تراسيم لحس الكوع ليس مستحيلا !! عبدالباقى الظافر [email protected] فوجىء المواطنون في مدينة سيدي أبوزيد التونسية بشاب عاقل يحاول اضطرام النار في جسده الناحل..لحسن الحظ تم انقاذ الشاب اليائس وإسعافه بالمستشفى ..الشاب التونسي الذي فضل الانتحار على أن يعيش عاطلاً أمسى بطلاً شعبياً..ألهم هذا الشاب جماهير اثنتي عشرة مدينة تونسية للخروج إلى الشارع في احتجاجات مطلبية ذات طابع سلمي. الرئيس التونسي زين العابدين الذي انقلب على سلفه بورقيبة بسماعة طبية..الجنرال التونسي الذي يرنو لتعديل الدستور ليصيب السلطة في دورة سادسة ..أدرك بحسه السياسي والأمني ضرورة أن يحني رأسه للعاصفة الشعبية.. أطل على شعبه من على التلفاز الرسمي ..أخبر الأمة التونسية أنه يشاطرها ذات الأحاسيس الغاضبة ..ثم مضى فخامة الرئيس إلى المستشفى وزار الشاب الذي فجّر الانتفاضة ..بهذا التكتيك البسيط امتص الجنرال التونسي غضب شعبه الذي لم يصنع انتفاضة شعبية من قبل ولم يجرب ديمقراطية تعددية حقيقية في سابق الزمن . الرئيس البشير في عيد الشهيد يعود لخطاب الإنقاذ القديم ..بل في تقديري أنه يمضي إلى أبعد من ذلك ..الإنقاذ الأولى كانت تدعوا الساسة المعارضين لأن يركبوا معها في قطارها الذي لا يتوقف ..ولكن الرئيس البشير يرى مشاركتة في ذات القطار بمثابة لحس الكوع ..ويقول إن اقتلاع الإنقاذ بات مستحيلا . هنا يخطىء الرئيس الحساب ..يتوقف في محطة لم تعد موجودة ..الإنقاذ أصبحت مثلها مثل الجبهة الإسلامية شيء من التاريخ ..الترابي الذي صنعها أصبح إلى السجن أقرب ..وعبدالرحمن المهدي الذي حاربها وقطع عليها الطريق الآن هو أحد ضباطها العظام ..الإنقاذ التي سطت على السلطة ليلاً ..باتت الآن تعيش في تعددية بها هامش متسع من الحريات. كذلك لم يصطحب الرئيس مقولة قالها الرئيس جعفر نميري وهو يغادر لواشنطن ..نميري صرّح على الملأ \"مافي واحد ح يقدر يشيلنى \".. وبعد أيام كان الرئيس المهاب يبحث عن مطار سوداني واحد يستقبل طائرته الرئاسية ..بل حتى طياره الخاص اعتذر عن قيادة طائرة على متنها السيد الرئيس القائد . احتمالات الغضب الشعبي واردة جداً ..البلاد تفقد ربع مساحتها وخمس أهلها يغادرون أرض الشمال أفواجا ..الأسعار ترتفع في كل صباح ..ملايين الشباب يبحثون عن فرصة عمل نادرة جداً..ولاية الخرطوم أعلنت عن خمسة آلاف وظيفة فوجدت في قوائم (العشمانين) ستينا ألف مواطن سوداني . لو كنت في مكان الرئيس البشير لوافقت على مقترح الحكومة القومية ..وطلبت من الأسياد الثلاث الاتفاق على مقترح تفصيلي ..سيذهب الترابي والميرغني والصادق ويقضون سنوات عديدة للاتفاق على قسمة وزارة التجارة الداخلية ..ثم سيحتاجون لزمن إضافي للاتفاق على من يشغل منصب وزير الخارجية ..وعندها سيحل أجل الانتخابات المقبلة . الذي يفوت على الإنقاذ أن لحس الكوع ليس مستحيلا ..مثل مافضل شاب تونسي الموت على الحياة بلا أمل ..يمكن للشعب السوداني أن يقطع ذراعه الأيمن ثم يقبله في سوق الله أكبر. من حسن حظ الحكومة أن نظرية تقبيل الذراع ثمنها باهظ ..ستتمزق البلاد إرباً إرباً ..بحور الدم لن تحوشها قوات أممية .