[email protected] قبل احداث مصر التي ملات الدنيا وشغلت الناس كتبت في هذا المكان مقالا عن استعمال بعض الانظمة العربية للاصولية الاسلامية كفذاعة للغرب ليواصل دعمه لتلك الانظمة البوليسية الامنية القمعية وكان ذلك المقال كتب على خلفية انهيار نظام زين العابدين بن علي في تونس فقد بدا المقال به وكان المقا ل مكرسا لالقاء اللائمة على حركات الاسلام السياسي في المنطقة العربية لانها اعطت الزريعة لقيام تلك النظم القمعية وفي نفس الوقت لم تقدم ما يفيد البلاد والعباد لانها كانت (مهومة) في اطروحات هوائية واعطيت نموزجا اسلاميا لم يستخدم كفذاعة ولم يعادي الغرب وطرح طرحا عمليا لحل قضايا الانسان المسلم من مرض وجهل وفقر ولم يتخلى عن تمسكه بالدين بل نفذ الي جوهر الدين واشرت بالاسم لرجب طيب اوردغان في تركيا ومها تير محمد في ماليزيا تناول صديقي وجاري في هذة الصحيفة لابل الذي حظيت بجواره في ثلاثة اصدرات مختلفة من قبل, الدكتور الكاتب الكبير زهير السراج ذلك الموضوع ذاكرا ان الغرب لم يتوقف عند دعم الانظمة القمعية البوليسية العلمانية التي تحارب الحركات الاسلامية فحسب بل دعم كذلك انظمة عربية حالية تقوم على الاصولية الاسلامية وغاص زهير في التاريخ مذكرا بالدعم البريطاني في القرن الماضي للحركات الاسلامية العربية للقضاء على الدولة التركية الموالية للالمان كما ذكر الدعم الفرنسي للخميني للخلاص من الشاه حليف الامريكان وبعد احداث 11 سبتمبر دعمت امريكا حركات اسلامية بحجة مكافحة الغلو والتطرف ان ما اورده زهير في تقديري يمثل اضافة قيمة لما ذكرته ويمكن اضيف لماذكره دور الامريكان في ايقاظ حركة الجهاد الاسلامية في افغانستان لمقاومة الاحتلال السوفيتي فتنظيم القاعدة وليد شرعي لذلك الجهد الامريكي فامريكا في فترة الحرب الباردة كانت داعمة لكل حركات الاسلام السياسي بحجة محاربة المد الشيوعي فالمطلوب من الدكتور زهير ان يتفق معي على ان الغرب تهمه مصالحة في المقام الاول فهو مع الدول البوليسية القمعية ومع الدول الاسلامية القمعية طالما اي منها يوفر له مايريد ويحفظ مصالحه . بهذا يكون زهير قد لفت نظر العلمانيين كما فعلت في لفت نظر الاسلاميين(مع التحفظ على هذا التصنيف ولكن كما يقال خطا شائع خير من صحيح مهجور وهذة قصة اخرى قد نعود لها اذا مد الله في الاجال ) ومن هنا تاتي اضافة زهير القيمة للمقال المذكور فالمطلوب الان ان ينتبه دعاة وصل الدين بالدولة ودعاة فصل الدين عن الدولة للمخططات الغربية ويتفاهموا لما فيه خير اهلهم وبلدانهم ولايمنحوا الغرب عامة وامريكا خاصة فرصة التلاعب بهم واستغلالهم على التوازي لابد لي من انتهز هذة السانحة واكمل ما بداته في ذلك المقال واقول ان بعض المفكرين المسلمين في العالم العربي بداوا يخرجون من عباءة الحاكمية التي ابتدرها ابو الاعلى المودودي في فكرة الدستور الاسلامي واضاف لها حسن البنا الشكل التنظيمي وشددها سيد قطب بمعالم في الطريق (العزلة والارادة والاستعلاء) فالدكتور يوسف القرضاوي قال في مناسبة الثورة التونسية ومن قناة الجزيرة وبالفم المليان ان الحرية اهم من تطبيق الشريعة ومقدمة عليها كما ان راشد الغنوشي مؤسس حزب النهضة الاسلامي في تونس قال ان وحدة السودان كانت اهم من تطبيق الشريعة في الشمال وقريب من هذا ذهب اليه فهمي هويدي في زيارته الاخيرة للسودان وفي ندوة مركز دراسات المستقبل وهذا يعيد الي ذهني ما كتبه الراحل احمد بهاء الدين في عام 1984 عندما بدا النميري تطبيق الشريعة الاسلامية في السودان قال احمد بهاء الدين( ان على السودانيين ان يختاروا بين شريعة في الشمال او اسلام في كل السودان ) عزيري القاري لاحظ دقة العبارة (اسلام في كل السودان) لم يقل بمقايضة الشريعة بالوحدة لابل الشريعة بالاسلام في كل السودان ويومها لم يكن الانفصال واردا ولكن اه من لكن هذة وتصبحون على وطنين اثنين.