للشرق نرفع الأكُف ولإيلا صادق الدعوات وللاجهزةِ (همسة) ...!! أحمد موسى عمر المحامي [email protected] نشطت عُدّة دوائر تحليل في محاولة رفع كثير من الأغطية للبحث عما وراء غياب الدكتور محمد طاهر إيلا والي ولاية البحر الأحمر بين وجلٍ من حدوث فجيعة تنظيمية وطامح لإنهيار المعبد وتنوعت أسباب الغياب بين الغضبة المتصلة برغبة تمرد حاولت الدوائر إستخراج تأكيداتها من مقال للكاتب الصُحافي عبدالقادر باكاش مدير تحرير صحيفة الولاية (صوت برؤوت) والتي قيل بإدخال السيّد الوالي لها سباق الصُحف المحلية بالولاية لمنافسة صحيفة المُعارضة (بورسودان مدينتي) وتجري بينهما صحيفة (امواج) تحاول أن تنحو مناحي موضوعية حينما لا تدهسها ثقافة (من ليس معي فهو يقيناً ضدي) , ويبقى غياب السيّد الوالي السابقة مادة الولاية الاكثر دسامة والتي طغت حتى على مسألة (غياب) جزء عزيز من الوطن وتدثّرت أجهزة الولاية الرسمية والسياسية بدثار الصمت هذا الصمت الذي تغنت معه دوائر متشائمة أن (في الصمت كلام) , ومقال الكاتب عبدالقادر باكاش المحسوب على الحزب الحاكم والذي قاده للمسائلة القانونية وبرغم موضوعيته التي جنحت للتنبيه أكثر منها للتهديد والداعي لإغلاق بقية مخارج ضياع الوطن إتخذته دوائر التشاؤم تاكيداً على أن السيّد الوالي قد (تمرّد) على حزبه وغادر الولاية والبلاد مغاضباً ومسندهم في ذلك أن (باكاش) هو لسان حال الوالي وظلموا بذلك الوالي و(باكاش) بذات الظن , فالكاتب (باكاش) معروف عنه مهنيته التي ألزمت أهل (برؤوت) منحه شرف أدارة تحرير الصحيفة الوليدة في أقسى لحظات مخاضها ويحاول بها إقناع جمهور قٌراء الولاية بمواد حكومية لشعب تعوّد مخالفة طريق الحاكم ونالت حظها من القُبُول ... وظَلَم (الظن) الوالي أبن الحزب الحاكم والذي تربّى تحت أحضان الحركة الإسلامية وتدرج بين مراكزها المختلفة طائعاً مؤمناً منضبطاً والذي كان حينها بحسب بيان لاحق للظنون يوضح أن السيد الوالي غادر مستشفياً وباحثاً عن علاج لأسنانه وعن علاج أهم لأزمة الولاية في معينات كاثة سيولها الاخيرة وقد نال حظوظاً من دعم أبناء الولاية بالمملكة العربية السعودية في الدواء والعلاج وإحتياجات أُخرى للولاية وإنسانها ولكنه يبقى الظن الحميد فالتمرد كخط مغاير للخط للمركزي العام لأجل إنسان الولاية يبقى تُهمة لا ينكرها السيّد الوالي ولا ينبغي له وشرف لا يدعيه بسبب إنضباطه التنظيمي العالي الذي قدمه كأفضل خمسة عشر من الحزب الحاكم للولايالت الشمالية حينها وكأفضل خيارات الحزب في ولاية البحر الأحمر فالظن الحميد يرمي بإتهام تمرد وهو يظن بمكان ما أن السيد الوالي لن يألوا جهداً ولن تتزعز قناعاته بالتمرد لأجل إنسان الولاية ولو على حزبه إن رأى ضرورة لذلك , هذا الظن الذي يؤكد أن السيد الوالي حتى في مخيلة المعارضة يبقى هو (امل) نسبي لخلاص مطلوب من ضائقة تنموية يعمل الوالي يبديه الإثنين على تجاوزها وإرساء بنية تحتية وتنمية متوازنة ومستدامة , دون أن تُعيدنا الحادثة لدائرة البحث عن اجهوة الوالي ومؤسساته فالصمت المريب الذي إختارته الأجهزة موقفاً سالباً فتح الباب على مصراعيه لكثير من الشائعات وحتى التوضيح الاخير جاء من نائب السيد الوالي لشئون الحزب فالوالي لم يخرج لمسائل سياسية ولكنه خرج كوالي لولاية كان جمهورها يستحق على مكتبه التنفيذي بياناً قصيراً مقتضباً مؤكداً ان الوالي غادر البلاد في رحلة علاج قصيرة متمنيين له الشفاء العاجل الامر الذي كان يمكن أن يغلق أبواب الشائعات في ظرف سياسي بالغ التعقيد تمر به البلاد مع الوضع بالحسبان أهمية ولاية البحر الاحمر الإستراتيجية والامنية للبلاد كبوابة رئيسية , هذا الموقف السالب يثير سؤال هل (مرض) السيّد الوالي يصيب بقية الولاية بالوهن والعجز وتوقف التفكير والقدرة على إتخاذ القرارات ؟؟! حتى قرار تمليك مواطن ولاية خبر (أين الوالي) وحق تطمينه ؟؟! الجانب الآخر من الموضوع والأكثر أهمية وخطورة هو وميض النار الذي هو تحت رماد الشائعة وتهيئة الشارع البجاوي لقبول الشائعات ونشرها بشكل سريع كنار الهشيم وهي الإشارة على أن الشرق يتم تهيئته بهدوء من دوائر داخلية وخارجية لوضعه على أهبة الإنفجار ليؤدي دوره المرسوم ضمن الخطة العالمية المتسلسلة (جنوب, دارفور, مناطق ثلاثة, الشرق و الكارثة) وعلى الاجهزة التعمال مع الشائعة ليس بمنطق القوة ومحاولة قمعها ولكن بدراستها أسبابها منبعها وأهدافها ومعالجتها بشكل هادئ ومتدرج فالمعالجات السريعة دوماً تبقى أخطر من الازمات نفسها ... فللشرق نرفع الأكُف ولإيلا صادق الدعوات بالشفاء العاجل والمنعة والقوة لمواصلة ما بدأه من مشوار وللاجهزة (همسة) أن قمع الكلمة يضخمها ... فالكلام كالهواء منعه يقود للموت الفجيعة ... فالكلمة التي تخطئ طريق الخروج تتحول إلى ثورة مكبوتة والعالم يحمل أعواد ثقابه يبحث عن مواضع الكبت ليشعلها ... والله هونيني !!!