كوستي : عبدالوهاب جمعة: منذ عدة اشهر تعاني مدينة كوستي من ازمة حادة في الغاز ، وتفاقمت ازمة الغاز منذ الاسبوع المنصرم ، حيث بات المشهد الوحيد الذي يتكرر في مختلف انحاء المدينة .. اسطوانات الغاز المحمولة على شتى المركبات وفوق اكتف الناس ، ( الصحافة ) ترصد معاناة الاهالي في سبيل الحصول على الغاز. وقال متعاملون في توزيع الغاز ان الازمة استفحلت منذ نهاية الاسبوع الماضي بينما اكد مواطنون ان جذور الازمة تعود الى اكثر من شهرين ، وقال بكري سليمان من حي ابو شريف انه ظل يبحث عن الغاز منذ اكثر من اسبوع دون جدوى، مشيرا الى حضوره منذ الصباح الباكر امام متجر البيع بانتظار وصول الغاز مبينا انه حضر للمرة الثالثة في غضون اسبوع محاولا ملء اسطوانته بينما قال عوض الامين ان المدينة تعاني من ندرة الغاز منذ نهاية عيد الاضحى المنصرم ، مشيرا الى انه ظل يبحث عن ملء اسطوانته منذ فترة دون ان يتمكن من ذلك . وفي الطريق الى متجر الغاز بوسط سوق المدينة صادفناه يدحرج اسطوانته بقدمه بعد ان انهكه حملها على كتفه وقال طارق حسن من مربع الصفا انه طرق ابواب كل محلات بيع الغاز في منطقته والمناطق المجاورة دون ان يتمكن من ايجاد الغاز، مؤكدا انعدام اسطوانات الغاز من جميع محلات توزيع الغاز بالمدينة مشيرا الى حضوره يومي الخميس والجمعة والسبت دون ان يحظى بملء اسطوانته. وينتظر امام احد متاجر بيع الغاز الملحقة بمباني محلية كوستي بوسط المدينة المئات من المواطنين من الصباح الباكر تاركين اسطوانات الغاز ملتفة حول المباني الحكومية كالثعبان بينما احتمى مالوكها من هجير الصيف القائظ الذي وصلت درجة حرارته اكثر من (50) درجة مئوية تحت ظلال الاشجار ، وطفق البعض بوضع علامات من انسجة القماش والحجارة وسما وتميزا لها عن غيرها من الاسطوانات، واشتمل طابور الاسطوانات على جميع انواع ماركات الغاز بما فيها اسطوانة شركة النيل البرتقالية اللون المملوكة للشركة السودانية للنفط ذراع وزارة النفط التسويقي للغاز ومعظم المنتجات النفطية، واكد عدد من المنتظرين ان اسطوانة الغاز سعة 12.5 كيلو تباع من قبل سماسرة الغاز بأكثر من 40 جنيها في السوق مشيرين الى ان سعرها الرسمي يبلغ 18 جنيهاً. ازمة الغاز بالمدينة كانت ظاهرة للعيان ، ففي سوق المدينة الكبير كانت مشاهد الناس وهم يحملون اسطوانات الغاز على اعناقهم لافتة للانظار بينما يجتهد اخرون في دحرجتها ، وثمة اسطوانات محمولة على الركشات وعلى الدراجات النارية .. وعلى ظهور الدواب . وقال محمد احمد الامين من مواطني قرية ( الطويلة ) انه ظل طيلة خمسة ايام يسعى بحثا عن ملء اسطوانته مشيرا الى حضوره من الصباح بانتظار الغاز مؤكدا ان قريته تبعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة كوستى مشيرا الى انه يتحمل في كل مرة نفقات ترحيله مع الاسطوانة . ويقول احد مفتشي الغابات بولاية النيل الابيض مفضلا حجب اسمه ان ازمة الغاز المستفحلة منذ نوفمبر المنصرم قوضت جهودهم في الحفاظ على الغابات من القطع الجائر بالولاية ( الشحيحة بالغطاء النباتي اصلا ) ، وزاد ( جهود 13 عاما من تغيير نمط القرويين من استخدام الحطب والفحم الى الغاز ضاعت سدى)، مشيرا الى ان يدهم باتت مغلولة في منع القرويين الذين تحولوا من استخدام الغاز الى الحطب بعد ازمة الغاز العميقة في الولاية .