[email protected] (1 ) احد اعمامنا جاء ذات يوم راكبا حماره وهو (طاشم) ويومها كانت الاندايات تدفع ضريبة سنوية راتبة للسلطات المحلية اي انها مرخصة فمر على الجماعة وهم يتجمعون لصلاة المغرب فسال عن الحاصل فقيل له انها صلاة المغرب فنهر حماره للاسراع وهو يقول (الليلة حرم من المغرب) ولعل هذا الذي حدث في الجنوب اذ عندما قرعت الكنائس اجراسها لصلاة يوم الاحد لم يابه الناس لها لانهم كانوا يحتشدون للادلاء باصواتهم في عملية الاستفتاء فكان لسان حالهم (اليوم حرم منها) اوربما احد القساوسة من جماعة فقه الضرورة (مثل الزول بتاعنا) افتى لهم بتقديم التصويت على الصلاة وفي ذات المناسبة مناسبة الاستفتاء جاء في الاخبار ان السلطات في بعض مدن الجنوب اغلقت الخمارات ومنعت بيع الخمر حتى لا يطشم الناس ويهملون الاستفتاء ف(اليوم امر وغدا خمر) كل هذا يوضح ان الاستفتاء وجد الاهتمام اللائق به عند اخوتنا الجنوبيين فتركوا لها الصلاة وتركوا له الخمر انه فعلا يوم تاريخي لانه لم يشهد لادوشمان ولا طشمان (2 ) السيد اتيم قرنق نائب رئيس المجلس الوطني والذي كان يصنف من حمائم الحركة يبدو انه في غياب الصقور المعروفين والمنشغلين بالاستفتاء تحول هذة الايام الي صقر فترك اللغة الرزينة الي اللغة العنيفة ولكنه ظل محتفظا بنبرته الهادئة في كل الاحوال وفي مقابلة له مع الشروق مساء الاحد عندما قالت له المزيعة ان الخرطوم ابدت حسن النية في ترحيبها بسير عمليات الاقتراع بسلام مما يمهد لتفاهم افضل بعد الاستفتاء قال لها ان جماعة المؤتمر مثل (القمرتية ) اي الذين يلعبون الميسر فالواحد منهم عندما ينهزم ويفقد ماله يصر على استعادته بالقوة (اي يخرخر) مشيرا بذلك الي قضية ابيي (3 ) احد العرسان كان مضطربا ضيق النفس يوم زواجه فسئل عن اسباب هذا الاضطراب فقال (هذة اول مرة اتزوج فيها) فالناس دوما اعداء ماجهلوا ولعل هذا يفسر لنا الاضطراب في مشاعر كل الشماليين فالذي يتعرض له السودان شئ جديد وغير مجرب واول مرة يحدث له فالسودان شهد الانقلابات والانتخابات والمظاهرات والحروبات ولكنه لم يشهد انفصالا فان كان الجنوبيين استقبلوا هذا القادم الجديد بالافراح والليالي الملاح يكون من الطبيعي ان يقابله الشماليون بالحزن والحداد والتوشح بالسواد والوجوم والدهشة لانه يفتح بابا للمجهول في كل الاتجاهات فالوحدة رغم الحروبات والاضرابات الا انها تدخل في باب (الجن التعرفه احسن من الجن ما بتعرفه) ( 4 ) من اكليشهات الوحدة خريطة المليون ميل وان السودان اكبر الاقطار الافريقية والعربية مساحة ومنقو لاعاش من يفصلنا بعد استقلال الجنوب سيكون السودان الثاني من حيث المساحة في افريقيا بعد الجزائر والثالث على المستوى العربي بعد الجزائر والسعودية (برضو في المربع الذهبي) ولكن في قصيدة منقو كان (اللاعاش) المشار اليه هو المستعمر ولكن السؤال من هو هذا (اللاعاش ) الان ؟