دولة تل الرماد الكبرى.... القادمة جمال عمر مصطفى [email protected] ذكر كاسيوس ديو عضو مجلس الشيوخ الروماني والكاتب والمؤرخ في زمن حريق روما 64 م أن نيرون عندما أحترقت ثلثى روما كان وقت الحريق ينشد مقطعا قديما من ملحمة شعرية تعرف بإسم ( ألو برسيس ) مرتديا ثيابا مسرحية ومن المؤرخين من يقول كان يغنى على قيثارة متسليا بمنظر الحريق ........ وبعض منهم كان يقول أنه شعر بالذنب وشغله التفكير في إعادة بناء المدينة .. حتى تسترد روما عافيتها او تكون وفق مايراه في مخيلته ....... ومن رماد هذا الحريق الذي أشعله .... تولد روما جديدة .. يقيم عليها دولته ..... ليمضى هذا الطاغية ويكتبه التاريخ ..... طاغية الحريق الأشهر بالدلائل والشواهد . هكذا حدثنا التاريخ ..... و المشاهد التى أمامنا في وطننا ........ عشرون عام ونيف تمخض جبل الإنقاذ ...... وتمطى ...... وتمدد ... وأمتلاءت بطونه وأرعد وأزبد....... وإستفرغت عقول مفكريه.... عصارة وما في جوفها .... من مسميات وشعارات مشروع حضاري .... إعادة صياغة ..... ربط قيم السماء بالأرض ......... الثوابت الحضارية وحديث للصباح والمساء وساحات للفداء وغيرها من مسميات القيم السامية ......... ووعود بالدولة العظمى .. والكبرى وغيرها من أحلام بيعت حافية وعارية .... للشعب الصابر المسكين ....... التى تقبلها بصبر وشيئا بحسن ظن......جبل عليه هذا الشعب الممكون ....... فهل الذي أنجبته تجربة الإنقاذ من معاقرتها للحكم في هذا الوطن ..... بعد كل هذه السنين فيه من الوعد بوطن ... ولو بصيص مما كانوا يقولون ويهتفون .... وبه يبشرون ؟؟؟؟؟؟ ..... وذاكرة الشعب حتما لن تموت ...... فهاهو الوطن الذي تشكلت قلوبنا بتفاصيل خرطته القصية ...... تهدمت كينونته .... وتمزقت جغرافيته ونسيجه الإجتماعي والسياسي وتعطلت مسيرة تطوره وبعد نزيف غارق في الجنوب .... ومازال جاريا في دارفور وشباب ... في ربيع شبابه ... أستهوته تلك الشعارات وحدثته يوما ..... ذات القيادات السياسية.. التى تتحدث الآن دون حياء عن مزايا الإنفصال حدثته قبل سنين عن جهاد مقدس وبطولة صونا ... لوطن الجدود .. وهاهي تتحدث عن دولة جديدة على أنقاض كل أنقاض السابق قوامها العربية .... والإسلام ... منهجا ..... كأن الذي ذهب .... لم تنجبه سياساتهم ...... وخطط وزاراتهم ومفكريهم وخططهم الخمسية ...... والعشرية ....... وغيرها من سياسات الهروب من جحيم الواقع ........ ودغدغة المستقبل وأتون الأحلام ......... في قيم ومعاني وإلباسها شعارات تدشينا لمرحلة جديدة......... ظنا أن ذاكرة هذا الشعب ... ستموت ... .وإن مازال فيها متسعا لهم لمزيدا من التجارب ... ايا كان الثمن .... حتى وأن تقلص الوطن .... إلى مابين النهرين .... أو دولة المقرن بعد عشرين عاما أخرى ..... حتما لكي تكون المعرفة مجدية ... حتى نتعلم كيف نرى الصورة كاملة دون تفاصيل ... فيا أهل الإنقاذ إن كنتم لا تدرون ماآلت له حال البلاد والعباد فتلك مصيبة ... وإن كنتم تدرون وأخذتكم العزة بالإثم وتلك مصيبة كبرى ... وأعظم وباءا على الوطن المحترق الذي لم يعد في هشيمه مكمنا للمكابرة .. وبيع مزيدا من الأوهام .. وأحلام السراب ... فهذا المشوه الذي تشكل به الوطن بين أيدينا ... يكفى ولن تهربوا منه أبدا أمام التاريخ والأجيال ففيه جيناتكم ... وسياساتكم وحصاد مازرعته ثورة إنقاذكم في رحم أيام الوطن الغابرة !!! فهل ستقيمون دولة الرماد من شظايا لهيب هذه البلاد والعباد !!! أم ماذا أنتم فاعلون ؟؟؟ والذي واضحا بيننا لا توجد مزقه ثقة واحدة .. في جسد هذا الوطن لإدارة طواحين شعارات جديدة ... فالتجارب السابقة تكفي وهشيم عظام أمواتنا ... وأحياءنا تتحدث ...عن مرارات التجربة ... وحصاد الرماد والهشيم !!!