[email protected] وضرب جرس الحرية في تونس ليعلن عن الحصة الاولى في درس العزة والكرامة.. ليصدروا لباقي الشعوب العربية المستعمرة داخليا من بني جلدتها بانه لا مستحيل تحت الشمس.. معلنين – اي التوانسة – انهم لا زالوا يتمشدقون بأبيات شاعرهم الفذ ابي القاسم الشابي: (إذا اراد الشعب يوما الحياة .. فلا ان يستجيب القدر.. ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر) فخرجوا شيبا وشبابا نساءا ورجالا باحثين عن نسمة الحرية لاسقاط أحد دكتاتوري العصر الواحد والعشرين والصنم الذي نصب نفسه رئيسا مدى الحياة طيلة الثلاث والعشرون عاما الماضية متخفيا خلف انتخابات وهمية أحادية فردية لا ينافسه فيها الا زين العابدين بن علي نفسه.. هذا الشعب عندما اراد الحياة كسر كل مجاديف الطاغوت وجبروت الدولة البوليسية التي نثر شباكها الاخطبوط الامني زين العابدين مستفيدا من خبرته الامنية ولكن هيهات حين يريد الشعب الحياة ويرفض ان يعيش أبد الدهر تحت الحفر.. وبسقوط هذا المجرم القاتل لشعبه والباطش لكل من يرفع رأسه حتى اتى محمد البنزرتي ليقف امام الظلم مشعلا النار في نفسه من جراء القوانين التعسفية ولم يكن يدري انه سوف يشعل النار في تونس الخضراء كلها لتحرق اول ما حرقت ذاك المدعو بن علي وأسرته وأسرة زوجته التي اغتنت من ظهور هؤلاء الغلابي.. ويحق لنا ان نتسائل: كم بن علي في هذا الوطن العربي الكبير المكلوم المظلوم المفترى عليه؟ كم بن علي يبرطع فوق ظهورنا وينهب من ثرواتنا ويرمل في نساءنا وييتم في ابنائنا؟ كم بن علي يسومنا من العذاب والظلم والجبروت والقسوة صباح ومساء؟ كم بن علي وحاشيته نهبوا من ثروات هذه الاوطان واحالوها الى شعوب جوعى تتسول الغذاء من دول الظلام والخيرات تنفقها تلك الحفنات على ملذاتها وشهواتها؟ قدم الشعب التونسي للشعوب العربية دروسا مجانية يمكنهم الاستفادة منها.. قدموا لهم محاضرات في فنون اسقاط الديكتاتورية والاصرار على العيش بعزة النفس والكرامة وفتحوا صدورهم للرصاص دروعا لحماية الحرية والديمقراطية. ولكن هل يتعظ الحكام العرب من هذه الدروس المجانية والالتفات لشعوبهم المطحونة واصلاح ما افسدوه.. الثروة التونسية هذه ما هي الا انذار قوي للحكام العرب بان مصير زين العابدين بن علي سيكون مصيرهم ان لم يتعظوا وساعتها لن توقف زحف الجماهير طلقات الرصاص او دخان البومبان.. إلا الجري كما جرى بن علي من فوق كرسي الرئاسة الذي ظل متشبثا به طيلة الثلاثة والعشرون عاما.. وساعتها تبقى الفضيحة فضيحتين وقال اجدادنا: اخوك لو زينو انت بل راسك.. فغضب الجماهير العربية رغم صبرها الطويل الا انها يوم تهب فانها تجتث الاخضر واليابس وتونس كانت مثالا..'