الخرطوم : عبدالوهاب جمعة: بدأ صديق الزاكي رحلة بحثه مبكرا بعيد صلاة الفجر عن انبوبة غاز، وضع صديق اسطوانته الفارغة على متن دراجته الهوائية ،وطاف على وكلاء الغاز بالصحافة شرق وشارع الصحافة زلط والسوق المركزي،بيد انه لم يجد ضالته. يقول انه توجه الى اركويت ولم يعثر على الغاز ، وختم صديق جولته بالذهاب الى مستودعات الغاز بالشجرة على ظهر دراجته حيث افلح في ملء اسطوانته من الغاز،وليس كل الناس محظوظين مثل صديق بالعثور على الغاز بمستودعات الشجرة، فقد قدمت حواء محمد من منطقة سوبا الحلة شرقي الخرطوم لملء اسطوانتها ،تقول حواء انها استأجرت ركشة لتقلها الى مستودعات الشجرة ،مشيرة الى ان المشوار بلغت تكلفته ثلاثين جنيها للذهاب فقط ، وتتحسر حواء على ضياع فرصتها في ملء اسطوانتها بسبب نوع ماركة اسطوانتها التي لم تتوفر في مستودعات الشجرة . وغير بعيد من مكان حواء تقول فاطمة ادم وتسكن حي الاندلس جنوبي الخرطوم ان حظها العاثر اوقعها في نوع اسطوانة لا يتوفر غازها حتى في مستودعات الشجرة وتقول انها ظلت تستخدم الفحم بديلا عن الغاز رغم ارتفاع سعره ،وتضيف ( سارجع ساكت) ،مبينة ان مشكلتها الان كيفية الرجوع الى منزلها بعد ان دفعت «10» جنيهات قيمة مشوار الركشة، وتؤكد انها استنفدت ما ادخرته لتأمين قيمه الغاز ،مع مشوار الذهاب والاياب للمستودع ،ويتهافت الناس على مستودعات الشجرة خصوصا ايام السبت للحصول على الغاز بعد ان عجزوا عن تأمينه من داخل مناطقهم السكنية ، واخفاق الناس في الحصول على الغاز حتى من مستودعات الشجرة بات يشكل هاجسا للجميع بمن فيهم سائق الهايس شوقي يوسف من منطقة اركويت شرقي الخرطوم. يقول شوقي ان معضلته ليست في عدم تمكنه من الحصول على الغاز بعد وصوله الى مستودع الشجرة وانما في توقف مركبته عن العمل وبكلمات ساخرة يواصل حديثه قائلا ( انها ميته وخراب ديار )، واكثر من يتحمل وطأة البحث عن الغاز هم الاطفال حيث يحاولون جهدهم دحرجة اسطوانة الغاز وتتفاقم مشكلتهم عند الدخول الى المستودعات حيث تقتضي تعليمات السلامة حمل الاسطوانات بدلا عن دحرجتها. ووجه وزير النفط ،الدكتور عوض احمد الجاز، الشركات التي تعمل في توزيع الغاز بضرورة إحكام التنسيق والتعاون المباشر لتوزيع الغاز. وتضرب الخرطوم وعدة ولايات ازمة خانقة في غاز الطهي ، ويؤكد مسؤولون حكوميون ان الغاز متوفر ويقولون ان سعر الاسطوانة سعة 12 كيلو يجب الا تتعدى 15 جنيها بيد ان روايات الناس تشير الى ازمة تتوالى يوما بعد يوم ، ويشير عدد من اصحاب الغاز بالاحياء الى ان تسعيرة الغاز التي تعلنها السلطات المختصة غير مجزية، مؤكدين انها خسارة بالنسبة لهم ، ويقول صاحب متجر غاز بالكلاكة الوحدة فضل حجب اسمه، انهم يدفعون لصاحب الدفار 70 جنيها اضافية عن كل يوم تأخير في المستودع، مشيرا الى ان الدفار قد يستغرق ثلاثة او اربعة ايام في المستودع . وتتواتر انباء عن ازمة (مكتومة) بين اتحاد اصحاب الغاز وشركة النفط السودانية حول تسعيرة الغاز، وتؤكد الجهات المختصة بالغاز انها تدعم اسعار الغاز مشيرة الى ان الدعم يصل الى (60) جنيها للاسطوانة، بينما يقول اصحاب محلات الغاز ان تسعيرة الغاز غير مجدية على الاطلاق ، ويطالب احد المختصين فضل حجب اسمه في مجال الغاز بضرورة اهتمام السلطات المختصة بأصحاب توكيلات الغاز، مشيرا الى انتشارهم الجغرافي في كل المناطق مؤكدا ان خروج ذلك القطاع من العمل ستكون له نتائج كارثية ( لن تستطيع شركات الغاز ملء ذلك الفراغ ان حدث). وتلقي ازمة الغاز بظلالها على سكان الولايات الذين يجدون انفسهم بين رحي ندرة الغاز واهتمام مسؤولي النفط بتغطية العجز في ولاية الخرطوم فقط ، وترد انباء عن انعدام كلي للغاز في مختلف الولايات ، ويرجح مهتمون بمسائل البيئة ان تؤدي ازمة الغاز الى انتكاسة جهود حماية الغابات بعد توجه سكان الولايات الى استخدام الحطب والفحم ، وكانت قد بذلت جهود جبارة طيلة العشرين عاما المنصرمة في احلال الغاز بديلا عن الكتلة الحية ( الفحم والحطب )، واثمرت تلك الجهود على الزام اصحاب كمائن الطوب و المخابز باستخدام الغاز حيث ارتفع استهلاك الغاز خمس اضعاف من قبل . ووجه الوزير لدى زيارته لمقر شركات الغاز بمستودعات الشجرة بالخرطوم ،إدارة المستودع بعمل كل التسهيلات اللازمة التي تسهم في اسراع عمليات شحن الغاز لكل إسطول الشركات بالعاصمة والولايات، والعمل علي مدار الساعة وفي العطلات الرسمية ،ودعا الشركات للتوسع في عمليات البيع المباشرفي كل احياء العاصمة والولايات حتي يتمكن المواطن من سد حاجته من هذه السلعة والحد من التلاعب فيها، من جانبهم أكد ممثلوالشركات إستلام حصتهم اليومية من السلعة على ان يتم ايصالها لمراكز التوزيع في العاصمة والولايات . يشار الى ان ولاية الخرطوم تستهلك ما يقارب ال10 آلاف اسطوانة في اليوم ، وتدعم الحكومة الاسطوانة سعة 12.5كيلو ب60 جنيها.
