"أخيرا ... أنتهينا من هذا الديكتاتور الذي قبض على قلوبنا لسنوات عديدة ...الشعب التونسي سئم من الظلم والديكتاتورية وقرر أن يضع حدا لنظام جائر سيّرنا وفقا لأهوائه ومصالحه".. هكذا خرجت الكلمات مثل الرصاص من فم المدرب التونسي الشهير واللاعب الأشهر فوزي البنزرتي تحكي عن حجم المعاناة التي عاشها الشعب التونسي بكل قطاعاته من حكم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي . ويتابع القاريء الكريم في مكان آخر من الصفحة إنعكاسات التغيير التونسي علي الواقع الرياضي في هذا البلد الثائر. فمن منا لم يشعر بعظمة الشعب التونسي وهو يتابع قدرته علي تغيير واقعه المظلم لحظة بلحظة من منا لم يدع من قلبه ان تنتهي الانتفاضة التونسية بزوال النظام الذي جثم علي صدر شعبه ثلاثة وعشرون عاما.. شعور بالسعادة والراحة مؤكد انه مر علي الغالبية العظمي من الذين تسمروا امام شاشات الفضائيات يتنقلون بين البي بي سي والعربية والحرة والجزيرة وفضائيات أخري .. فقد تخطي الشعب التونسي الجميع الأحزاب والنقابات وصنع مجدا سيسجله التاريخ بأحرف من نور وقدم درسا مجانيا لشعوب العالم أجمع بأنها كشعوب تبقي هي رأس الرمح في كل أشكال التغيير وأنه مهما توهمت الدكتاتوريات أن القمع والإرهاب يمكن أن يدجن الشعوب ويحولها إلي قطيع مستسلم خانع وخائف فإن شرارة الثورة تظل تحت الرماد تنتظر من ينفخ فيها لتشتعل وتحرق اول من تحرق من ظن أن قهر الشعوب يمكن أن يقود للخلود . صفقنا للشعب التونسي وأيدنا قبل أن يؤيد الآخرون ووزعنا الحلوي وتبادلنا التهاني والتحايا والأمنيات بعمر مديد نري ويري فيه أبناءنا وأحبابنا واقعا أفضل من واقعنا وحياة أفضل من حياتنا ويتمتعون بحياة كريمة ورفاهية وتعليم مجاني وعلاج مجاني وعمل متوفر ويسهموا في دعم عجلة التنمية والاهم توفر الاسبيرات لصيانة العجلة إذا تعطلت . لسان التوانسة ممدود لزين العابدين بن علي مثل لسان عادل إمام عندما هتف في مسرحيته الشهيرة (شاهد ماشافش حاجة) : (المواصلات فاضية والرغيف كبير وكل شوية تقولونا فكوا الحزام ..فكوا الحزام تعيش الحكومة ويعيش أحمد عرابي ومحمد الكحلاوي وتحيا الوحدة العربية تحيا الوحدة العربية) لسان التوانسة ممدود والرجل يترنح يوما بعد يوم فقد البوصلة يوم إتهم المتظاهرين بالمجرمين وهدد بالويل والثبور وعظائم الامور وبعد أربعة وعشرون ساعة يتهم حاشيته بتضليله وبعد أقل من أربعة وعشرون ساعة يقيل وزير الداخلية وبعد أقل من اربعة وعشرون ساعة يقيل الحكومة وبعدها يتذكر مثل من صحي من كابوس جعل أنفاسه تتلاحق وهو يردد (لارئاسة مدي الحياة .. لارئاسة مدي الحياة) فقد فهم أخيرا وعندما قالها (فهمتكم) كات طائرته تحلق في مطارات العالم تبحث عن من يسمح لها بالهبوط .. فمن لايفهم شعبه من البداية تكون الطائرة هي وسيلته الوحيدة للنجاة.. hassan faroog [[email protected]]