقليمي التي تجبرك على ضرورة التفكير الجاد من الخروج من الجحيم المسلط على الرقاب بالاغتراب وما أدراك ما الاغتراب فهو صندوق ملئ بالحظوظ فيه الكثير من المفاجأات منها الحلو ومنها ما دون ذلك . وتبدأ مشوارك بطموح لا يكاد يصل لحد ومنها إصلاح البيت الكبير للأسرة وضرورة ترتيب الحج للوالدين كمكافئة لما قدموا من أجلك بعد ذلك .. ويستمر المسلسل يتخللها تعليم الإخوة الصغار مساندة للوالد الذي أعياه الجهد في سبيل أكل العيش الكريم وتمر السنين وتعقبها السنين الخوالي ويمر العمر مرور السادة الكرام كأنه ساعة أو برهة من الساعة سنين في الغربة بكاية سنين رايحه وسنين جايه واه يا غربه. وتأتي مرحلة الزواج بفرحها المغمور وتحفها الزغاريد والاختيار لشريكة المستقبل الزاهر زوجة المغترب ذات الحظ التي يقع عليها النصيب .. وتتشعب الأسرة منها من يستمر بالاغتراب ويكبر الأبناء وتكبر معهم الأحلام وتأتي مرحلة الجامعة وهي مفترق الطرق الرئيس الكبير لتشتيت الأسرة الصغيرة ...من بين مد وجزر بين الوالدين وألام تضحي وتشرف على تعليم الأولاد والبنات بالسودان والأب يصبح حمال الشيييييل ... دوما في كدح ويقبل بالقليل بل أحيانا كثيرة نجد من اجل أبنائه يعمل بأعمال ربما هامشية بعد أن شاب رأسه وكبر عظمه .. وأصابه ما أصابه من الأمراض المزمنة الضغط أو السكر فهي لا مفر منها مهما حرصت وقصر نظره وبلغ من العمر عتيه بالمقارنة لما كان يعمل في بداية اغترابه وتتحول الظروف وهو لا يزال ينتظر المزيد وتزداد المسؤولية بين جنبيه وأمام عينيه وهو يتجرع كؤوس الهوان والبعض يحتسب وآخرون يسخطون سوء الطالع . ونجد البعض بين السفر والترحال يوميا وآخرون يعيشون الكفاف في الصحاري والوديان والفيافي لا يهنئون بأبنائهم والعيش معهم . والكل في نهاية المطاف عندما تجلس معهم وتناقشهم في حالهم وأحوالهم تجتمع كلمتهم وهي تردد من اجل أبنائي وفلذات أكبادهم التي تمشي على الأرض .وهنا تتلاقح المهام وتترابط الأحلام فمنهم من حقق جزئية يسيرة منها لأسباب في اغلب الأحيان تكون خارجة عن إرادته ونجد الكثيرون ممن أهمل في نفسه عندما كان في ريعان شبابه وآخرون بالوطن يعانون وبنفس المنوال على شاكلة البيئة المحيطة بهم من كدر وشظف في المعيشية وبذل جهود مضاعفة بالمقارنة للمغترب . أما إذا ما سالت الأبناء وعن كيفية حال والديهم وما يقدمونه من تضحيات من اجلهم نجد وبكل أسف ليسوا بتلك الدرجة المطلوبة من الإحساس الذي يعكس تقديرهم أو مشاركتهم في تذليل بعضها بل العكس نجهدهم يطلبون وبدون توقف .. لتامين مستقبلهم .. إلا من رحم ربي وكان في قلبه رحمة تجاه والديه وتقديره لما أفنوه في تربيته والسهر والكفاح من اجله وأخوته بالأسرة . ويعزى ذلك لاختلاف الأجيال والنشء والبيئة المجتمعية المحيطة والتربوية وعدم تدريبهم على تحمل المسئولية من صغرهم مما يجعلهم ينظرون للمسألة بعين الجهل من اجلهم والعمل على جعلهم سعداء موفوري الحال بالمقارنة لوالده عندما كان في سنه أو من أندادهم ممن لم يحالفهم الحظ بخروج والديهم من السودان . وبالطبع الموجودون بالداخل أيضا لديهم نفس المعاناة ولكن بطريقة تختلف عن المغتربون والذين أصبحوا ألان من أفقر الشرائح المجتمعية بالسودان . ومن خلال التداخل نجد أن هذه الصفة الربانية الرحمة الوجدانية التي يصعب تخطيها والتي اشتقها الله من اسمه العظيم وبحكم الفطرة الإنسانية وما حبى الله به الوالدين من البشر موجودة في كافة الأجناس العربي والعجمي والمسلم وغير المسلم وآلا ديني ..الخ . هنا يدور في خاطري وبحكم تجربتي الفعلية للوضع وما ألاقيه بالمناقشات دوما من خلال اجتماعاتي بالأسر في بلاد المهجر وبالأخص العربي منها والإسلامي على وجه الخصوص أما من هم خارج الحدود فهؤلاء يحتاجون لمواضيع أخرى تختلف جملة وتفصيلا عن إخوتهم في البلاد العربية للبعد الثقافي بما نعي الكلمة من معاني عديدة وهناك العديد من الأسئلة أوجهها للمفكرين والباحثين الاجتماعين وعلماء النفس ما هو السبيل السليم للخروج من هذه الإشكالات من الحالات لأبنائنا من لا مبالاة وعدم إتقانه للمسئولية إضافة لجهلهم استراتيجيات التعامل الأدبي والتربوي والمجتمعي بصفة خاصة المطلوب في المناسبات الاجتماعية من أفراح أو أتراح مع الأجداد والأعمام من عموم الأسرة ... وأما عن التحصيل العلمي فحدث ولا حرج. وإذا ما تحدثنا عن الفراغ العاطفي فهي الطامة الكبرى التي تندى لها الجباه بما يقعون فيه من شباك أصبحت تالف فيها المسلسلات وتكتب فيها المؤلفات والمسرحيات ويفتقدون الكثير ... أسوة بأسلافهم ممن هم في سنهم بالسودان . والله المستعان وهو من وراء القصد ،،، عدلي خميس / الرياض E mail ; [email protected]