مناظير زهير السراج [email protected] إنتبه .. توجد كاميرا ..!! * الهدف الرئيسى من وضع كاميرات رادرية تراقب حركة المرور فى الطرقات والشوارع هو مكافحة المخالفات بالدرجة الاولى وليس ضبط المخالفين وتغريمهم، لذلك فان معظم الدول التى تستخدم هذا النظام تحرص على وضع لافتات قبل مسافة كافية ( حوالى 50 مترا) من الاماكن التى توجد بها الكاميرات تنبه السائقين الى وجود كاميرات رادارية كى يصححوا أوضاعهم إذا كانوا فى حالة ارتكاب مخالفة وذلك قبل الوصول الى المكان الذى تستطيع فيه الكاميرا تصوير المخالفة، وعلى سبيل المثال فإن السائق الذى يقود عربته بسرعة غير قانونية يستطيع عند قراءة اللافتة تقليل السرعة وبالتالى تجنب تسجيل المخالفة قبل وصوله الى مكان الكاميرا، وبذا تكون المراقبة الرادارية قد حققت هدفها الرئيسى بمكافحة المخالفات ومن ثم ضبط حركة المرور ..!! * قد يقول قائل .. ( ولكن يستطيع السائق أن يعود الى ارتكاب المخالفة مرى أخرى بعد تجاوز مكان الكاميرا)، وأقول له ..( هذا صحيح، ولكنه سيكتشف بعد مسافة قصيرة وجود لافتة أخرى تحذر من وجود كاميرا للمراقبة فيعود مرة أخرى لتصحيح وضعه) .. وتتعدد مثل هذه اللافتات وبعضها غير صادق، ولكن لا يستطيع السائق التفرقة بين اللافتة الصادقة والكاذبة ( لوجود كاميرات هى مجرد دمى فى بعض المواقع)، فيجد السائق نفسه مرغما على الالتزام بالقانون حتى لا يضطر الى دفع غرامات وتشويه سجله المرورى الذى ربما يقود الى سحب رخصته أو تعطيلها بصفة مؤقتة حسب قانون ولائحة المرور ..!! * هنا تطبق الفكرة بشكل مختلف، فالهدف الرئيسى فيما يبدو هو تسجيل المخالفات، لا مكافحتها وذلك بغرض جباية الغرامات، لذا لا توجد أى لافتات تحذيرية، وبالتالى لم يؤثر ادخال هذا النظام كثيرا على عدد المخالفات ( تقدير شخصى)..!! * الهدف الثانى من الاعلان عن وجود كاميرات المراقبة هو حماية الحياة الشخصية للمواطن، لان الاعلان عن وجود الكاميرا يضع المواطن فى مكان المسؤولية التضامنية مع القانون لحماية حياته الشخصية ..!! * ولمزيد من الحماية لحقوق المواطنين وحياتهم الشخصية، فإن القانون فى الدول التى تستخدم هذا النظام يفرض قيودا صارمة فى الاطلاع على الصور والتسجيلات المصورة ولا يجيز ذلك إلا لحماية الأمن والمصلحة العامة، ولقد اختص القانون السلطة القضائية وحدها بتحديد وجود ما يستدعى الاطلاع على هذه التسجيلات بغير الطريقة التقليدية المتبعة فى رصد المخالفات المرورية ، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا ..( هل يوجد مثل هذا القانون فى بلادنا ، أم أن حياة الناس عرضة للمشاهدة من أى شخص ؟! * أقول هذا الكلام بعد جولة طويلة فى طرقات الخرطوم وما حولها خصصتها لتبين التغيير الذى طرأ على حالة المرور بعد أكثر من ثلاثة أشهر على ادخال نظام المراقبة الرادارية، ولم أرصد تغيرا يذكر، ويبدو ان السبب هو عدم احساس السائقين بوجود اللافتات ..!!