[email protected] زين العابدين بن علي عندما امتطى صهوة جواد السلطة كان ينوي وبدفع من فرنسا وامريكا وكل المنظمومة الغربية استكمال (الغربنة ) التي بداها سلفه واستاذه ورئيسه( المجاهد الاكبر) الحبيب بورقيبة فهذا الحبيب استطاع ان يضع تونس في الطريق الغربي من حيث فصل الدين عن الدولة لابل محاربة الدين حتى على مستوى الشعائراي لم يكتف بعلمانية الدولة بل اراد ان يخرج الدين من المجتمع ومن سلوك الافراد وعلى مستوى السياسات الخارجية كان البورقيبة متغربن حتى النخاع فقد كان مصرا على حسن العلاقات مع الغرب خاصة العلاقات مع فرنسا ودعا للتفاهم مع اسرائيل وكان رافضا لاي فكرة ثورية عربية كانت ام اسلامية او افريقية كان يسخر من الجامعة العربية ومن منظومة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية و(باختصار)من عبد الناصر ولم يبق للحبيب الا تطبيق الليبرالية السياسية لتصبح تونس دولة غربية كاملة الدسم وكان هذا الذي يفترض ان يكمله خلفه وخالعه بن علي وفعلا اعلن بن علي بانه سوف يسير على سياسة سلفه ليس بالاستكية كما فعل السادات مع عبد الناصر بل بذات البورقيبية واعلن انه سوف يضيف اليها فقط التعددية الحزبية بحرية التنظيم وحرية التعبير اي ليبرالية كاملة الدسم ولكن من اول امتحان لليبرالية ظهر التيار الاسلامي بقوة رغم الجهد الكبير الذي بذلة دعاة الفرنسة فما كان من بن علي الا ان ادار ظهر المجن لليبرالية وبتشجيع من الدول الغربية وطفق في انشاء الدولة الامنية البوليسية لمحاربة الاصولية الاسلامية فكان ما كان من كنكشة واحترق وثورة وهروب واقامة في جدة بعد اداء العمرة ليلا الشاهد في تجربة بن علي ان محاربة الاصولية الاسلامية كانت مدخله للحكم الديكتاتوري وان جينا للحق لم يكن بن علي مبتكرا لهذا النهج ولا خاتما له بل معظم الانظمة العربية اليوم هذا اذا لم نقل كلها تمارس اعتى انواع الديكتاتورية والقمع والاقصاء على مواطنيها وبدعم امريكي وغربي بحجة محاربة الاصولية الاسلامية التي في رايهم لاتهدد الامن العالمي فحسب بل تهدد الثقافة الغربية في عقر دارها وطبعا الشيخ بن لادن لم يقصر في ارسال الاشارات التي تدعم هذا الزعم الخائب . لقد اصبحت الزعامات الاسلامية قاطبة دون استثناء متهمة بالتطرف لافرق بين عقلانية فهمي هويدي وليبرالية راشد الغنوشي وتجديدات حسن الترابي وجهادات اسامة بن لادن . لقد فشل الثلاثة الاوائل في اثبات اختلافهم عن بن لادن لانهم متفقون معه في مبدا الحاكمية الذي اشترعه ابوالعلاء المودودي في فكرة الدستور الاسلامي و الذي طوره سيد قطب في كتابه معالم في الطريق والذي لخصه في ثلاثية (الاستعلاء والعزله والارادة) بالمقابل وخارج العالم العربي هناك تجارب اسلامية ناجحة استطاعت ان تبعد عن نفسها تهمة عداء الثقافة الغربية لابل استفادت منها وكيفتها على واقعها وفي نفس الوقت لم تطرح شعار الحاكمية بل اتجهت مباشرة لما ينفع مواطنيها المسلمين فحاربت الفقر والجهل والمرض واقامة قاعدة علمية صلبة واسست عليها نهضة اقتصادية راكزة لم تجافي العصر ولم تنبت من الاصل وابتعدت عن الجعجعة والحاكمية والعالمية وتصدير الثورة والتنظير المفضي للعداء وضياع الاهداف فتجربة مهاتير محمد في ما ليزيا وتجربة رجب طيب اوردغان في تركيا يمكن تصنيفهما بالتجارب الناجحة في العالم الاسلامي وفي تقديري الخاص انه اذا اراد المفكرين الاسلاميين العرب من امثال الغنوشي والترابي والقرضاوي ( الذي اصبح يفتي في شان انفصال جنوب السودان ويحرض الثوار التونسيين ) وكذا القادمين بعدهم في دول مثل مصر والسودان والاردن واليمن وكل الدول التي بليت بالحركات الاسلامية القائمة على (طق الحنك ) عليهم جميعا اذا ارادوا ان يغلقوا المنافذ امام الدولة البوليسية الامنية ان يركزوا على غايات الاسلام و يعيدوا النظر في موقفهم من افكار المودودي وسيد قطب وحسن البنا ويدرسوا التجربة الماليزية والتركية ورحم الله مالك بن نبئ الذي كان سابقا لمهاتير واوردوغان ولكن شرق الحاكمية قمعه وبالتالي لم تنتشر افكاره النيرة